شرح نهج البلاغه المقتطف من بحارالانوار نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه المقتطف من بحارالانوار - نسخه متنی

محمدباقر المجلسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بيان: اكثر استعابه اى اكثر طلب العتى منه و الرجوع الى ما يرضى به القوم منه.

و اقل عتابه اى لائمه على وجه الا ذلال و المواخذه اما لعدم النفع او للمصلحه.

و الوجيف السير السريع، قوله فلته غضب اى فجاه غضب.

و الحاصل ان هولاء الثلثه كانوا اشد الناس عليه.

فاتيح له اى قدر وهيى و جاشت و غلت.

و المرجل القدر من النحاس.

و دارالهجره المدينه و الغرض اعلامهم باضطراب حال المدينه و اهلها حين بمسير القوم الى البصره للفتنه.

اقول: قال ابن ميثم- رحمه الله-: كتب الكتاب الاول حين نزل بماء العذب متوجها الى البصره و بعثه مع الحسن- عليه السلام - و عمار بن ياسر.

و قال ابن ابى الحديد فى الشرح: روى محمد بن اسحق عن عمه عبدالرحمن بن يسار القرشى قال: لما نزل على- عليه السلام- الزبده متوجها الى البصره بعث الى الكوفه محمد بن جعفر ابى طالب و محمد بن ابى بكر و كتب اليهم هذا الكتاب (يعنى الكتاب الاول) و زاد فى آخره: فحسبى بكم اخوانا و للدين انصارا، فانفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا باموالكم و انفسكم فى سبيل الله لعلكم تفلحون.

روى ابومخنف، قال: حدثنى الصعقب قال: سمعت عبدالله بن جناده يحدث ان عليا- عليه السلام- لما نزل الربذه بعث هاشم بن
عتبه بن ابى وقاص الى ابى موسى الاشعرى و هو الامير يومئذ على الكوفه لينفر اليه الناس و كتب اليه معه: من عبدالله على اميرالمومنين- عليه السلام- الى عبدالله بن قيس: اما بعد، فانى بعثت اليك هاشم بن عتبه لتشخص الى من قبلك من المسلمين ليتوجهوا الى قدم نكثوا بيعتى و قتلوا شيعتى و احدثوا فى الاسلام ما احدث العظيم فاشخص بالناس الى معه حين يقدم عليك فانى لم اولك المصر الذى انت فيه و لم اقرك عليه الا لتكون من اعوانى على الحق و انصارى على هذا الامر، والسلام.

و روى محمد بن اسحق انه لما قدم محمد بن جعفر و محمد بن ابى بكر الكوفه استقر الناس فمنعهم ابوموسى فلحقا بعلى - عليه السلام- فاخبراه الخبر.

و روى ابومخنف ان هاشم بن عتبه لما قدم الكوفه دعا ابوموسى فقال: اتبع ما كتب به اليك فابى ذلك فبعث الى هاشم يتوعده، فكتب الى على- عليه السلام- بامتناعه و انه شاق بعيد الود ظاهر الغل و الشنان و انه هدده بالسجن و القتل.

فلما ورد كتابه على اميرالمومنين- عليه السلام- اتاه به المحل ابن خليفه فسلم عليه، ثم قال: الحمدلله الذى ادى الحق الى اهله و وضعه موضعه فكره ذلك قوم، و قدو الله كرهوا نبوه محمد- صلى الله عليه و آله- ثم بارزوه و جاهدوه ف
رد الله كيدهم فى نحورهم و جعل دائره السوء عليهم.

و الله يا اميرالمومنين لنجاهدنهم معك فى كل موطن حفظا لرسول الله- صلى الله عليه و آله- فى اهل بيته اذ صاروا اعداء لهم بعده فرحب به على- عليه السلام- و قال له خيرا.

ثم اجلسه الى جانبه وقرا كتاب هاشم و ساله عن الناس و عن ابى موسى، فقال: يا اميرالمومنين ما اثق به و لا آمنه على خلافك ان وجد من يساعده على ذلك، فقال على- عليه السلام-: و الله ما كان عندى بموتمن و لاناصح و لقد اردت فاتانى الاشتر فسالنى ان اقره و ذكر ان اهل الكوفه به راضون، فاقررته.

و روى ابومخنف قال: و بعث على- عليه السلام- من الربذه بعد وصول المحل بن خليفه عبدالله بن عباس و محمد بن ابى بكر الى ابى موسى و كتب معهما: من عبدالله على اميرالمومنين الى عبدالله بن قيس: اما بعد يا ابن الحائك! يا عاض ايرابيه! فوالله ان كنت لاارى ان بعدك من هذا الامر الذى لم يجعلك الله له امرا اهلا و لاجعل لك فيه نصيبا سيمنعك من رد امرى و الافتراء على و قد بعثت اليك ابن عباس و ابن ابى بكر فخلهما و المصر و اهله و اعتزل علينا مذووما مدحورا فان فعلت و الا فانى قد امرتهما ان ينا بذاك على سوء.

ان الله لايهدى كيد الخائنين.

فاذا ظهرا ع
ليك قطعاك اربا اربا، والسلام على من شكر النعمه و وفى بالبيعه و عمل برجاء العافيه.

قال ابومخنف: فلما ابطا ابن عباس و ابن ابى بكر عن على- عليه السلام- و لم يدرما صنعا، رحل من الربذه الى ذى قار فنزلها قال: فما نزل ذاقار بعث الى الكوفه الحسن ابنه- عليه السلام- و عمار بن ياسر و زيد بن صوحان و قيس بن صعد بن عباده و معهم كتاب الى اهل الكوفه فاقبلوا حتى كانوا بالقادسيه فتلقاهم الناس فلما دخلوا الكوفه قرووا كتاب على- عليه السلام- و هو: من عبدالله على اميرالمومنين الى من بالكوفه من المسلمين: اما بعد: فانى خرجت مخرجى هذا اما ظالما و اما مظلوما و اما باغيا و اما مبغيا على، فانشد الله رجلا بلغه كتابى هذا الا نفر الى فان كنت مظلوما اعاننى و ان كنت ظالما استعتبنى، والسلام.

