عتبه بن ابى وقاص الى ابى موسى الاشعرى و هو الامير يومئذ على الكوفه لينفر اليه الناس و كتب اليه معه: من عبدالله على اميرالمومنين- عليه السلام- الى عبدالله بن قيس: اما بعد، فانى بعثت اليك هاشم بن عتبه لتشخص الى من قبلك من المسلمين ليتوجهوا الى قدم نكثوا بيعتى و قتلوا شيعتى و احدثوا فى الاسلام ما احدث العظيم فاشخص بالناس الى معه حين يقدم عليك فانى لم اولك المصر الذى انت فيه و لم اقرك عليه الا لتكون من اعوانى على الحق و انصارى على هذا الامر، والسلام.و روى محمد بن اسحق انه لما قدم محمد بن جعفر و محمد بن ابى بكر الكوفه استقر الناس فمنعهم ابوموسى فلحقا بعلى - عليه السلام- فاخبراه الخبر.و روى ابومخنف ان هاشم بن عتبه لما قدم الكوفه دعا ابوموسى فقال: اتبع ما كتب به اليك فابى ذلك فبعث الى هاشم يتوعده، فكتب الى على- عليه السلام- بامتناعه و انه شاق بعيد الود ظاهر الغل و الشنان و انه هدده بالسجن و القتل.فلما ورد كتابه على اميرالمومنين- عليه السلام- اتاه به المحل ابن خليفه فسلم عليه، ثم قال: الحمدلله الذى ادى الحق الى اهله و وضعه موضعه فكره ذلك قوم، و قدو الله كرهوا نبوه محمد- صلى الله عليه و آله- ثم بارزوه و جاهدوه ف
رد الله كيدهم فى نحورهم و جعل دائره السوء عليهم.و الله يا اميرالمومنين لنجاهدنهم معك فى كل موطن حفظا لرسول الله- صلى الله عليه و آله- فى اهل بيته اذ صاروا اعداء لهم بعده فرحب به على- عليه السلام- و قال له خيرا.ثم اجلسه الى جانبه وقرا كتاب هاشم و ساله عن الناس و عن ابى موسى، فقال: يا اميرالمومنين ما اثق به و لا آمنه على خلافك ان وجد من يساعده على ذلك، فقال على- عليه السلام-: و الله ما كان عندى بموتمن و لاناصح و لقد اردت فاتانى الاشتر فسالنى ان اقره و ذكر ان اهل الكوفه به راضون، فاقررته.و روى ابومخنف قال: و بعث على- عليه السلام- من الربذه بعد وصول المحل بن خليفه عبدالله بن عباس و محمد بن ابى بكر الى ابى موسى و كتب معهما: من عبدالله على اميرالمومنين الى عبدالله بن قيس: اما بعد يا ابن الحائك! يا عاض ايرابيه! فوالله ان كنت لاارى ان بعدك من هذا الامر الذى لم يجعلك الله له امرا اهلا و لاجعل لك فيه نصيبا سيمنعك من رد امرى و الافتراء على و قد بعثت اليك ابن عباس و ابن ابى بكر فخلهما و المصر و اهله و اعتزل علينا مذووما مدحورا فان فعلت و الا فانى قد امرتهما ان ينا بذاك على سوء.ان الله لايهدى كيد الخائنين.فاذا ظهرا ع
ليك قطعاك اربا اربا، والسلام على من شكر النعمه و وفى بالبيعه و عمل برجاء العافيه.قال ابومخنف: فلما ابطا ابن عباس و ابن ابى بكر عن على- عليه السلام- و لم يدرما صنعا، رحل من الربذه الى ذى قار فنزلها قال: فما نزل ذاقار بعث الى الكوفه الحسن ابنه- عليه السلام- و عمار بن ياسر و زيد بن صوحان و قيس بن صعد بن عباده و معهم كتاب الى اهل الكوفه فاقبلوا حتى كانوا بالقادسيه فتلقاهم الناس فلما دخلوا الكوفه قرووا كتاب على- عليه السلام- و هو: من عبدالله على اميرالمومنين الى من بالكوفه من المسلمين: اما بعد: فانى خرجت مخرجى هذا اما ظالما و اما مظلوما و اما باغيا و اما مبغيا على، فانشد الله رجلا بلغه كتابى هذا الا نفر الى فان كنت مظلوما اعاننى و ان كنت ظالما استعتبنى، والسلام.قال: فلما دخل الحسن- عليه السلام- و عمار الكوفه اجتمع اليهما الناس فقال الحسن فاستقر الناس فحمد الله و صلى الله على رسوله، قال: ايهاالناس! انا جئنا ندعوكم الى الله، و الى كتابه و سنه رسوله، و الى افقه من تفقه من المسلمين و اعدل من تعدلون و افضل من تفضلون و اوفى من تبايعون من لم يعبه القرآن و لم تجهله السنه و لم تقعده به السكنه السابقه، الى من قربه الله ا
