بیشترلیست موضوعات آفـــاق الروايــــة السندباد: حكاية العودة:
من الشعر إلى القصة المصادر ألف ليلة وليلة: إشكالية المتلقي الخصم عودة الروح... آمال عظام موسم الهجرة إلى الشمال دائرة السر الاسطوري وما بعدها المصادر سراب عفان حصاد المرايا المهشمّة المصادر إميل حبيبي ذات جماعيّة باقية المصادر مدن الملح: الأخدود والكنز المفقود الواقعية في صورة الواقع المصادر ذاكرة ليست للنسيان المصادر توضیحاتافزودن یادداشت جدید هذا ما فعله توفيق الحكيم في تصويره، إذ نقل واقع الصورة الحرفية وحوّلها إلى واقع مطلق، وبقي الواقعان جنباً إلى جنب شاهدين على أنَّ الخيال واللغة هما اللذان يساعدان على خلق واقع جديد مطلق، لا يمحو الواقع الحرفي. لهذا نجد الرواية توصف أحياناً أنها واقعية وأحياناً أخرى أنها رومنتيكية، ويقارب هذا الأمر من الوصف الوظيفي لاستعمال اللغة في تركيبها السطحي والعميق.يقدّم لنا توفيق الحكيم واقعاً أشبه بدليل حاضر يدلّ على شيء غائب تصوّره الفلاح المصري الكادح الذي يعرفه هو امتداد لصورة للفلاح المصري منذ أقدم العصور، ولكن دون تجسيم لهذا التجريد. وتنسحب هذه الممارسة على الأسطورة أيضاً. وأبرز مثلين على غياب هذا التجسير بين الحاضر والماضي صورة سنيّة وايزيس: "وعادت فالتفتت إلى "البيانو" تمر بأناملها على مفاتيحه، ووقف "محسن" خلفها. وقد هدأ اضطرابه قليلاً واطمأنَّ، إذ هي الآن لا تستطيع رؤيته في موقفه هذا، وعندئذٍ أخذ يختلس النظر إليها اختلاساً، ولأول مرّة فطن إلى أن شعرها مقصوص على أحدث طراز، وذهبت عيناه تتأمل نحراً عاجياً غاية في البياض، يعلوه رأس جميل مستدير الشعر غاية في السواد يلمع لمعاناً أخاذاً، كأنَّه قمر من الأبنوس، وخطرت "لمحسن" صورة يراها دائماً في الكتاب المقرّر هذا العام للتاريخ المصري القديم، صورة يحبها كثيراً، وطالما قضى شطراً من حصص التاريخ يطيل إليها النظر وهو سابح في عالم الأحلام، ولا ينزله منه إلى الأرض إلاَّ صوت المدرِّس وقد بدأ شرح الدرس، تلك صورة امرأة، شعرها مقصوص أيضاً.... وأسود لامع كذلك... ومستدير كالقمر الأبنوس: "إيزيس"!..."(ص122-123).والمثل الآخر بيت الفرح الذي يستحضر طريق الكباش الموصل إلى معبد الكرنك "كان الوقت مساءً عندما وقفت العربة "الحنطور التي تقلّ العوالم أمام بيت الفرح، وقد نصب بالواجهة سرادق فخم كبير مزّين بأنواع التعاليق والنجف، والرايات الصغيرة المربّعة والمثلثة على مختلف الألوان: من أحمر وأصفر وأخضر، واصطفّت عند مصابيح الغاز على جانبي الطريق الموصل إلى المنزل، كأنَّه طريق الكباش الموصل إلى "معبد الكرنك"!!!..."(ص135.).مثل هذه الإشارات الأسطورية تبيّن أن توفيق الحكيم كان على وعي بما في الأسطورة من قوة كامنة يمكن أن تبعثها في الحاضر الذي يشكّل بُعداً يمكن أن يصبح منطلقاً جديداً للأسطورة يحييها من جهة ويغني روايته بها من جهة أخرى، ويصبح "الكل واحداً"، كما جاء في نشيد الموتى المحبّب لتوفيق الحكيم.لكن توفيق الحكيم لم يطوِّر الأسطورة في عودة الروح بل تركها إشارات مبعثرة لا تسري في عصب الشخصية ولا تؤازرها. مثل ما فعل في مشهد السيدة زينب. هذا ما يجعلنا نقول إنَّ الأسطورة في عودة الروح ظلَّت هامشيّة توقّفت هيمنتها عند مجرّد الإشارة إليها.