قال: فلما دخل الحسن- عليه السلام- و عمار الكوفه اجتمع اليهما الناس فقال الحسن فاستقر الناس فحمد الله و صلى الله على رسوله، قال: ايهاالناس! انا جئنا ندعوكم الى الله، و الى كتابه و سنه رسوله، و الى افقه من تفقه من المسلمين و اعدل من تعدلون و افضل من تفضلون و اوفى من تبايعون من لم يعبه القرآن و لم تجهله السنه و لم تقعده به السكنه السابقه، الى من قربه الله ا
لى رسوله قرابتين قرابه الدين و قرابه الرحم، الى من سبق الناس الى كل موثره، الى من كفى الله به و رسوله و الناس متخاذلون فقرب منه و هم متباعدون و صلى معه و هم مشركون و قاتل معه و هم منهزمون و بارز معه و هم مجمحون و صدقه و هم يكذبون، الى من لم نزد له و لا تكافا له سابقه و هو يسالكم النصر و يدعوكم الى الحق و يسالكم بالمسير اليه لتوازروه و تنصروه على قوم نكثوا بيعته و قتلوا اهل الصلاح من اصحابه و مثلوا بعماله و انتهبوا بيت ماله فاشخصوا اليه، رحمكم الله، فمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و احضروا بما يحضر به الصالحون.

قال ابومخنف: و حدثنى جابر بن يزيد عن تميم بن جذلم قال: قدم علينا الحسن بن على- عليه السلام- و عمار بن ياسر يستنفران الناس الى على- عليه السلام- و معهما كتابه فلما فرغا من قرائه كتابه، قام الحسن و هو فتى حدث و الله انى لارثى له من حداثه سنه و صعوبه مقامه فرماه الناس بابصارهم و هم يقولون: اللهم سدد منطق ابن بنت نبينا، فوضع يده على عمود يتساند اليه و كان عليلا من شكوى به فقال: الحمدلله العزيز الجبار الواحد القهار الكبير المتعال، سواء منكم من اسر القول و من جهر به، و هو مستخف باليل و سارب بالنهار.

احمده ع
لى حسن البلاء و تظاهر النعماء و على ما احببنا و كرهنا من شده و رخاء و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله، امتن علينا بنبوته و اختصه برسالته و انزل عليه وحيه و اصطفاه على جميع خلقه و ارسله الى الانس و الجن حين عبدت الاوثان و اطيع الشيطان و جحد الرحمن.

فصلى الله عليه و آله و جزاه افضل ما جزى المرسلين.

اما بعد، فانى لااقول لكم الا ما تعرفون ان اميرالمومنين على ابن ابى طالب- ارشد الله امره و اعز نصره- بعثنى اليكم، يدعوكم الى الصواب و الى العمل بالكتاب و الجهاد فى سبيل الله و ان كان عاجل ذاك ما تكرهون، فانى فى اجله ما تحبون ان شاءالله.

و قد علمتم ان عليا صلى مع رسول الله- صلى الله عليه و آله- وحده و انه يوم صدق به لفى عاشره من سنه ثم شهد مع رسول الله- صلى الله عليه و آله- جميع مشاهده و كان من اجتهاده فى مرضاه الله و طاعه رسوله و آثاره الحسنه فى الاسلام ما قد بلغكم.

و لم يزل رسول الله- صلى الله عليه و آله- راضيا عنه حتى غمضه بيده و غسله و حده و الملائكه اعوانه و الفضل ابن عمه ينقل اليه الماء ثم ادخله حفرته و اوصاه بقضاء دينه و عداته و غيرذلك من من الله عليه.

ثم و الله ما دعاهم الى نفسه ، و لقد تداك الناس عليه تداك الابل الهيم عند ورودها فقايعوه طائعين، ثم نكث منهم ناكثون بلا حدث احدثه و لا خلاف اتاه حسدا له و بغيا عليه.

فعليكم عباد الله بتقوى الله و الجد و الصبر و الاستعانه بالله و الخوف الى ما دعاكم اليه اميرالمومنين.

عصمنا الله و اياكم بما عصم به اوليائه و اهل طاعته و الهمنا و اياكم تقواه و اعاننا و اياكم على جهاد اعدائه.

و استغفر الله العظيم لى و لكم.

ثم مضى الى الرحبه فهيا منزلا لابيه اميرالمومنين- عليه السلام- قال جابر: فقلت تميم: كيف اطاق هذا الغلام ما قد قصصته من كلامه؟ فقال و ما سقط عنى من قوله اكثر و لقد حفظت بعض ما سمعت.

قال ابومخنف: و لما فرغ الحسن- عليه السلام- من خطبته، قام عمار و خطب الناس و استنفرهم فلما سمع ابوموسى خطبتهما صعد المنبر و قال: الحمد الله الذى اكرمنا بمحمد- صلى الله عليه و آله- فجمعنا بعد القرقه و جعلنا اخوانا متحابين بعد العداوه و حرم علينا دمائنا و اموالنا.

قال الله- سبحانه-: لا تاكلوا اموالكم يبنكم بالباطل.

و قال- تعالى-: و من يقتل مومنا معتمدا فجزاوه جهنم.

فاتقوا الله عبادكم و ضعوا اسلحتكم و كفوا عن قتال اخوانكم.

.

.

الى آخر خطبته الملعونه التى تركها اولى من
ذكرها و تنادى بكفر صاحبها و نفاقه.

قال: فلما اتت الاخبار عليا- عليه السلام- باختلاف الناس بالكوفه بعث الشتر اليها فاخرجه منها صاغرا.

قال ابومخنف: و لما نزل على- عليه السلام- ذاقار كتبت عايشه الى حفصه: اما بعد، فانى اخبرك ان عليا قد نزل ذاقار و اقام بها مرعوبا خائفا لما بلغه من عدتنا و جماعتنا فهو بمنزله الاشقر ان تقدم عقر و ان تاخر نحر.

فدعت حفصه جوارى لها يتغنين و يضربن بالدفوف، فامرتهن ان يقلن فى غنائهن: ما الخبر على فى سفر كالفرس الاشقر ان تقدم عقر و ان تاخر نحر.

و جعلت بناه الطلقاء يدخلن عل حفصه و يجتمعن لسماع ذلك الغناء.

فبلغ لم كلثوم بنت على- عليه السلام- ذلك فلبست جلابيبها و دخلت عليهن فى نسوه متنكرات ثم اسفرت عن وجهها.

فلما عرفتها حفصه خجلت و استرجعت فقالت ام كلثوم: لئن تظاهر تما عليه اليوم لقد تظاهرتما على اخيه من قبل فانزل الله فيكما ما انزل.

فقالت حفصه: كفى، رحمك الله، و امرت بالكتاب و استغفرت الله.

