وبعد تلك الأقوال التي أكدها إبليس لعنه الله بهذا القسم، وبعد مشاهدة النبي آدم آثاراً تدل على أن للشجرة خصوصية هامة جداً من حيث ارتباطها بموجودات عالية، كما سنشير إليه..وأيضاً، بعد أن كانت الإشارة بكلمة [هَذِهِ] ترجح له:أن المنهي عنه هو خصوص الشجرة التي أشير إليها إشارة حسية دون سواها، نعم، بعد ذلك كله، فإن النبي آدم عليه السلام يجد نفسه ـ بحكم مبادئه ـ ملزماً بالأكل من الشجرة، وبتصديق ما قيل له. حتى لو كان القائل هو عدوه، فإن الخصماء قد يكذب بعضهم بعضاً، ثم يلجأون للقسم ويرضون به، ويلتزمون هم، ويلزمهم الآخرون بمقتضاه..ولو أن آدم عليه السلام لم يأكل من الشجرة بعد هذا القسم فسيجد نفسه:إما مستهيناً بالله سبحانه، وبقدرته على ضمان ما جعل في عهدته.وإما غير مبال بنيل ما يطمح إليه، ويسعى للحصول عليه من مقامات القرب والزلفى عنده سبحانه.وكلاهما مرفوض جملة وتفصيلاً..