تاریخ الشیعه و عقیدتهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ألفاً من عسكره على الموت . فبينما هو يتجهّز للمسير قُتل _ عليه السلام _ . فبايع هؤلاء ولده الحسن ، فلمّا بلغهم مسير معاوية في أهل الشام إليه ، تجهّز هو و الجيش الذين كانوا قد بايعوا عليّاً . وسار عن الكوفة إلى لقاء معاوية(1) . بيد إنّ الأُمور لم تستقم للإمام الحسن لجملة من الأسباب المعروفة ، أهمّها تخاذل أهل العراق أوّلا ، وكون الشيوخ الذين بايعوا عليّاً و التفّوا حوله كانوا من عبدة الغنائم و المناصب ، ولم يكن لهؤلاء نصيب في خلافة الحسن إلاّ ما كان لهم عند أبيه من قبل ثانياً .وإنّ عدداً غير قليل ممّن بايع الحسن كانوا من المنافقين ، يراسلون معاوية بالسمع والطاعة ثالثاً .كما أنّ قسماً من جيشه كانوا من الخوارج أو أبنائهم رابعاً . إلى غير ذلك من الأسباب التي دفعت الإمام إلى قبول الصلح مع معاوية تحت شروط خاصّة تضمن لشيعة عليّ الأمن والأمان ، إلاّ أنّ معاوية وبعد أن وقّع على صلحه مع الإمام الحسن لم يتردد من الإعلان عن سريرته بكل صراحة ووضوح على منبر الكوفة : إنّي والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ، ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا ـ وإنّكم لتفعلون ذلك ـ ولكن قاتلتكم لأتأمّر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون ، ألا وإنّي قد كنت منَّيتُ الحسن أشياء ، وجميعها تحت قدمي لا أفي بشىء منها له(2) . وكان ذلك التصريح الخطير ، والمنافي لأبسط مبادئ الشريعة الإسلامية ، يمثل الإعلان الرسمي لبدء الحملة الشرسة والمعلنة لاستئصال شيعة علي و أنصاره تحت كلّ حجر ومدر .وتوالت المجازر تترى بعد معاوية إلى آخر