فقال سهل بن حنيف فى ذلك شعر: عذرنا الرجال بحرب الرجال فما للنساء و ما للسباب اما حسبنا ما اتينا به لك الخبر من هتك ذات الحجاب و مخرجها اليوم من بيتها يعرفها الذنب نبح الكلاب الى ان اتانا كت
اب لها مشوم فيا قبح ذاك الكتاب

نامه 003 -به شريح قاضى

بيان: يقال: شخص بصره بالفتح فهو شاخص اذا فتح عينيه و صار لا يطرف و هو كنايه عن الموت، و يجوز ان يكون من شخص من البلد يعنى ذهب و سار، او من شخص السهم اذا ارتفع عن الهدف و المراد: يخرجك منها مرفوعا محمولا على اكتاف الرجال.

و سلم اليه اعطاه فتناوله منه.

قوله- عليه السلام - خالصا اى من الدنيا و حطامها ليس معك شى ء منها.

قوله- عليه السلام- فاذا انت فى اكثر النسخ بالتنوين فهو جزاء شرط محذوف، اى لو ابتعها كذلك فقد خسرت الدارين، و فى بعضها بالالف غير منون فتكون اذا الفجائيه، كقول الله- تعالى- فاذا هم خامدون.

و از عجه اقلقه و قلعه عن مكانه.

و الخطه بالكسر هى الارض يخطها الانسان اى يعلم عليها علامه بالخط ليعمرها، و منه خطط الكوفه و البصره، و لعل فيه اشعارا بان ملكهم لها ليس ملكا تاما، بل من قبيل العلامه التى يعلم الانسان على ارض يريد التصرف فيها.

قوله- عليه السلام- و تجمع هذه الدار اى تحيط بها، و يقال: ارداه اى اهلكه.

قوله و فيه يشرع على البناء للمجهول اى يفتح، و لعله كنايه عن ان سبب شراء هذه الدار هو الشيطان و اغواوه، او عن ان هذه الدار تفتح باب وساوس الشيطان على الانسان.

قوله- عليه السلام- بالخروج الباء
للعوض، فالخروج هوالثمن.

قوله- عليه السلام- فما ادرك ما شرطيه و ادرك بمعنى لحق، و اسم الاشاره مفعوله.

و الدرك بالتحريك التبعه.

و البلبله الاضطراب و الختلاط و افساد الشى ء بحيث يخرج عن حد الانتفاع به، و المراد به الموت او ملكه او الرب- تعالى شانه- و قوله اشخاص مبتدء و على مبلبل خبره، و يقال نجد اى فرش المنزل بالوسائد، و التنجيد التزيين، و يجوز ان يكون المراد به هذا الرفع من النجد و هو المرتفع من الارض، و يقال: اعتقد ضيعه و مالا اى اقتناهما.

ثم اعلم انه يكفى لمناسبه ما يكتب فى سجلات البيوع لفظ الدرك، و لا يلزم مطابقته لما هو المعهود فيها من كون الدرك لكون المبيع او الثمن معيبا او مستحقا للغير، فالمراد بالدرك التبعه و الاثم اى ما لحق هذا المشترى من وزر و حط مرتبه و نقص عن حظوظ الاخره فسيجزى بها فى القيامه.

اقول: و يحتمل ايضا عندى ان يكون المشترى هذا الشخص من حيث كونه تابعا للهوى، و لذا وصفه تاره بالعبد الذليل اى الاسير فى قيد الهوى، و بين ذلك آخرا حيث عبر عنه بالمغتر بالامل، و البائع هذا الشخص ايضا حيث اعطاه الله العقل و نبه عقله و آذنه بالرحيل و اعلمه انه ميت و لابد من ان يموت.

و المدرك لتلك الامور و المخاطب به
ا النفس من حيث اشتماله على العقل، و لما كان هذا العقل شانه تحصيل السعادات الدائمه و المثوبات الاخرويه و الدار الباقيه و هذا الماسور فى قيد الهوى استعمله فى تحصيل الدار الفانيه المحفوظ بالافات و البليات و اعطاه عوضا من كسبه الخروج من عز القناعه و الدخول فى ذل الطلب، فعلى البائع عليه دعوى الدرك فى القيامه بانك ضيعت كسبى و نقصت حظى و ابدلتنى من سعيى ذلا و نقصا و هوانا، فعند ذلك يخسر المبطلون، فهذا ما خطر بالبال فخذما آتيتك و كن من الشاكرين.

نامه 004 -به يكى از فرماندهانش

توضيح: قال ابن ميثم: روى ان الامير الذى كتب اليه عثمان بن حنيف عامله على البصره و ذلك حين انتهت اصحاب الجمل اليها و عزموا على الحرب.

فكتب عثمان اليه يخبره بحالهم، فكتب- عليه السلام- كتابا فيه الفصل المذكور.

و ان توافت الامور اى تتابعت بهم المقادير و اسباب الشقاق و العصيان اليهما و يقال: نهد القوم الى عدوهم اذا صمدو اله و شرعوا فى قتاهم.

و تقاعس ابطا و تاخر.

المتكاره من يظهر الكراهه و لا يطيع بقلبه و النهوض القيام.

نامه 005 -به اشعث بن قيس

بيان: قال ابن ميثم- رحمه الله- و غيره: روى عن الشبعنى انه- عليه السلام- لما قدم الكوفه و كان الاشعث بن قيس على ثغر آذربايجان من قبل عثمان، فكتب اليه بالبيعه و طالب بمال آذربايجان مع زياد بن مرحب الهمد انى.

و صوره الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله على اميرالمومنين الى الاشعث بن قيس: اما بعد، فلولا هنات و هنات كن معك كنت المقدم فى هذا الامر قبل الناس و لعل آخر امرك يحمل اوله و بعضها بعضا ان اتقيت الله- عز و جل- و قد كان من بيعه الناس اياى ما قد بلغك.

و كان طلحه و الزبير اول من بايعنى ثم نقضا بيعتى عن غير حدث و اخرجا عائشه فساروا بها الى البصره.

فصرت اليهم فى المهاجرين و الانصار، فالتقيا فدعوتهم الى ان يرجعوا الى ما خرجوا منه، فابوا فابلغت فى الدعاء و احسنت فى البقيه.

و اعلم ان عملك.

.

.

الى آخر مامر.

و كتب عبيدالله بن ابى رافع فى شعبان سنه ست و ثلاثين.

و روى انه ملا اتاه كتابه- عليه السلام- دعا بثقاته و قال لهم: ان على ابن ابى طالب قد اوحشنى و هو آخذى بمال آذربايجان على كل حال و انا لا حق بمعاويه.

