آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


واستحوذتني رغبة جامحة في أن أصفّق، في أن أغنّي، في أن أزغرد، في أن أصرخ حتى تنهار من على صدري طبقات الخنوع والمذلّة والحاجة، والصمت نعم يا سيدي، عظيم يا سيدي، أمرك يا سيدي! فينطلق قلبي من صدري، حرّاً يطير، يحلّق في أجواء النسور، ينادي على الناس: مثلكم أنا يا ناس، شجاع مثلكم، ومثلكم لي قدمان ثابتتان على الأرض وظهر مستقيم وقامة طويلة ورأس في السماء، سعيد بشجاعتي مثلكم يا ناس. يعاد إلى جانبي يا عالم! صغيرة كعصا الراعي، جديدة كالحلم القديم!

عشت الأعوام العشرين لوحدي. عشتها بعيداً عن يعاد. عشتها حتى الثمالة، حتى القعر. شربت كأسها المرّ كله وحدي. فلم يبق لها منه أيّة قطرة. أنقذتها من هذه السنوات العشرين المريرة، فبقيت يعاد صبية في العشرين وبدون عشريني. عادت إلي كما كانت، هي هي، تضحك وتبكي، تتحدّى وتحب، وتناديني: سعيد!

سعيد أنا يا عالم! اسمعي يا دنيا، من الخط الأخضر حتى الأفق الأزرق، القفار والحقول، القبور والسماء: لقد انطلقت خارج الساحتين حرّاً، الداخلية والخارجية. أصبحت حرّاً.

سعيد، أنا سعيد!

ولكنّني فعلت أمراً آخر المرّة. فبدون أن أدري بما دفعني اندفعت ففتحت باب السيارة وألقيت نفسي منها، ويدي بيد يعاد لا أتركها.

فوقعنا على التراب الجاف وأنا غائب عن الوعي". (ص176-78)

مثل هذا المشهد له رجع الصدى لمشاهد متوازية في روايات عالمية، ولا يعني هذا أبداً انتقاص الأصالة عند إميل حبيبي، الذي قال عنه إحسان عبّاس إنّه "لم يلجأ إلى محاكاة نموذج جاهز بل ابتدع طريقة جديدة في الكتابة السردية، وحين يجيء الأوان لتعدد مختلف الإسهامات الأصلية في الإبداع الفلسطيني (بل العربي) سيكون من الصعب على مؤرّخ ذلك الإبداع أن يصنّف إميل حبيبي في "خانة" يشاركه فيها آخرون. بل سيجد مؤرّخ ذلك الإبداع أنّه كان نسيج وحده، في ما أبدع، حتى أنّه كان في كل مرحلة يتفوّق على نفسه". (مشارف، 45).

أولى هذه المتوازيات نهاية الرواية المشهورة الآمال العظام لكاتبها المعروف تشارلز ديكنز، وهي النهاية التي أثارت عند ظهورها (أو حتى قبل ظهورها بقليل) جدلاً حيّر الكاتب نفسه في أمر النهاية المحزنة التي أرادها في الأصل عندما عبّر الجمهور من القرّاء عن رغبة في نهاية سارّة، وفي النهاية اختار ديكنز نهاية وسطاً، حيث يلتقي العاشقان بب وإستيلا على أرض الحديقة (وكثيراً ما تقرأ أنها رمزٌ لفردوس آدم وحواء) التي كانت أغلب الأحيان مسرحاً لمعاناتهما وآلامهما. هذه الأرض هي آخر ما تبقّى لإستيلا من ممتلكات احتفظت بها لما لها من قيمة تذكارية، وقد حضرت إليها لتلقي عليها النظرة الأخيرة قبل أن تقوم عليها منشآت وهي مسرورة أن تلتقي بعشيقها أيضاً على هذه الأرض لتقول له كلمة الوداع الأخيرة، ولا بُدّ أنها فوجئت باستجابة بب عندما انحنى عليها وهي تنهض من مقعدها في الحديقة ليضع يدها في يده ويسيرا خارج أرض الدمار، وكما كان ضباب المساء يرتفع إلى السماء مخلّفاً وراءه ضياء هادئاً ممتدّاً عبر الأفق مشيراً إلى غياب أي ظل للفراق مرة أخرى بينه وبين استيلا(520). وهكذا بعد رحلة طويلة من العناء والشقاء والنفي، تملأ الذات نفسها بخارجها ويعود بب إلى إستيلا وتعود إليه بعد غياب اثني عشر عاماً. والعودة التي يتم فيها اللقاء بعد غياب في الرواية الواحدة تذكّرنا بالعودة إلى الرواية الأخرى.

ومن المتوازيات الأخرى، مشهد دمتري في رواية الأخوة كارامازوف عندما يمثّل أمام المحكمة وهو متّهم بقتل والده بالرغم من أنّه ليس القاتل فعلاً، إلاّ أنّه يشعر بالذنب.

"وبينما تتأهّب المحكمة لإصدار القرار النهائي بالعقوبة، ينهض ديمتري من على الكرسي الذي كان جالساً عليه أثناء استماع المحلّفين إلى الدفاع فينزوي في ركن جانبي فيه منضدة كبيرة تغطّيها قطعة من القماش. يجلس ديمتري عليها فيغالبه النعاس فينام".

/ 137