بیشترلیست موضوعات آفـــاق الروايــــة السندباد: حكاية العودة:
من الشعر إلى القصة المصادر ألف ليلة وليلة: إشكالية المتلقي الخصم عودة الروح... آمال عظام موسم الهجرة إلى الشمال دائرة السر الاسطوري وما بعدها المصادر سراب عفان حصاد المرايا المهشمّة المصادر إميل حبيبي ذات جماعيّة باقية المصادر مدن الملح: الأخدود والكنز المفقود الواقعية في صورة الواقع المصادر ذاكرة ليست للنسيان المصادر توضیحاتافزودن یادداشت جدید وتأتي نقطة التحول من الماضي إلى الحاضر، ومن التقليدي إلى الجديد من خلال الاهتمام بالوعي الفردي (individual consciousness)، فقد أصبح هذا الوعي نقطة العبور نحو التجديد. أصبح الوعي هذا هو الأصل في الخلق والإبداع، فيه ينمو جنين الصورة الفنية، ومنه تولد هذه الصورة. لم يعد كما كان سابقاً مجرد مرآة ينعكس على سطحها الواقع الخارجي، أي أن الوعي تخطى وظيفة المحاكاة التقليدية التي كانت أبرز نشاطاته. في هذه الحالة اكتسب الوعي بُعداً جديداً جعل منه دوراً فعالاً في أمر العلاقة مع العالم الخارجي وتحديدها. باختصار يتمثل هذا التحول الجذري في أن الذات (subject) أصبحت محور الفكر الحديث ومنطلق الحداثة ومكوناتها الرئيسية. وقد رأى المحدثون في استخدام هذا المصطلح حيادية أكثر من المصطلحات السابقة التقليدية التي استخدمها السلف مثل الطبيعة الإنسانية (human nature)، والروح (soul)، والأثير (spirit)، فقد أصبحت هذه المصطلحات مفرغة من معانيها بعد أن تعرضت للاستعمال مدة طويلة.وقد برز هذا المصطلح من ثلاثة مصادر رئيسية: الأول، تاريخي يتمثل في الماركسية. والثاني، سيكولوجي صاحبه طبعاً فرويد. والثالث، فلسفي تقدم به أموند هسرل. وعلى الرغم من كل ما بين هذه المصادر من اختلافات، فإنها تآلفت في شيء هام ألا وهو أنها ترفض الجمود وتتحدى ما هو ملم به منادية بالتجديد. يعتقد ماركس مثلاً، أننا نجدد حياتنا الاجتماعية ونخلقها من جديد، وذلك من خلال الظروف التاريخية التي نرثها دون أن نتوقف عند طبيعتها لنفهمها، ومن ثم نفيد منها في تكوين حياة جديدة. فالنظم الاقتصادية مثل الرأسمالية وغيرها تهيمن علينا من خلال ما نؤسسه من أوهام وأخيلة زائفة تجعلنا نصدقها ونتصالح معها وكأنها واقع حتمي لا مفر منه. ويعتقد فرويد أن حياتنا الفردية تتكون من رغبات مكبوتة وأنها تتجدد عندما تخرج هذه الرغبات إلى السطح. ويشترك فرويد مع ماركس في الاعتقاد أننا نعيش حياتنا الفردية والاجتماعية وسط أوهام تجعلنا مع الزمن نعمى عن حقيقة ذاتنا، ويعتقد الاثنان أن حياتنا تتكون من سبب ومسبب، أي أن ما نجد حياتنا عليه هو نتيجة تتسبب من قبولنا الظروف التي نعيشها بشكل ما، وهي أن التعايش مع هذه الأوهام هو الذي يوصلنا إلى ما نحن عليه، وأي تجديد في حياتنا يعني رفض هذه الأوهام أو تحليلها والتعرف إليها على أنها أوهام. أما هسرل، فإنه يشترك مع ماركس وفرويد في نظرته إلى الذات على أنها تعيش حياة اضطهاد من الظروف الاجتماعية، ولكنه يختلف عن الاثنين في أن هذا الاضطهاد لا يأتي نتيجة لسبب، وأن الاختلاف (difference) بين الذات والعالم الخارجي ما هو إلا شكل من أشكال الاختلاف، أو هو امتداد للاختلاف نفسه، وليس أساساً للتجربة التي تعيشها الذات في العالم الخارجي، وبعبارة أخرى الاختلاف ليس جوهر التجربة، بمعنى أن الذات تظل محتفظة ببدائيتها حتى مع وجود هذا الاختلاف، ويظل الجوهر قائماً في التجربة الذاتية جنباً إلى جنب مع وجود هذا الاختلاف. ومن هذه الفلسفة التي تبناها فيما بعد هايدجر، وأخذ بزمام ممارستها كل من سارتر وسيمون دي بوفوار نشأت الظاهرة الوجودية، أو الفلسفة الوجودية التي تبنت فكرة وجود الذات التي تقول أن اللعنة حلت عليها لأنها وجدت أصلاً دون أن يكون لها الاختيار، فالذات تعيش مختارة ألا تختار.وهكذا نجد نوعاً من وحدة الحال بين الماركسية والسيكولوجية والوجودية، إذ إنها جميعاً تنادي بزيف الواقع الذي يحيط بنا، والذي يجعلنا نأخذ هذا الزيف أمراً مسلماً به دون أن ندرك أن الأمر الواقع الذي نعيش فيه إنما يبعدنا عن حقيقة أنفسنا وجوهرها (authenticity).غير أن وحدة الحال هذه لم تزود المصادر الثلاثة بقدرة متساوية على الصمود والاستمرارية حيث انتهت الوجودية إلى الإفلاس بعد أن حققت رواجاً فلسفياً وفكرياً؛ والسبب في ذلك أنها أكثر المصادر تطرفاً في الحد بين الذات والعالم الخارجي. فالسؤال الذي طرح نفسه بالنسبة للوجودية في الستينيات هو أنها غير مؤهلة للتعامل مع العالم الخارجي ومسؤولياته؛ لأنها لا تعتقد بوجود مسؤوليات للذات خارج ذاتها، وهذا تعبير عن فك الارتباط بين الذات والعالم الخارجي، وعلى حد تعبير جورج لوكاش، فإن الفلسفة الوجودية تؤدي في النهاية إلى انكماش الواقع وتقليصه؛ لأن الذات لا تستطيع أن تحقق ديناميكية النمو التي تتطلب بعداً خارج ذاتها، أي بعد العالم الخارجي لتتفاعل معه، وتولد عن هذا التفاعل القدرة على النمو والتجديد ورفض الذات للعالم الخارجي جملة وتفصيلاً يفضي بنا إلى واقع فقير يقطع الأوصال.