فقال له اصحابه: الموت خير لك من ذلك، تدع مصرك و جماعه قومك فتكون ذنبا لاهل الشام.

فاستحيى من ذلك و بلغ قوله اهل الكوفه.

فكتب اليه على- عليه السلام- كتابا يوبخه فيه و يامره بالقدوم عليه.

و بعث حجر بن عدى، فلامه حجر على ذلك و ناشده الله و قال: اتدع قومك و اهل مصرك و اميرالمومنين و تلحق باهل الشام؟! و لم يزل به حتى اقدمه الى الكوفه، فعرض عليه على- عليه السلام- ثقله فوجد فيها مائه الف درهم (و روى اربعمائه الف درهم) فاخذها و كان ذلك بالنخيله فاستشفع الاشعث بالحسن و الحسين- عليهماالسلام- و بعبد الله بن جعفر، فاطلق له منها ثلثين الفا فقال: لا تكفينى.

فقال لست بزائدك درهما، و ايم الله لو تركتها لكان خيرا لك و ما اظنها تحمل لك لو تيقنت ذلك لما بلغتها من عندى.

فقال الاشعث: خذمن جذعك ما اعطاك.

و اقول الاذربايجان اسم اعجمى غير مصروف و الانف مقصوره و الذال ساكنه.

و منهم من يقول آذربايجان بمد الهمزه و ضم الذل و سكون الراء.

و لعل المراد بالهنات اى الامور القبيحه ما كان ارتداه و موافقته لخلفاء الجور فى جورهم، اى لو لا تلك الامور لكنت فى هذا الامر متقدما عليغيرك فى الفضل و السابقه.

و يحتمل ان يراد بالهنات ما فى قلبه من النفاق و الحقد و العداوه اى لو لا تلك الامور لكان ينبغى ان تكون متقدما على فى بيعتى و متابعتى.

و لعل آ
خر امرك يويد الاول اى لعله صدر منك فى آخر الامر اشياء تصير سببا للتجاوز عما صدر منك اولا.

و بعضها اى بعض امورك من الخيرات يحمل بعضا اى سائرها من السيئات و البقيه الابقاء و الشفقه.

و قال فى النهايه: الطعمه بالضم شبه الرزق، و الطعمه بالكسر و الضم وجه الكسب، يقال: هو طيب الطعمه و خبيث الطعمه.

و هى بالكسر خاصه، حاله الاكل.

و استرعاه طلب منه الرعايه، اى انت راع من قبل سلطان هو فوقك.

قوله- عليه السلام- ان تقتات فى بعض النسخ بالقاف من القوت، يقال: قته فاقتات اى رزقته فارتزق.

و فى بعضها بالفاء و الانف من الفوت بمعنى السبق، يقال: يفوت فلان على فلان فى كذا.

و و افتات عليه اذا انفرد برايه فى التصرف فيه و لما ضمن معنى التغليب عدى بعلى.

و قال ابن ميثم بالهمزه و لعله سهو.

قوله- عليه السلام- و لا تخاط اى و لا ان تخاطر فى شى ء من الامور الا بوثيقه، اى لا تقدم على امر مخوف مما يتعلق بامال اذى تتولاه الا بعد ان تتوثق لنفسك، يقال: اخذ فلان بالوثيقه فى امره اى احتاط و يقال: خاطر بنفسه اى اشفابها على خطر.

و قال الزمخشرى فى المستقصى فى قولهم خذ من جذع ما اعطاك: هو جذع بن عمرو الغسانى.

اتاه سبطه بن المنذر السليجى، يساله دينارين كان
بنو غسان يودونهما اتاوه فى كل سنه من كل رجل الى ملوك سليج فدخل منزله و خرج مشتملا على سيفه فضربه به حتى سكت ثم قال ذلك و امتنعت بعد غسان عن الاتاوه.

و قال الفيروز آبادى: الجذع هو ابن عمرو الغسانى و منه خذ من جذعك ما اعطاك.

كان غسان تودى الى ملك سليج دينارين من كل رجل و كان يلى ذلك سبطه بن المنذر السليجى فجاء سبطه يساله الدينارين فدخل جذع منزله فخرج مشتملا بسيفه فضرب به سبطه حتى برد و قال: خذ من جذع ما اعطاك او اعطى بعض الملوك سيفه رهنا.

فلم ياخذه و قال: اجعل من كذا فى كذا، فضربه به و قتله و قال: يضرب فى اغتنام ما يجود به البخيل.

فى الصحاح: قال: اجعل هذا فى هذا من امك.

نامه 006 -به معاويه

تنبيه: لعل هذا منه- عليه السلام- الزام لمعاويه بالاجماع الذى اثبتوابه خلافه ابى بكر و عمر و عثمان و عدم تمسكه- عليه السلام- بالنص لعدم التفاتهم اليه فى اول العهد مع عدم تطاول الايام فكيف مع بعد العهد.

و قوله- عليه السلام- انما الشورى- الخ اى الشورى الذى تعتقدونه و تحتجون به.

و لا حاجه الى حمل الكلام على التقيه كما نقله ابن ابى الحديد من اصحابنا الاماميه.

قوله- عليه السلام- كان ذلك لله رضى اى بزعمهم.

العزله الاسم من الاعتزال.

و التجنى ان يدعى عليك ذنب لم تفعله.

و قال ابن ميثم- رحمه الله- هذا الفصل من كتاب كتبه الى معاويه مع جرير بن عبدالله البجلى حين نزعه من همدان.

و صدره: اما بعد، فان بيعتى يا معاويه لزمتك و انت بالشام لانه بايعنى القوم ثم يتلو قوله: و ولاه الله ما تولى.

.

.

تمام الايه.

و يتصل بها ان قال: و ان طلحه و الزبير بايعانى ثم نقضا بيعتى و كان نقضهما كردتهما فجاهدتهما على ذلك حتى جاء الحق و ظهر امرالله و هم كارهون.

فادخل يا معاويه فيما دخل فيه المسلمون فان احب الامور الى فيك العافيه الا ان تتعرض للبلاء، فان تعرضت له قاتلتك و استعنت بالله عليك و قد اكثرت فى قتله عثمان.

فادخل فيما دخل فيه ال
ناس ثم حاكم القوم الى احملك و اياهم على كتاب الله.

و اما هاتيك التى تريد فهى خدعه الصبى عن اللبن.

