بیشترلیست موضوعات آفـــاق الروايــــة السندباد: حكاية العودة:
من الشعر إلى القصة المصادر ألف ليلة وليلة: إشكالية المتلقي الخصم عودة الروح... آمال عظام موسم الهجرة إلى الشمال دائرة السر الاسطوري وما بعدها المصادر سراب عفان حصاد المرايا المهشمّة المصادر إميل حبيبي ذات جماعيّة باقية المصادر مدن الملح: الأخدود والكنز المفقود الواقعية في صورة الواقع المصادر ذاكرة ليست للنسيان المصادر توضیحاتافزودن یادداشت جدید ولعلّ كلام سراب عفان عن الحب يذكّرنا بكلام متيلدا عن توقها لحبّ جارف، حتى قبل أن تقابل الحبيب. وبعد أن تقع في غرام جوليان وتمرّ بتجربة الحبّ لمدّة بضعة أيّام تنسحب من الموقف بكل برود، وكأنّها تريد أن تعاقب نفسها، ظانّة أنّ عاطفة طائشة قد عصفت بها، وأنها استردّت سيطرتها على نفسها دون أن تعبأ بالعشيق الذي بات يتحرّق بحبّها والذي وجد نفسه عاجزاً عن اتّخاذ موقف مشابه، فراح يقول أنّه سيحبّها إلى الأبد على الرغم من أنها لم تحبّه إلاّ أياماً معدودات، وهكذا تدخل متيلدا نفسها في مرايا مختلفة دون أن يفصل بين هذه المرايا فواصل زمنية. فهي العاشقة المتخلية عن عشقها، المتواضعة مع جوليان والمتعالية (دون شعور منها بذلك) عليه في نفس الوقت، المحبّة الكارهة لنفسها ولجوليان، إلى آخر ذلك. وبإصرار العاشق الطموح يوقعها جوليان في الشرك ويرجعها إلى حظيرة العشق، وتثبت على عشقها في النهاية، وتقدّم أقصى درجات التضحية لجوليان في محنته السوداء، وربّما كان بإمكاننا أن نقول إنّ تضميد جراح الحبّ في باريس من قِبَل جوليان يذكّرنا على الفور بالمثيل عند نائل عمران في نفس المكان.وجبرا مثل ستندال، كأنّه جاء يرصد شخصيته من الخارج، وكأنّه يحدق في المرآة ليستدلّ على ما خلف الصورة التي تبدو ظاهرة للعيان، وربّما يكون جبرا أقل رغبة في محاولة كشف أسرار الشخصية والغوص في أعماقها للتعرّف على دوافع سلوكها، وكأنّه يؤمن بأنّه من حقّ الشخصية أن تخفي عنّا بل عن نفسها كوامن حياتها الداخلية. وهذا يؤكّد على فنيّة جبرا وحداثته في التمسّك بالمشهد الذي يروي الشخصية صورة بدلاً من أن يرويها قولاً صريحاً، لا يبقى لنا مساهمة في تصوّرها وتخيّلها. وبهذا أيضاً يبقي جبرا على الواقعية، ولكنّها الواقعية الجديدة المتجدّدة، فالصورة الخارجية ليست لذاتها ولا تنتهي المهمّة عند حدودها الخارجية بل هي مدخل لما لا نراه في المرآة، وهكذا تصبح المرأة وصورتها دليلين اثنين لما لا تراه العين.يرصد جبرا الشخصية إذن من خلال التعبير عن إحساسها بالمشكلة، بالغصّة، بالمحنة، بالشعور العام للأسى والحزن. ولا يهتم جبرا بالتعبير عن كنهه مجرّداً. ونجده أبعد الناس عن التحقيق مع الشخصية لمعرفة المشكلة قولاً وتجريداً، ولا يضع في حسابه أن تبوح لنا الشخصية بما هو وراء أحاسيسها، وبمسبّباتها. فعلى الرغم من كل الصراحة التي تلتقي بها سراب عفان مع نائل عمران، فإنّ المخفي عنهما وعنّا أعظم، وهو السرّ الذي يجعلنا جميعاً نلهث وراءه.ويمكن توضيح هذه الأمور جميعها، من خلال المصارحة التي تسجّلها سراب لنفسها، والتي تعبّر بأحاسيسها عن المحنة، في لقطات سريعة تختزل الأبعاد المختلفة للزمان والمكان، وتصوّر المحنة في أعماق أبعادها: