بیشترلیست موضوعات آفـــاق الروايــــة السندباد: حكاية العودة:
من الشعر إلى القصة المصادر ألف ليلة وليلة: إشكالية المتلقي الخصم عودة الروح... آمال عظام موسم الهجرة إلى الشمال دائرة السر الاسطوري وما بعدها المصادر سراب عفان حصاد المرايا المهشمّة المصادر إميل حبيبي ذات جماعيّة باقية المصادر مدن الملح: الأخدود والكنز المفقود الواقعية في صورة الواقع المصادر ذاكرة ليست للنسيان المصادر توضیحاتافزودن یادداشت جدید وعلى الرغم من أن المقدمة تبدو وكأنها معتذرة عن قِصَر القصة، فإن هذه الملاحظة ليست جادة في حد ذاتها؛ لأن هذا القِصَر أو التكثيف غير ضار بالقصة القصيرة، وما هذا الاعتذار إلا محاولة من الكاتب لإقناع القارئ بتقبل قصة في هذا الحجم من الكثافة. وما أمر الاعتذار برمته إلا ضرب من التعويد (orientation) على تقبل القصة في هذا الشكل المكثف الجديد الذي يساعد الكاتب على دقة التعبير وتعميق التأثير. يقابل السندباد في هذه القصة عشيقته برؤية تتجلى تدريجياً من خلال شفافية اللغة التشبيهية المكثفة، وفي النهاية نرى أن المغزى الأخلاقي للقصة يندرج في صورته تحت الصورة الفنية (الاستطيقية) التي تبعد القصة عن الخطابة. وهنا نرى كيف ينجح عفلق في المزج بين ما هو شاعري (غنائي) وما هو مسرحي (تمثيلي) ليصل بنا إلى صورة يكون فيها التأثير الكلي أشبه بالفسيفساء المرصعة.ومنذ الجملة الأولى، نلاحظ كيف تبدأ القصة بصورة الليل كموتيف يكوّن الوحدة العضوية للقصة، فالليل وبغداد- المدينة الخالدة- والعشيقة كذلك، والسندباد والمسافر، جميعها تتحد وتتداخل في نشاطها وتأثيرها من خلال مدينة تسبح في ظلام الليل مثل مسافر أرهقه السفر حتى ضعفت عزيمته على مواصلة الرحلة. هذا هو المنظور الذي يحتوي القصة من أولها إلى آخرها.وإنه لمن الأهمية بمكان، أن يكون الليل هو الموتيف في هذه القصة. فالليل نوع من البدئية ذات الأسطورية القدسية التي تساعد السندباد على استرجاع عزيمته لمواصلة السفر والبحث عن المجهول برؤية وعزيمة تتشكلان في جنح الليل. ومن الجدير هنا أن نلاحظ الإشارة إلى تساوي الليل والنهار في بلاد الشمال، إذ يبين الراوي كيف أن الشمس تلبس الليل من "شحوبها" ستاراً يزيد من أسراره، وذلك من أجل خلق حاجز يعمق أسرار الليل.وإنه لمن الأهمية بمكان، أن تنتهي القصة عند الفجر، فيتمكن السندباد من الحفاظ على رؤيته واتخاذ قراره أثناء ليل أسطوري يساعده على أن يرى أكثر مما يراه في وضح النهار. وعند المساء يستسلم السندباد تدريجياً للبدئية مخلفاً وراءه واقعاً صريحاً، وحياة رغدة من أجل الوصول إلى وعي أسمى، عندئذ يتمكن السندباد من السيطرة على حلمه باحثاً عن المجهول، حيث يتحرر من العالم المادي المريح الذي يقيده في واقع الحياة داخل المدينة الخالدة.