ثم يتصل به قوله و لعمرى الى قوله ما بدالك، ثم يتصل به: و اعلم انك من الطلقاء: الذين لا تحل لهم الخلافه و لايعرض فيهم الشورى و قد ارسلت اليك و الى من قبلك جرير بن عبدالله و هو من اهل الايمان و الهجزه فبايع و لا قوه الا بالله.

و قال- رحمه الله-: كتب معاويه الى اميرالمومنين- عليه السلام- من معاويه بن ابى سفيان الى على بن ابى طالب- عليه السلام- اما بعد، فلو كنت على ما كان عليه ابوبكر و عمر، اذن ما قاتلتك و لا استحللت ذلك و لكنه انما افسد عليك بيعتى خطيئتك فى عثمان بن عفان.

و انما كان اهل الحجاز الحكام على الناس حين كان الحق فيهم فلما تركوه صار اهل الشام الحكام على الحجاز و غيرهم من الناس.

و لعمرى ما حجتك على اهل الشام كحجتك على اهل البصره و لا حجتك على كحجتك على طلحه و الزبير لان اهل البصره قد كانوا بايعوك و لم يبايعك اهل الشام و ان طلحه و الزبير بايعاك و لم ابايعك.

و اما فضلك فى الاسلام و قرابتك من رسول الله- صلى الله عليه و آله- و موضعك من بنى هاشم فلست ادفعه، و السلام.

فكتب- عليه السلام- فى جوابه: من عبدالله على
اميرالمومنين- عليه السلام- الى معاويه بن صخر اما بعد، فانه اتانى كتابك، كتاب امرى ليس له بصر يهديه و لا قائد يرشده، قد دعاه الهوى فاجابه و قاده الضلال فاتبعه فهجر لاغط و ضل خابطا زعمت انه انما افسد على بيعتك خطيئتى فى عثمان و لعمرى ما كنت الا رجلا من المهاجرين اوردت كما اوردوا و اصدرت كما اصدروا و ما كان الله ليجمعهم على ضلال و لايضربهم بعمى.

و اما ما زعمت ان اهل الشام الحكام على اهل الحجاز، فهات رجلين من قريش الشام يقبلان فى الشورى او تحل لهما الخلافه فان زعمت ذلك كذبك المهاجرون و الانصار و الا فانا آتيك بهما من قريش الحجاز و اما ما ميزت بين اهل الشام و اهل البصره و بينك و بين طلحه و الزبير فلعمرى ما الامر فى ذلك الا واحد، لانها بيعه عامه واحده لا يثنى فيها النظر و لا يستانف فيها الخيار، الخارج منها طاعن و المروى فيها مداهن.

و اما فضلى فى الاسلام و قرابتى من الرسول و شرفى فى بنى هاشم فلو استطعت دفعه لفعلت، والسلام.

فلما وصل هذا الكتاب الى معاويه كتب: اما بعد فاتق الله يا على و دع الحسد فانه طال ما لم ينتفع به اهله و لاتفسد سابقه قديمك بشر من حديثك، فان الاعمال بخواتيمها و لا تلحدن بباطل فى حق من لاحق لك فى ح
قه فانك ان تفعل ذلك لا تضلل الا نفسك، و لا تمحق الا عملك.

و لعمرى ان ما مضى لك من السوابق الحسنه لحقيقه ان تردك و تردعك عما اجترات عليه من سفك الدماء و اجلاء اهل الحق عن الحل و الحرام فاقرا سوره الفلق.

و نعوذ بالله من شر ما خلق و من شر نفسك الحاسد اذا حسد.

قفل الله بقلبك و اخذ بناصيتك و عجل توفيقك فانى اسعد الناس بذلك، والسلام.

فكتب- عليه السلام-: اما بعد، فقد اتتنى منك موعظه موصله و رساله محبره نمقتها بضلالك و امضيتها بسوء رايك و كتاب ليس ببعيد الشبه منك حملك على الوثوب على ماليس لك فيه حق و لولا علمى بك و ما قد سبق من رسول الله- صلى الله عليه و آله- فيك مما لامرد له دون انفاذه، اذا لوعظتك و لكن عظتى لا تنفع من حقت عليه كلمه العذاب و لم يخف العقاب و لايرجوا الله و قارا و لم يخف له حذارا فشانك و ما انت عليه من الضلاله و الحيره و الجهاله تجد الله فى ذلك بالمرصاد من دنياك المنقطعه و تمنيك الاباطيل و قد علمت ما قال النبى- صلى الله عليه و آله- فيك و فى امك و ابيك، والسلام.

اقول: روى السيد- رضى الله عنه- فى النهج بعض الكتابين الذين اورد هما ابن ميثم و خلطهما.

نامه 007 -به معاويه

قوله- عليه السلام- فهجر اى هذى.

و اللغط بالتحريك الصوت و الجلبه.

ذكره الجوهرى و قال: خبط البعير فهو خابط اذا مشى ضالا فخبط بيديه كل ما يلقاه و لا يتوقى شيئا، و خبطه ضربه باليد و منه قيل: خبط عشواء اى الفاقه التى فى بصرها ضعف.

قوله- عليه السلام- طاعن قال ابن ميثم: اى فى صحتها فهو طاعن فى دين الله فيجب قتاله حتى يرجع اليها.

و رويت فى الامر نظرت فيه و فكرت اى الشاك فيها مداهن، و المداهنه نوع من النفاق.

قوله- عليه السلام- موصله قال ابن ابى الحديد: اى مجموعه الالفاظ من هيهنا و هيهنا و ذلك عيب فى الكتابه و الخطابه.

و قال: حبرت الشى تحبيرا حسنته و زينته، اى المزينه الالفاظ يشير- عليه السلام- الى انه قد كان يظهر عليها اثر التكلف و التصنع.

و قال الجوهرى نمق الكتاب ينمقه بالضم اى كتبه.

و نمقه تنميقا زينه بالكتابه.

و قال ابن ابى الحديد فى شرح النهج: كتب معاويه فى اثناء حرب صفين الى اميرالمونين: من عبدالله معاويه بن ابى سفيان الى على بن ابى طالب- عليه السلام- اما بعد، فان الله- تعالى- يقول فى محكم كتابه: و لقد اوحى اليك و الى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين.

و انى احذرك الله ان تحبط عملك و سابقتك بشق عصا هذه الامه و تفريق جماعتها فاتق الله و اذكر موقف القيامه و اقلع عما اسرفت فيه من الخو فى دماء المسلمين و انى سمعت رسول الله- صلى الله عليه و آله- يقول: لو تمالا اهل صنعاء و عدنه و قتل رجل واحد من المسلمين
لاكبهم الله على مناخرهم فى النار.