لى رسوله قرابتين قرابه الدين و قرابه الرحم، الى من سبق الناس الى كل موثره، الى من كفى الله به و رسوله و الناس متخاذلون فقرب منه و هم متباعدون و صلى معه و هم مشركون و قاتل معه و هم منهزمون و بارز معه و هم مجمحون و صدقه و هم يكذبون، الى من لم نزد له و لا تكافا له سابقه و هو يسالكم النصر و يدعوكم الى الحق و يسالكم بالمسير اليه لتوازروه و تنصروه على قوم نكثوا بيعته و قتلوا اهل الصلاح من اصحابه و مثلوا بعماله و انتهبوا بيت ماله فاشخصوا اليه، رحمكم الله، فمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و احضروا بما يحضر به الصالحون.قال ابومخنف: و حدثنى جابر بن يزيد عن تميم بن جذلم قال: قدم علينا الحسن بن على- عليه السلام- و عمار بن ياسر يستنفران الناس الى على- عليه السلام- و معهما كتابه فلما فرغا من قرائه كتابه، قام الحسن و هو فتى حدث و الله انى لارثى له من حداثه سنه و صعوبه مقامه فرماه الناس بابصارهم و هم يقولون: اللهم سدد منطق ابن بنت نبينا، فوضع يده على عمود يتساند اليه و كان عليلا من شكوى به فقال: الحمدلله العزيز الجبار الواحد القهار الكبير المتعال، سواء منكم من اسر القول و من جهر به، و هو مستخف باليل و سارب بالنهار.احمده ع
لى حسن البلاء و تظاهر النعماء و على ما احببنا و كرهنا من شده و رخاء و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله، امتن علينا بنبوته و اختصه برسالته و انزل عليه وحيه و اصطفاه على جميع خلقه و ارسله الى الانس و الجن حين عبدت الاوثان و اطيع الشيطان و جحد الرحمن.فصلى الله عليه و آله و جزاه افضل ما جزى المرسلين.اما بعد، فانى لااقول لكم الا ما تعرفون ان اميرالمومنين على ابن ابى طالب- ارشد الله امره و اعز نصره- بعثنى اليكم، يدعوكم الى الصواب و الى العمل بالكتاب و الجهاد فى سبيل الله و ان كان عاجل ذاك ما تكرهون، فانى فى اجله ما تحبون ان شاءالله.و قد علمتم ان عليا صلى مع رسول الله- صلى الله عليه و آله- وحده و انه يوم صدق به لفى عاشره من سنه ثم شهد مع رسول الله- صلى الله عليه و آله- جميع مشاهده و كان من اجتهاده فى مرضاه الله و طاعه رسوله و آثاره الحسنه فى الاسلام ما قد بلغكم.و لم يزل رسول الله- صلى الله عليه و آله- راضيا عنه حتى غمضه بيده و غسله و حده و الملائكه اعوانه و الفضل ابن عمه ينقل اليه الماء ثم ادخله حفرته و اوصاه بقضاء دينه و عداته و غيرذلك من من الله عليه.ثم و الله ما دعاهم الى نفسه ، و لقد تداك الناس عليه تداك الابل الهيم عند ورودها فقايعوه طائعين، ثم نكث منهم ناكثون بلا حدث احدثه و لا خلاف اتاه حسدا له و بغيا عليه.فعليكم عباد الله بتقوى الله و الجد و الصبر و الاستعانه بالله و الخوف الى ما دعاكم اليه اميرالمومنين.عصمنا الله و اياكم بما عصم به اوليائه و اهل طاعته و الهمنا و اياكم تقواه و اعاننا و اياكم على جهاد اعدائه.و استغفر الله العظيم لى و لكم.ثم مضى الى الرحبه فهيا منزلا لابيه اميرالمومنين- عليه السلام- قال جابر: فقلت تميم: كيف اطاق هذا الغلام ما قد قصصته من كلامه؟ فقال و ما سقط عنى من قوله اكثر و لقد حفظت بعض ما سمعت.قال ابومخنف: و لما فرغ الحسن- عليه السلام- من خطبته، قام عمار و خطب الناس و استنفرهم فلما سمع ابوموسى خطبتهما صعد المنبر و قال: الحمد الله الذى اكرمنا بمحمد- صلى الله عليه و آله- فجمعنا بعد القرقه و جعلنا اخوانا متحابين بعد العداوه و حرم علينا دمائنا و اموالنا.قال الله- سبحانه-: لا تاكلوا اموالكم يبنكم بالباطل.و قال- تعالى-: و من يقتل مومنا معتمدا فجزاوه جهنم.فاتقوا الله عبادكم و ضعوا اسلحتكم و كفوا عن قتال اخوانكم...الى آخر خطبته الملعونه التى تركها اولى من
