إن هناك من يريد أن يقول: إن النبي آدم قد اجتهد فأخطأ، وللمجتهد أجر واحد، وكان أجره هو الاجتباء الإلهي الذي حصل عليه..واجتهاده عليه السلام يتمثل في ترجيحه كون المنهي عنه هو شخص الشجرة لا سنخها، وقد أخطأ في ترجيحه هذا، ثم أكل منها بعد وسوسة الشيطان له، وبعد تصديقه في قسمه، كما بينته رواية الإمام الرضا عليه السلام..وهذا هو نفس ما يقوله المعتزلة من اجتهاد النبي آدم في المراد من الشجرة، وفي استجابته لتدليس إبليس..ونقول:إننا نعود فنكرر رفضنا لهذا الكلام، وذلك للأمور التالية:أولاً: إن النبي آدم عليه السلام لم يجتهد، بل أخذ بالظهورات الواجب عليه الأخذ بها، إذ إن هناك إشارة حسية إلى شخص شجرة بعينها، وليس ثمة ما يدل على إرادة ما عداها، فلم يكن هناك أي مانع من الأكل مما يسانخها، وليس هذا من قبيل الاجتهاد، بل هو أخذ بظاهر الكلام..ثانياً: إن النبي آدم لم يخطئ في التطبيق أيضاً، بل عمل أولاً بمقتضى ما