فكيف يكون حال من قتل اعلام المسلمين و سادات المهاجرين.

بله ما طحنت رخاء حربه من اهل القرآن و ذوى العباده و الايمان من شيخ كبير و شاب غرير، كلهم بالله- تعالى- مومن و له مخلص و برسوله مقر عارف، فان كنت اباحسن انما تحارب على الامره و الخلافه فلعمرى لو صحت خلافتك لكنت قريبا من ان تعذر فى حرب المسلمين و لكنها لم تصح لك و انى بصحتها و اهل الشام لم يدخلوا فيها و لم يرتضوا بها.

فخف الله و سطواته، و اتق باسه و نكاله و اغمد سيفك عن الناس.

فقد و الله اكلتهم الحرب فلم يبق منهم الا كالثمد فى قراره الغدير و الله المستعان.

فكتب على- عليه السلام- اليه جوابا عن كتابه: من عبدالله عى اميرالمومنين الى معاويه بن ابى سفيان اما بعد، فقد اتتنى منك موعظه موصله و رساله محبره، نمقتها بضلالك و امضيتها بسوء رايك، و كتاب امرى ليس له بصر يهيديه و لا قائد يرشده، دعاه الهوى فاجابه و قاده الضلال فاتبعه، فهجر لاغطا و ضل خابطا.

فاما امرك لى بالتقوى فارجو ان اكون من اهلها، و استعيذ بالله من ان اكون من الذين اذا امروا بها اخذتهم العزه بالاثم.

و اما تحذيرك اياى ان يحبط عملى و سابقتى فى الاسلام، فلعمرى لو كنت البا
غى عليك لكان لك ان تحذرنى ذلك و لكنى و جدت الله- تعالى- يقول: فقاتلوا التى تبغى حتى تفى ء الى امرالله.

فنظرنا الى الفئتين الباغيه فوجدناها الفئه التى انت فيها، لان بيعتى بالمدينه لزمتك و انت بالشام كما لزمتك بيعه عثمان بالمدينه و انت امير لعمر على الشام و كما لزمت يزيد اخاك بيعه عمر بالمدينه و هو امير لابى بكر على الشام.

و اما شق عصا هذه الامه،- صلى الله عليه و آله- امرنى بقتالهم و قتلهم و قال لاصحابه: ان فيكم من يقاتل على تاويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

و اشار الى و انا اولى من اتبع امره و اما قولك ان بيعتى لم تصح لان اهل الشام لم يدخلوا فيها، فانما هى بيعه واحده يلزم الحاضر و الغائب، لا يستثنى فيها النظر و لا يستانف فيها الخيار.

الخارج منها طاعن و المروى فيها مداهن.

فاربع على ظلعك و انزع سربال عينك و اترك مالا جدوى له عليك فانه ليس لك عندى الا السيف حتى تفى ء الى امر الله صاغرا و تدخل فى البيعه راغما، والسلام.

بيان: قال الجوهرى: بله كلمه مبنيه على الفتح مثل كيف و معناها دع و يقال: معناها سوى.

و فى الحديث: اعددت لعبادى الصالحين مالا عين رات و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، بله ما اطلعتهم عليه.

و قال ا
بن ميثم: كتب اميرالمومنين- عليه السلام- الى معاويه: فقد بلغنى كتابك تذكر مشاغبتى و تستقبح مواريثى و تزعمنى متجبرا و عن حق الله مقصرا، فسبحان الله! كيف تستجيز الغيبه و تستتحسن العضيهه؟ انى لم اشاغب الا فى امر بمعروف او نهى عن منكر و لم اتجبر الا على باغ ما رق او ملحد منافق و لم آخذ فى ذلك الا بقول الله- سبحانه- لا تجد قوما يومنون بالله و اليوم الاخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آبائهم و ابنائهم.

و اما التقصير فى حق الله فمعاذ الله و انما المقصر فى حق الله- جل ثناوه- من عطل الحقوق الموكده و ركن الى الاهواء المبتدعه و اخلد الى الضلاله المحيره.

و من العجب ان تصف يا معاويه الاحسان و تخالف البرهان و تنكث الوثائق التى هى لله- عز و جل- مطلبه و على عباده حجه مع نبذ الاسلام و تضييع الاحكام و طمس الاعلام و المجرى فى الهوى و الهوس فى الردى، فاتق الله فيما لديك و انظر فى حقه عليك و ارجع الى معرفه ما لا تعذر بجهالته فان للطاعه اعلاما واضحه و سبلا نيره و محجه نهجه و غايه مطلبه، يردها الاكياس و تخالفها الانكاس.

من نكب عنها جار عن الحق و خبط فى التيه و غير الله نعمته و احل به نقمته.

فنفسك نفسك! فقد بين الله لك سبيلك ، و حيث تناهت به امورك فقد اجريت الى غايه خسرو محله كفر، و ان نفسك قد اوحلتك شرا و اقحمتك غيا و اوردتك المهالك و اوعرت عليك المسالك.

و من ذلك الكتاب: و ان للناس جماعه يدالله عليها و غضب الله على من خالفها، فنفسك نفسك! قبل حلول رمسك، فانك الى الله راجع و الى حشره مهطع، و سيبهضك كربه و تحل بك غمه فى يوم لايغنى النادم ندمه، و لايقبل من المعتذر عذره.

يوم لايغنى مولى عن مولى شيئا و لا هم ينصرون (الدخان: 41(.

نامه 008 -به جرير بن عبدالله البجلى

تبيين: قال ابن ميثم: روى ان جريرا اقام عند معاويه حين ارسله- عليه السلام- حتى اتهمه الناس، فقال على- عليه السلام-: قد وقت لجزير وقتا لا يقيم بعده الا مخدوعا او عاصيا فابطا حتى ايس منه فكتب اليه بعد ذلك هذا الكتاب.

فلما انتهى اليه اتى معاويه فاقراه اياه و قال: يا معاويه انه لايطبع على قلب الا بذنب و لايشرح الا بتوبه و لا اظن قلبك الا مطبوعا.

اراك قد وقفت بين الحق و الباطل كانك تنتظر شيئا فى يد غيرك.

فقال معاويه: القاك بالفصل فى اول مجلس ان شاءالله.