ذكرها و تنادى بكفر صاحبها و نفاقه.قال: فلما اتت الاخبار عليا- عليه السلام- باختلاف الناس بالكوفه بعث الشتر اليها فاخرجه منها صاغرا.قال ابومخنف: و لما نزل على- عليه السلام- ذاقار كتبت عايشه الى حفصه: اما بعد، فانى اخبرك ان عليا قد نزل ذاقار و اقام بها مرعوبا خائفا لما بلغه من عدتنا و جماعتنا فهو بمنزله الاشقر ان تقدم عقر و ان تاخر نحر.فدعت حفصه جوارى لها يتغنين و يضربن بالدفوف، فامرتهن ان يقلن فى غنائهن: ما الخبر على فى سفر كالفرس الاشقر ان تقدم عقر و ان تاخر نحر.و جعلت بناه الطلقاء يدخلن عل حفصه و يجتمعن لسماع ذلك الغناء.فبلغ لم كلثوم بنت على- عليه السلام- ذلك فلبست جلابيبها و دخلت عليهن فى نسوه متنكرات ثم اسفرت عن وجهها.فلما عرفتها حفصه خجلت و استرجعت فقالت ام كلثوم: لئن تظاهر تما عليه اليوم لقد تظاهرتما على اخيه من قبل فانزل الله فيكما ما انزل.فقالت حفصه: كفى، رحمك الله، و امرت بالكتاب و استغفرت الله.فقال سهل بن حنيف فى ذلك شعر: عذرنا الرجال بحرب الرجال فما للنساء و ما للسباب اما حسبنا ما اتينا به لك الخبر من هتك ذات الحجاب و مخرجها اليوم من بيتها يعرفها الذنب نبح الكلاب الى ان اتانا كت
اب لها مشوم فيا قبح ذاك الكتاب
نامه 003 -به شريح قاضى
بيان: يقال: شخص بصره بالفتح فهو شاخص اذا فتح عينيه و صار لا يطرف و هو كنايه عن الموت، و يجوز ان يكون من شخص من البلد يعنى ذهب و سار، او من شخص السهم اذا ارتفع عن الهدف و المراد: يخرجك منها مرفوعا محمولا على اكتاف الرجال.و سلم اليه اعطاه فتناوله منه.قوله- عليه السلام - خالصا اى من الدنيا و حطامها ليس معك شى ء منها.قوله- عليه السلام- فاذا انت فى اكثر النسخ بالتنوين فهو جزاء شرط محذوف، اى لو ابتعها كذلك فقد خسرت الدارين، و فى بعضها بالالف غير منون فتكون اذا الفجائيه، كقول الله- تعالى- فاذا هم خامدون.و از عجه اقلقه و قلعه عن مكانه.و الخطه بالكسر هى الارض يخطها الانسان اى يعلم عليها علامه بالخط ليعمرها، و منه خطط الكوفه و البصره، و لعل فيه اشعارا بان ملكهم لها ليس ملكا تاما، بل من قبيل العلامه التى يعلم الانسان على ارض يريد التصرف فيها.قوله- عليه السلام- و تجمع هذه الدار اى تحيط بها، و يقال: ارداه اى اهلكه.قوله و فيه يشرع على البناء للمجهول اى يفتح، و لعله كنايه عن ان سبب شراء هذه الدار هو الشيطان و اغواوه، او عن ان هذه الدار تفتح باب وساوس الشيطان على الانسان.قوله- عليه السلام- بالخروج الباءللعوض، فالخروج هوالثمن.قوله- عليه السلام- فما ادرك ما شرطيه و ادرك بمعنى لحق، و اسم الاشاره مفعوله.و الدرك بالتحريك التبعه.و البلبله الاضطراب و الختلاط و افساد الشى ء بحيث يخرج عن حد الانتفاع به، و المراد به الموت او ملكه او الرب- تعالى شانه- و قوله اشخاص مبتدء و على مبلبل خبره، و يقال نجد اى فرش المنزل بالوسائد، و التنجيد التزيين، و يجوز ان يكون المراد به هذا الرفع من النجد و هو المرتفع من الارض، و يقال: اعتقد ضيعه و مالا اى اقتناهما.ثم اعلم انه يكفى لمناسبه ما يكتب فى سجلات البيوع لفظ الدرك، و لا يلزم مطابقته لما هو المعهود فيها من كون الدرك لكون المبيع او الثمن معيبا او مستحقا للغير، فالمراد بالدرك التبعه و الاثم اى ما لحق هذا المشترى من وزر و حط مرتبه و نقص عن حظوظ الاخره فسيجزى بها فى القيامه.اقول: و يحتمل ايضا عندى ان يكون المشترى هذا الشخص من حيث كونه تابعا للهوى، و لذا وصفه تاره بالعبد الذليل اى الاسير فى قيد الهوى، و بين ذلك آخرا حيث عبر عنه بالمغتر بالامل، و البائع هذا الشخص ايضا حيث اعطاه الله العقل و نبه عقله و آذنه بالرحيل و اعلمه انه ميت و لابد من ان يموت.و المدرك لتلك الامور و المخاطب به
ا النفس من حيث اشتماله على العقل، و لما كان هذا العقل شانه تحصيل السعادات الدائمه و المثوبات الاخرويه و الدار الباقيه و هذا الماسور فى قيد الهوى استعمله فى تحصيل الدار الفانيه المحفوظ بالافات و البليات و اعطاه عوضا من كسبه الخروج من عز القناعه و الدخول فى ذل الطلب، فعلى البائع عليه دعوى الدرك فى القيامه بانك ضيعت كسبى و نقصت حظى و ابدلتنى من سعيى ذلا و نقصا و هوانا، فعند ذلك يخسر المبطلون، فهذا ما خطر بالبال فخذما آتيتك و كن من الشاكرين.
نامه 004 -به يكى از فرماندهانش
توضيح: قال ابن ميثم: روى ان الامير الذى كتب اليه عثمان بن حنيف عامله على البصره و ذلك حين انتهت اصحاب الجمل اليها و عزموا على الحرب.فكتب عثمان اليه يخبره بحالهم، فكتب- عليه السلام- كتابا فيه الفصل المذكور.و ان توافت الامور اى تتابعت بهم المقادير و اسباب الشقاق و العصيان اليهما و يقال: نهد القوم الى عدوهم اذا صمدو اله و شرعوا فى قتاهم.و تقاعس ابطا و تاخر.المتكاره من يظهر الكراهه و لا يطيع بقلبه و النهوض القيام.نامه 005 -به اشعث بن قيس
بيان: قال ابن ميثم- رحمه الله- و غيره: روى عن الشبعنى انه- عليه السلام- لما قدم الكوفه و كان الاشعث بن قيس على ثغر آذربايجان من قبل عثمان، فكتب اليه بالبيعه و طالب بمال آذربايجان مع زياد بن مرحب الهمد انى.و صوره الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله على اميرالمومنين الى الاشعث بن قيس: اما بعد، فلولا هنات و هنات كن معك كنت المقدم فى هذا الامر قبل الناس و لعل آخر امرك يحمل اوله و بعضها بعضا ان اتقيت الله- عز و جل- و قد كان من بيعه الناس اياى ما قد بلغك.و كان طلحه و الزبير اول من بايعنى ثم نقضا بيعتى عن غير حدث و اخرجا عائشه فساروا بها الى البصره.فصرت اليهم فى المهاجرين و الانصار، فالتقيا فدعوتهم الى ان يرجعوا الى ما خرجوا منه، فابوا فابلغت فى الدعاء و احسنت فى البقيه.و اعلم ان عملك...الى آخر مامر.و كتب عبيدالله بن ابى رافع فى شعبان سنه ست و ثلاثين.و روى انه ملا اتاه كتابه- عليه السلام- دعا بثقاته و قال لهم: ان على ابن ابى طالب قد اوحشنى و هو آخذى بمال آذربايجان على كل حال و انا لا حق بمعاويه.فقال له اصحابه: الموت خير لك من ذلك، تدع مصرك و جماعه قومك فتكون ذنبا لاهل الشام.فاستحيى من ذلك و بلغ قوله اهل الكوفه.فكتب اليه على- عليه السلام- كتابا يوبخه فيه و يامره بالقدوم عليه.و بعث حجر بن عدى، فلامه حجر على ذلك و ناشده الله و قال: اتدع قومك و اهل مصرك و اميرالمومنين و تلحق باهل الشام؟! و لم يزل به حتى اقدمه الى الكوفه، فعرض عليه على- عليه السلام- ثقله فوجد فيها مائه الف درهم (و روى اربعمائه الف درهم) فاخذها و كان ذلك بالنخيله فاستشفع الاشعث بالحسن و الحسين- عليهماالسلام- و بعبد الله بن جعفر، فاطلق له منها ثلثين الفا فقال: لا تكفينى.فقال لست بزائدك درهما، و ايم الله لو تركتها لكان خيرا لك و ما اظنها تحمل لك لو تيقنت ذلك لما بلغتها من عندى.فقال الاشعث: خذمن جذعك ما اعطاك.و اقول الاذربايجان اسم اعجمى غير مصروف و الانف مقصوره و الذال ساكنه.و منهم من يقول آذربايجان بمد الهمزه و ضم الذل و سكون الراء.و لعل المراد بالهنات اى الامور القبيحه ما كان ارتداه و موافقته لخلفاء الجور فى جورهم، اى لو لا تلك الامور لكنت فى هذا الامر متقدما عليغيرك فى الفضل و السابقه.و يحتمل ان يراد بالهنات ما فى قلبه من النفاق و الحقد و العداوه اى لو لا تلك الامور لكان ينبغى ان تكون متقدما على فى بيعتى و متابعتى.و لعل آخر امرك يويد الاول اى لعله صدر منك فى آخر الامر اشياء تصير سببا للتجاوز عما صدر منك اولا.و بعضها اى بعض امورك من الخيرات يحمل بعضا اى سائرها من السيئات و البقيه الابقاء و الشفقه.و قال فى النهايه: الطعمه بالضم شبه الرزق، و الطعمه بالكسر و الضم وجه الكسب، يقال: هو طيب الطعمه و خبيث الطعمه.و هى بالكسر خاصه، حاله الاكل.و استرعاه طلب منه الرعايه، اى انت راع من قبل سلطان هو فوقك.قوله- عليه السلام- ان تقتات فى بعض النسخ بالقاف من القوت، يقال: قته فاقتات اى رزقته فارتزق.و فى بعضها بالفاء و الانف من الفوت بمعنى السبق، يقال: يفوت فلان على فلان فى كذا.و و افتات عليه اذا انفرد برايه فى التصرف فيه و لما ضمن معنى التغليب عدى بعلى.و قال ابن ميثم بالهمزه و لعله سهو.قوله- عليه السلام- و لا تخاط اى و لا ان تخاطر فى شى ء من الامور الا بوثيقه، اى لا تقدم على امر مخوف مما يتعلق بامال اذى تتولاه الا بعد ان تتوثق لنفسك، يقال: اخذ فلان بالوثيقه فى امره اى احتاط و يقال: خاطر بنفسه اى اشفابها على خطر.و قال الزمخشرى فى المستقصى فى قولهم خذ من جذع ما اعطاك: هو جذع بن عمرو الغسانى.اتاه سبطه بن المنذر السليجى، يساله دينارين كان
بنو غسان يودونهما اتاوه فى كل سنه من كل رجل الى ملوك سليج فدخل منزله و خرج مشتملا على سيفه فضربه به حتى سكت ثم قال ذلك و امتنعت بعد غسان عن الاتاوه.و قال الفيروز آبادى: الجذع هو ابن عمرو الغسانى و منه خذ من جذعك ما اعطاك.كان غسان تودى الى ملك سليج دينارين من كل رجل و كان يلى ذلك سبطه بن المنذر السليجى فجاء سبطه يساله الدينارين فدخل جذع منزله فخرج مشتملا بسيفه فضرب به سبطه حتى برد و قال: خذ من جذع ما اعطاك او اعطى بعض الملوك سيفه رهنا.فلم ياخذه و قال: اجعل من كذا فى كذا، فضربه به و قتله و قال: يضرب فى اغتنام ما يجود به البخيل.فى الصحاح: قال: اجعل هذا فى هذا من امك.