ثم اخذ فى بيعه اهل الشام فلما انتظم امره لقى جريرا و قال له: الحق بصاحبك.

و اعلمه بالحرب فقدم جرير الى على- عليه السلام-.

قال: و البجلى منسوب الى بجيله، قبيله.

و المجيله من الا جلاء و هو الاخراج عن الوطن قهرا.

و المخزيه المهينه و المذله.

و روى مجزيه بالجيم اى كافيه.

و الحرب و السلم مونثان لكونهما فى معنى المحاربه و المسالمه.

و النبد الالقاء و الرمى.

و المقصود ان يجهر له بذلك من غيره مداهنه، كقوله- تعالى-: و اما تخافن من قوم خيانه فانبذ اليهم على سواء (الانفال: 58(.

نامه 012 -به معقل بن قيس الرياحى

بيان: قال ابن ميثم: بعثه- عليه السلام- من المدائن و قال له: امض على الموصل ثم القنى حتى توافينى بالرقه ثم اوصاه بذلك.

و البردان الغداه و العشى.

و قال الجوهرى: التغوير القيلوله يقال: غوروا اى انزلوا للقائله.

قال ابوعبيد: يقال للقائله الغئره.

و الترفيه الا راحه.

و السكن ما يسكن اليه.

و الظعن الارتحال.

و فى النهايه: الظهر الابل الذى يحمل عليها و يركب.

قوله- عليه السلام- فادا وقفت قال ابن ابى الحديد: اى اذا وقفت ثقلك و حملك لتسير فليكن ذلك حين ينبطح السحر، اى حين يتسع و يمتد، اى لا يكون السحر الاول بل مابين السحر الول و بين الفجر الاول.

و اصل الانبطاح السعه، و منه الابطح بمكه.

قال الجوهرى: نشب الشى فى الشى بالكسر نشويبا اى علق فيه و انشبته انا فيه.

و يقال: نشب الحرب بيهم.

و الشنان البغض.

و فى بعض النسخ شبابكم قبل دعائهم اى الى الاسلام.

و يقال اعذر الرجل اذا بلغ اقصى الغايه فى العذر.

نامه 013 -به دو نفر از اميران لشگر

قال ابن ابى الحديد فى شرح هذا الكلام: هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث ابن سلمه بن ربيعه بن حذيمه بنى عسد بن مالك بنى النخع بن عمرو بن غله بن خالد بن مالك بن داود، و كان حارسا شجاعا رئيسا من اكابر الشيعه و عظمائها شديد التحقق بولاء اميرالمومنين- عليه السلام- و نصره، و قال فيه بعد موته: يرحم الله مالكا فلقد كان لى كما كنت لرسول الله- لرسول الله- صلى الله عليه و آله-.

و لما قنت على- عليه السلام- على خمسه و لعنهم و هم: معاويه و عمرو بن العاص و ابوالاعور السلمى و حبيب بن مسلمه و بسر بن ارطاه، قنت معاويه على خمسه و هم: على و الحسن و الحسين و عبدالله بن العباس و الاشتر، و لعنهم.

و قد روى انه قال لما ولى على- عليه السلام- بنى العباس على الحجاز و اليمين و العراق: فلما ذا قتلنا الشيخ بالامس؟ و ان عليا- عليه السلام- لما بلغته هذه الكلمه احضره و لاطفه و اعتذر اليه، و قال له: فهل وليت حسنا او حسينا او احدا من ولد جعفر اخى او عقيلا او احدا من ولده؟ و انما وليت ولد عمى العباس لانى سمعت العباس يطلب من رسول الله- صلى الله عليه و آله- الاماره مرارا، فقال له رسول الله- صلى الله عليه و آله- ياعم ان الاماره ان طلبتها و كلت اليها و ان طلبتك اعنت عليها.

و رايت بنيه فى ايام عمر و عثمان يجدون فى انفسهم ان ولى غيرهم من ابناء الطلقاء و لم يول احد منهم فاحببت ان اصل رحمهم و ازيل ما كان فى انفسهم، و بعد فان علمت احدا هو خير منهم فائتنى به، فخرج الاشتر و قد زال ما فى نفسه و قد روى المحدثون حديثا يدل على فضيله عظيمه للاشتر، و هى شهاده قاطعه من النبى- صلى الله عليه و آله- بانه موتمن.

روى هذا الحديث ابوعمر بن عبدالبر فى كتاب الاستيعاب فى حرف الجيم فى باب جندب.

قال ابوعمر: لما حضرت اباذر الوفاه و هو بالربذه بكت زوجته ام ذر، قالت: فقال لى.

ما يبكيك؟ فقالت: ما لى ابكى و انت تموت بفلاه من الارض، و ليس عندى ثوب يسعك كفنا، و لابد لى من القيام بجهازك.

فقال: ابشرى و لا تبكى فانى سمعت رسول الله- صلى الله عليه و آله- يقول: لايموت بين امر اين مسلمين ولدان او ثلاث فيصبران و يحتسبان فيريان النار ابدا.

و قد مات لنا ثلاثه من الولد.

و سمعت ايضا رسول الله- صلى الله عليه و آله- يقول لنفر انا فيهم: ليموتن احدكم بفلاه من الارض، يشهده عصابه من المومنين و ليس من اولئك النفر احد الا و قد مات فى قريه و جماعه، فانا لا اشك انى ذلك الرجل.

و الله ما كذبت و لا كذ
بت، فانظرى الطريق! قالت ام ذر: فقلت انى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطرق؟ فقال: اذهبى فتبصرى.

قالت: فكنت اشتد الى الكثيب فاصعد فانظر ثم ارجع اليه فامرضه، فبينا انا و هو على هذه الحاله اذا انا برجال على ركابهم كانهم الرخم تخب بهم رواحلهم، فاسرعوا الى حتى وقفوا على و قالوا: يا امه الله مالك؟ فقلت: امرو من المسلمين يموت تكفنونه؟ قالوا: و من هو؟ قلت: ابوذر، قالوا: صاحب رسول الله- صلى الله عليه و آله-؟ قلت: نعم، ففدوه بابائهم و امهاتهم و اسرعوا اليه حتى دخلوا عليه، فقال لهم: ابشروا فانى سمعت رسول الله- صلى الله عليه و آله- يقول لنفر انا فيهم: (لتموتن رجل منكم بفلاه من الارض تشهده عصابه من المومنين).