نامه 006 -به معاويه
تنبيه: لعل هذا منه- عليه السلام- الزام لمعاويه بالاجماع الذى اثبتوابه خلافه ابى بكر و عمر و عثمان و عدم تمسكه- عليه السلام- بالنص لعدم التفاتهم اليه فى اول العهد مع عدم تطاول الايام فكيف مع بعد العهد.و قوله- عليه السلام- انما الشورى- الخ اى الشورى الذى تعتقدونه و تحتجون به.و لا حاجه الى حمل الكلام على التقيه كما نقله ابن ابى الحديد من اصحابنا الاماميه.قوله- عليه السلام- كان ذلك لله رضى اى بزعمهم.العزله الاسم من الاعتزال.و التجنى ان يدعى عليك ذنب لم تفعله.و قال ابن ميثم- رحمه الله- هذا الفصل من كتاب كتبه الى معاويه مع جرير بن عبدالله البجلى حين نزعه من همدان.و صدره: اما بعد، فان بيعتى يا معاويه لزمتك و انت بالشام لانه بايعنى القوم ثم يتلو قوله: و ولاه الله ما تولى...تمام الايه.و يتصل بها ان قال: و ان طلحه و الزبير بايعانى ثم نقضا بيعتى و كان نقضهما كردتهما فجاهدتهما على ذلك حتى جاء الحق و ظهر امرالله و هم كارهون.فادخل يا معاويه فيما دخل فيه المسلمون فان احب الامور الى فيك العافيه الا ان تتعرض للبلاء، فان تعرضت له قاتلتك و استعنت بالله عليك و قد اكثرت فى قتله عثمان.فادخل فيما دخل فيه الناس ثم حاكم القوم الى احملك و اياهم على كتاب الله.و اما هاتيك التى تريد فهى خدعه الصبى عن اللبن.ثم يتصل به قوله و لعمرى الى قوله ما بدالك، ثم يتصل به: و اعلم انك من الطلقاء: الذين لا تحل لهم الخلافه و لايعرض فيهم الشورى و قد ارسلت اليك و الى من قبلك جرير بن عبدالله و هو من اهل الايمان و الهجزه فبايع و لا قوه الا بالله.و قال- رحمه الله-: كتب معاويه الى اميرالمومنين- عليه السلام- من معاويه بن ابى سفيان الى على بن ابى طالب- عليه السلام- اما بعد، فلو كنت على ما كان عليه ابوبكر و عمر، اذن ما قاتلتك و لا استحللت ذلك و لكنه انما افسد عليك بيعتى خطيئتك فى عثمان بن عفان.و انما كان اهل الحجاز الحكام على الناس حين كان الحق فيهم فلما تركوه صار اهل الشام الحكام على الحجاز و غيرهم من الناس.و لعمرى ما حجتك على اهل الشام كحجتك على اهل البصره و لا حجتك على كحجتك على طلحه و الزبير لان اهل البصره قد كانوا بايعوك و لم يبايعك اهل الشام و ان طلحه و الزبير بايعاك و لم ابايعك.و اما فضلك فى الاسلام و قرابتك من رسول الله- صلى الله عليه و آله- و موضعك من بنى هاشم فلست ادفعه، و السلام.فكتب- عليه السلام- فى جوابه: من عبدالله على
اميرالمومنين- عليه السلام- الى معاويه بن صخر اما بعد، فانه اتانى كتابك، كتاب امرى ليس له بصر يهديه و لا قائد يرشده، قد دعاه الهوى فاجابه و قاده الضلال فاتبعه فهجر لاغط و ضل خابطا زعمت انه انما افسد على بيعتك خطيئتى فى عثمان و لعمرى ما كنت الا رجلا من المهاجرين اوردت كما اوردوا و اصدرت كما اصدروا و ما كان الله ليجمعهم على ضلال و لايضربهم بعمى.و اما ما زعمت ان اهل الشام الحكام على اهل الحجاز، فهات رجلين من قريش الشام يقبلان فى الشورى او تحل لهما الخلافه فان زعمت ذلك كذبك المهاجرون و الانصار و الا فانا آتيك بهما من قريش الحجاز و اما ما ميزت بين اهل الشام و اهل البصره و بينك و بين طلحه و الزبير فلعمرى ما الامر فى ذلك الا واحد، لانها بيعه عامه واحده لا يثنى فيها النظر و لا يستانف فيها الخيار، الخارج منها طاعن و المروى فيها مداهن.و اما فضلى فى الاسلام و قرابتى من الرسول و شرفى فى بنى هاشم فلو استطعت دفعه لفعلت، والسلام.فلما وصل هذا الكتاب الى معاويه كتب: اما بعد فاتق الله يا على و دع الحسد فانه طال ما لم ينتفع به اهله و لاتفسد سابقه قديمك بشر من حديثك، فان الاعمال بخواتيمها و لا تلحدن بباطل فى حق من لاحق لك فى ح
قه فانك ان تفعل ذلك لا تضلل الا نفسك، و لا تمحق الا عملك.و لعمرى ان ما مضى لك من السوابق الحسنه لحقيقه ان تردك و تردعك عما اجترات عليه من سفك الدماء و اجلاء اهل الحق عن الحل و الحرام فاقرا سوره الفلق.و نعوذ بالله من شر ما خلق و من شر نفسك الحاسد اذا حسد.قفل الله بقلبك و اخذ بناصيتك و عجل توفيقك فانى اسعد الناس بذلك، والسلام.فكتب- عليه السلام-: اما بعد، فقد اتتنى منك موعظه موصله و رساله محبره نمقتها بضلالك و امضيتها بسوء رايك و كتاب ليس ببعيد الشبه منك حملك على الوثوب على ماليس لك فيه حق و لولا علمى بك و ما قد سبق من رسول الله- صلى الله عليه و آله- فيك مما لامرد له دون انفاذه، اذا لوعظتك و لكن عظتى لا تنفع من حقت عليه كلمه العذاب و لم يخف العقاب و لايرجوا الله و قارا و لم يخف له حذارا فشانك و ما انت عليه من الضلاله و الحيره و الجهاله تجد الله فى ذلك بالمرصاد من دنياك المنقطعه و تمنيك الاباطيل و قد علمت ما قال النبى- صلى الله عليه و آله- فيك و فى امك و ابيك، والسلام.اقول: روى السيد- رضى الله عنه- فى النهج بعض الكتابين الذين اورد هما ابن ميثم و خلطهما.
نامه 007 -به معاويه
قوله- عليه السلام- فهجر اى هذى.و اللغط بالتحريك الصوت و الجلبه.ذكره الجوهرى و قال: خبط البعير فهو خابط اذا مشى ضالا فخبط بيديه كل ما يلقاه و لا يتوقى شيئا، و خبطه ضربه باليد و منه قيل: خبط عشواء اى الفاقه التى فى بصرها ضعف.قوله- عليه السلام- طاعن قال ابن ميثم: اى فى صحتها فهو طاعن فى دين الله فيجب قتاله حتى يرجع اليها.و رويت فى الامر نظرت فيه و فكرت اى الشاك فيها مداهن، و المداهنه نوع من النفاق.قوله- عليه السلام- موصله قال ابن ابى الحديد: اى مجموعه الالفاظ من هيهنا و هيهنا و ذلك عيب فى الكتابه و الخطابه.و قال: حبرت الشى تحبيرا حسنته و زينته، اى المزينه الالفاظ يشير- عليه السلام- الى انه قد كان يظهر عليها اثر التكلف و التصنع.و قال الجوهرى نمق الكتاب ينمقه بالضم اى كتبه.و نمقه تنميقا زينه بالكتابه.و قال ابن ابى الحديد فى شرح النهج: كتب معاويه فى اثناء حرب صفين الى اميرالمونين: من عبدالله معاويه بن ابى سفيان الى على بن ابى طالب- عليه السلام- اما بعد، فان الله- تعالى- يقول فى محكم كتابه: و لقد اوحى اليك و الى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين.و انى احذرك الله ان تحبط عملك و سابقتك بشق عصا هذه الامه و تفريق جماعتها فاتق الله و اذكر موقف القيامه و اقلع عما اسرفت فيه من الخو فى دماء المسلمين و انى سمعت رسول الله- صلى الله عليه و آله- يقول: لو تمالا اهل صنعاء و عدنه و قتل رجل واحد من المسلمينلاكبهم الله على مناخرهم فى النار.فكيف يكون حال من قتل اعلام المسلمين و سادات المهاجرين.بله ما طحنت رخاء حربه من اهل القرآن و ذوى العباده و الايمان من شيخ كبير و شاب غرير، كلهم بالله- تعالى- مومن و له مخلص و برسوله مقر عارف، فان كنت اباحسن انما تحارب على الامره و الخلافه فلعمرى لو صحت خلافتك لكنت قريبا من ان تعذر فى حرب المسلمين و لكنها لم تصح لك و انى بصحتها و اهل الشام لم يدخلوا فيها و لم يرتضوا بها.فخف الله و سطواته، و اتق باسه و نكاله و اغمد سيفك عن الناس.فقد و الله اكلتهم الحرب فلم يبق منهم الا كالثمد فى قراره الغدير و الله المستعان.فكتب على- عليه السلام- اليه جوابا عن كتابه: من عبدالله عى اميرالمومنين الى معاويه بن ابى سفيان اما بعد، فقد اتتنى منك موعظه موصله و رساله محبره، نمقتها بضلالك و امضيتها بسوء رايك، و كتاب امرى ليس له بصر يهيديه و لا قائد يرشده، دعاه الهوى فاجابه و قاده الضلال فاتبعه، فهجر لاغطا و ضل خابطا.فاما امرك لى بالتقوى فارجو ان اكون من اهلها، و استعيذ بالله من ان اكون من الذين اذا امروا بها اخذتهم العزه بالاثم.و اما تحذيرك اياى ان يحبط عملى و سابقتى فى الاسلام، فلعمرى لو كنت البا
غى عليك لكان لك ان تحذرنى ذلك و لكنى و جدت الله- تعالى- يقول: فقاتلوا التى تبغى حتى تفى ء الى امرالله.فنظرنا الى الفئتين الباغيه فوجدناها الفئه التى انت فيها، لان بيعتى بالمدينه لزمتك و انت بالشام كما لزمتك بيعه عثمان بالمدينه و انت امير لعمر على الشام و كما لزمت يزيد اخاك بيعه عمر بالمدينه و هو امير لابى بكر على الشام.و اما شق عصا هذه الامه،- صلى الله عليه و آله- امرنى بقتالهم و قتلهم و قال لاصحابه: ان فيكم من يقاتل على تاويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.و اشار الى و انا اولى من اتبع امره و اما قولك ان بيعتى لم تصح لان اهل الشام لم يدخلوا فيها، فانما هى بيعه واحده يلزم الحاضر و الغائب، لا يستثنى فيها النظر و لا يستانف فيها الخيار.الخارج منها طاعن و المروى فيها مداهن.فاربع على ظلعك و انزع سربال عينك و اترك مالا جدوى له عليك فانه ليس لك عندى الا السيف حتى تفى ء الى امر الله صاغرا و تدخل فى البيعه راغما، والسلام.بيان: قال الجوهرى: بله كلمه مبنيه على الفتح مثل كيف و معناها دع و يقال: معناها سوى.و فى الحديث: اعددت لعبادى الصالحين مالا عين رات و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، بله ما اطلعتهم عليه.و قال ا