و لى من اولئك النفر احد الا و قد هلك فى قريه و جماعه، و الله ما كذبتم و لاكذبتم و لو كان عندى ثوب يسعنى كفنا لى او لامر اتى لم اكفن الا فى ثوب لى اولها، و انى انشدكم الله ان لايكفننى رجل منكم كان اميرا او عريفا او بريدا او نقيبا.

قالت: و ليس فى اولئك النفر احد الا و قد قارف بعض ما قال الا فتى من الانصار قال له: انا اكفنك يا عم فى ردائى هذا و فى ثوبين معى فى عيبتى من غزل امى.

فقال ابوذر: انت تكفننى، فمات، فكفنه الانصارى و غسله فى النفر الذين حضروه و قاموا عليه، و دفنوه فى نفر كلهم يمان.

قال ابوعمر بن عبدالبر قبل ان يروى هذا الحديث فى اول باب جندب: كان النفر الذين حضروا موت ابى ذر بالربذه مصادفه جماعه منهم حجر بن الادبر هو حجر بن عدى الذى قتله معاويه، و هو من اعلام الشيعه و عظمائها.

اما الاشتر فهو اشهر فى الشيعه من ابى الهذيل فى المعتزله.

و قرى كتاب الاستيعاب على شيخنا عبدالوهاب بن سكينه المحدث و انا حاضر، فلما انتهى القارى الى هذا الخبر قال استاذى عمر بن عبدالله الدباس- و كان يحضر معه سماع الحديث-: لنقل الشيعه بعد هذا ما شائت، فما قال المرتضى و المفيد الا بعض ما كان حجر و الاشتر يعتقدانه فى عثمان و من تقدمه، فاشار الشيخ اليه بالسكوت، فسكت.

و قد ذكرنا آثار الاشتر و مقاماته بصفين فيما سبق.

و الاشتر هو الذى عانق عبدالله بن الزبير يوم الجمل فاصطرعا على ظهر فرسيهما حتى وقعا الى الارض فجعل عبدالله يصرخ من تحته: اقتلونى و مالكا! فلم يعلم من الذى يعنيه لشده الاختلاط و ثوران النقع فلو قال: اقتلونى و الاشتر! لقتلا جميعا.

فلما افترقا قال الاشتر: اعايش لولا اننى كنت طاويا ثلاثا لالفيت ابن اختك هالكا غداه ينادى و الرماح تنوشه كوقع
الصياصى: اقتلونى و مالكا فنجاه منى شبعه و شبابه و انى شيخ لم اكن متماسكا و يقال: ان عائشه فقدت عبدالله فسالت عنه، فقيل لها: عهدنا به و هو معانق للاشتر، فقالت: و اثكل اسماء.

و مات الاشتر فى سنه تسع و ثلاثين متوجها الى مصر واليا عليها لعلى- عليه السلام-.

قيل: سقى سما، و قيل: انه لم يصح ذلك و انما مات حتف انفه، فاما ثناء اميرالمومنين- عليه السلام- فى هذا الفصل فقد بلغ فيه مع اختصار مالا يبلغ بالكلام الطويل.

و لعمرى لقد كان الاشتر اهلا لذلك، كان شديد الباس جوادا رئيسا حليما فصيحا شاعرا، و كان يجمع بين اللين و العنف، فيسطو فى موضع السطوه و يرفق فى موضع الرفق.

اقول: و قال ابن ابى الحديد فى شرح وصايا اوصى اميرالمومنين- عليه السلام- الى الحارث الهمدانى: هو الحارث بن عبدالله بن كعب بن اسد بن مخلد بن حارث بن سبيع بن معاويه الهمدانى، كان احد الفقهاء و صاحب على- عليه السلام- و اليه تنسب الشيعه الخطاب الذى خاطب به فى قوله- عليه السلام-: يا حار همدان من يمت يرنى من مومن او منافق قبلا اقول: رايت فى بعض مولفات اصحابنا: روى انه دخل ابوامامه الباهلى على معاويه، فقربه و ادناه ثم دعا بالطعام، فجعل يطعم اباامامه بيده، ث
م اوسع راسه و لحيته طيبا بيده، و امر له ببدره من دنا نير فدفعها اليه، ثم قال: يا اباامامه! بالله انا خير ام على بن ابى طالب؟ فقال ابوامامه: نعم و لاكذب و لو بغير الله سالتنى لصدقت.

على و الله خير منك و اكرم و اقدم اسلاما، و اقرب الى رسول الله قرابه و اشد فى المشركين نكايه، و اعظم عند الامه غناء، اتدرى من على يا معاويه؟ ابن عم رسول الله- صلى الله عليه و آله- و زوج ابنته سيده نسائالعالمين، و ابوالحسن و الحسين سيدى شباب اهل الجنه، و ابن اخى حمزه سيدالشهداء و اخو جعفر ذى الجناحين، فاين تقع انت من هذا يا معاويه؟ اظننت انى ساخيرك على على بالطافك و طعامك و عطانك فادخل اليك مومنا و اخرج منك كافرا؟ بئس ما و سولت لك نفسك يا معاويه! ثم نهض و خرج من عنده، فاتبعه بالمال فقال: لا و الله لا اقبل منك دينارا واحدا.

بيان: قال ابن ميثم: الاميران هما زياد بن النضر و شريح بن هانى.

و ذلك انه حين بعثهما على مقدمه له فى اثناعشر الفا لقيا اباالاعور السلمى فى جند من اهل الشام فكتبا اليه يعلمانه بذلك.

فارسل الى الاشتر فقال له: يا مال! و ان زياد بن النضر و شريحا ارسلا الى يعلمانى انهما لقيا اباالاعور السلمى فى جند من اهل الشام بسور الر و م، فنبانى الرسول انه تركهم متوافقين، فالتجى الى اصحابك التجاء و اذا اتيتهم فانت عليهم.

و اياك ان تبدا القوم بقتال الا ان يبدووك حتى تلقاهم و تسمع منهم، و لا يجر منك شنانهم على قتالهم قبل دعائهم و الاعذار اليهم مره بعد مره.

و اجعل على ميمنتك زيادا و على ميسرتك شريحا، وقف من اصحابك وسطا و لا تدن منهم دنو من يريد ان ينشب الحرب و لا تباعد منهم تباعد من يهاب الناس حتب اقدم اليك، فانى حثيث السير اليك ان شاءالله.

و كتب اليهما: (اما بعد، فانى امرت عليكما.

.

. )

الى آخر الكتاب.

و الحيز الناحيه.

و السقطه الزله.

و الامثل الافضل.

نامه 014 -به سپاهيانش

/ 50