بن ميثم: كتب اميرالمومنين- عليه السلام- الى معاويه: فقد بلغنى كتابك تذكر مشاغبتى و تستقبح مواريثى و تزعمنى متجبرا و عن حق الله مقصرا، فسبحان الله! كيف تستجيز الغيبه و تستتحسن العضيهه؟ انى لم اشاغب الا فى امر بمعروف او نهى عن منكر و لم اتجبر الا على باغ ما رق او ملحد منافق و لم آخذ فى ذلك الا بقول الله- سبحانه- لا تجد قوما يومنون بالله و اليوم الاخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آبائهم و ابنائهم.و اما التقصير فى حق الله فمعاذ الله و انما المقصر فى حق الله- جل ثناوه- من عطل الحقوق الموكده و ركن الى الاهواء المبتدعه و اخلد الى الضلاله المحيره.و من العجب ان تصف يا معاويه الاحسان و تخالف البرهان و تنكث الوثائق التى هى لله- عز و جل- مطلبه و على عباده حجه مع نبذ الاسلام و تضييع الاحكام و طمس الاعلام و المجرى فى الهوى و الهوس فى الردى، فاتق الله فيما لديك و انظر فى حقه عليك و ارجع الى معرفه ما لا تعذر بجهالته فان للطاعه اعلاما واضحه و سبلا نيره و محجه نهجه و غايه مطلبه، يردها الاكياس و تخالفها الانكاس.من نكب عنها جار عن الحق و خبط فى التيه و غير الله نعمته و احل به نقمته.فنفسك نفسك! فقد بين الله لك سبيلك ، و حيث تناهت به امورك فقد اجريت الى غايه خسرو محله كفر، و ان نفسك قد اوحلتك شرا و اقحمتك غيا و اوردتك المهالك و اوعرت عليك المسالك.و من ذلك الكتاب: و ان للناس جماعه يدالله عليها و غضب الله على من خالفها، فنفسك نفسك! قبل حلول رمسك، فانك الى الله راجع و الى حشره مهطع، و سيبهضك كربه و تحل بك غمه فى يوم لايغنى النادم ندمه، و لايقبل من المعتذر عذره.يوم لايغنى مولى عن مولى شيئا و لا هم ينصرون (الدخان: 41(.
نامه 008 -به جرير بن عبدالله البجلى
تبيين: قال ابن ميثم: روى ان جريرا اقام عند معاويه حين ارسله- عليه السلام- حتى اتهمه الناس، فقال على- عليه السلام-: قد وقت لجزير وقتا لا يقيم بعده الا مخدوعا او عاصيا فابطا حتى ايس منه فكتب اليه بعد ذلك هذا الكتاب.فلما انتهى اليه اتى معاويه فاقراه اياه و قال: يا معاويه انه لايطبع على قلب الا بذنب و لايشرح الا بتوبه و لا اظن قلبك الا مطبوعا.اراك قد وقفت بين الحق و الباطل كانك تنتظر شيئا فى يد غيرك.فقال معاويه: القاك بالفصل فى اول مجلس ان شاءالله.ثم اخذ فى بيعه اهل الشام فلما انتظم امره لقى جريرا و قال له: الحق بصاحبك.و اعلمه بالحرب فقدم جرير الى على- عليه السلام-.قال: و البجلى منسوب الى بجيله، قبيله.و المجيله من الا جلاء و هو الاخراج عن الوطن قهرا.و المخزيه المهينه و المذله.و روى مجزيه بالجيم اى كافيه.و الحرب و السلم مونثان لكونهما فى معنى المحاربه و المسالمه.و النبد الالقاء و الرمى.و المقصود ان يجهر له بذلك من غيره مداهنه، كقوله- تعالى-: و اما تخافن من قوم خيانه فانبذ اليهم على سواء (الانفال: 58(.نامه 012 -به معقل بن قيس الرياحى
بيان: قال ابن ميثم: بعثه- عليه السلام- من المدائن و قال له: امض على الموصل ثم القنى حتى توافينى بالرقه ثم اوصاه بذلك.و البردان الغداه و العشى.و قال الجوهرى: التغوير القيلوله يقال: غوروا اى انزلوا للقائله.قال ابوعبيد: يقال للقائله الغئره.و الترفيه الا راحه.و السكن ما يسكن اليه.و الظعن الارتحال.و فى النهايه: الظهر الابل الذى يحمل عليها و يركب.قوله- عليه السلام- فادا وقفت قال ابن ابى الحديد: اى اذا وقفت ثقلك و حملك لتسير فليكن ذلك حين ينبطح السحر، اى حين يتسع و يمتد، اى لا يكون السحر الاول بل مابين السحر الول و بين الفجر الاول.و اصل الانبطاح السعه، و منه الابطح بمكه.قال الجوهرى: نشب الشى فى الشى بالكسر نشويبا اى علق فيه و انشبته انا فيه.و يقال: نشب الحرب بيهم.و الشنان البغض.و فى بعض النسخ شبابكم قبل دعائهم اى الى الاسلام.و يقال اعذر الرجل اذا بلغ اقصى الغايه فى العذر.نامه 013 -به دو نفر از اميران لشگر
قال ابن ابى الحديد فى شرح هذا الكلام: هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث ابن سلمه بن ربيعه بن حذيمه بنى عسد بن مالك بنى النخع بن عمرو بن غله بن خالد بن مالك بن داود، و كان حارسا شجاعا رئيسا من اكابر الشيعه و عظمائها شديد التحقق بولاء اميرالمومنين- عليه السلام- و نصره، و قال فيه بعد موته: يرحم الله مالكا فلقد كان لى كما كنت لرسول الله- لرسول الله- صلى الله عليه و آله-.و لما قنت على- عليه السلام- على خمسه و لعنهم و هم: معاويه و عمرو بن العاص و ابوالاعور السلمى و حبيب بن مسلمه و بسر بن ارطاه، قنت معاويه على خمسه و هم: على و الحسن و الحسين و عبدالله بن العباس و الاشتر، و لعنهم.و قد روى انه قال لما ولى على- عليه السلام- بنى العباس على الحجاز و اليمين و العراق: فلما ذا قتلنا الشيخ بالامس؟ و ان عليا- عليه السلام- لما بلغته هذه الكلمه احضره و لاطفه و اعتذر اليه، و قال له: فهل وليت حسنا او حسينا او احدا من ولد جعفر اخى او عقيلا او احدا من ولده؟ و انما وليت ولد عمى العباس لانى سمعت العباس يطلب من رسول الله- صلى الله عليه و آله- الاماره مرارا، فقال له رسول الله- صلى الله عليه و آله- ياعم ان الاماره ان طلبتها و كلت اليها و ان طلبتك اعنت عليها.و رايت بنيه فى ايام عمر و عثمان يجدون فى انفسهم ان ولى غيرهم من ابناء الطلقاء و لم يول احد منهم فاحببت ان اصل رحمهم و ازيل ما كان فى انفسهم، و بعد فان علمت احدا هو خير منهم فائتنى به، فخرج الاشتر و قد زال ما فى نفسه و قد روى المحدثون حديثا يدل على فضيله عظيمه للاشتر، و هى شهاده قاطعه من النبى- صلى الله عليه و آله- بانه موتمن.روى هذا الحديث ابوعمر بن عبدالبر فى كتاب الاستيعاب فى حرف الجيم فى باب جندب.قال ابوعمر: لما حضرت اباذر الوفاه و هو بالربذه بكت زوجته ام ذر، قالت: فقال لى.ما يبكيك؟ فقالت: ما لى ابكى و انت تموت بفلاه من الارض، و ليس عندى ثوب يسعك كفنا، و لابد لى من القيام بجهازك.فقال: ابشرى و لا تبكى فانى سمعت رسول الله- صلى الله عليه و آله- يقول: لايموت بين امر اين مسلمين ولدان او ثلاث فيصبران و يحتسبان فيريان النار ابدا.و قد مات لنا ثلاثه من الولد.و سمعت ايضا رسول الله- صلى الله عليه و آله- يقول لنفر انا فيهم: ليموتن احدكم بفلاه من الارض، يشهده عصابه من المومنين و ليس من اولئك النفر احد الا و قد مات فى قريه و جماعه، فانا لا اشك انى ذلك الرجل.و الله ما كذبت و لا كذبت، فانظرى الطريق! قالت ام ذر: فقلت انى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطرق؟ فقال: اذهبى فتبصرى.قالت: فكنت اشتد الى الكثيب فاصعد فانظر ثم ارجع اليه فامرضه، فبينا انا و هو على هذه الحاله اذا انا برجال على ركابهم كانهم الرخم تخب بهم رواحلهم، فاسرعوا الى حتى وقفوا على و قالوا: يا امه الله مالك؟ فقلت: امرو من المسلمين يموت تكفنونه؟ قالوا: و من هو؟ قلت: ابوذر، قالوا: صاحب رسول الله- صلى الله عليه و آله-؟ قلت: نعم، ففدوه بابائهم و امهاتهم و اسرعوا اليه حتى دخلوا عليه، فقال لهم: ابشروا فانى سمعت رسول الله- صلى الله عليه و آله- يقول لنفر انا فيهم: (لتموتن رجل منكم بفلاه من الارض تشهده عصابه من المومنين).و لى من اولئك النفر احد الا و قد هلك فى قريه و جماعه، و الله ما كذبتم و لاكذبتم و لو كان عندى ثوب يسعنى كفنا لى او لامر اتى لم اكفن الا فى ثوب لى اولها، و انى انشدكم الله ان لايكفننى رجل منكم كان اميرا او عريفا او بريدا او نقيبا.قالت: و ليس فى اولئك النفر احد الا و قد قارف بعض ما قال الا فتى من الانصار قال له: انا اكفنك يا عم فى ردائى هذا و فى ثوبين معى فى عيبتى من غزل امى.فقال ابوذر: انت تكفننى، فمات، فكفنه الانصارى و غسله فى النفر الذين حضروه و قاموا عليه، و دفنوه فى نفر كلهم يمان.قال ابوعمر بن عبدالبر قبل ان يروى هذا الحديث فى اول باب جندب: كان النفر الذين حضروا موت ابى ذر بالربذه مصادفه جماعه منهم حجر بن الادبر هو حجر بن عدى الذى قتله معاويه، و هو من اعلام الشيعه و عظمائها.اما الاشتر فهو اشهر فى الشيعه من ابى الهذيل فى المعتزله.و قرى كتاب الاستيعاب على شيخنا عبدالوهاب بن سكينه المحدث و انا حاضر، فلما انتهى القارى الى هذا الخبر قال استاذى عمر بن عبدالله الدباس- و كان يحضر معه سماع الحديث-: لنقل الشيعه بعد هذا ما شائت، فما قال المرتضى و المفيد الا بعض ما كان حجر و الاشتر يعتقدانه فى عثمان و من تقدمه، فاشار الشيخ اليه بالسكوت، فسكت.و قد ذكرنا آثار الاشتر و مقاماته بصفين فيما سبق.و الاشتر هو الذى عانق عبدالله بن الزبير يوم الجمل فاصطرعا على ظهر فرسيهما حتى وقعا الى الارض فجعل عبدالله يصرخ من تحته: اقتلونى و مالكا! فلم يعلم من الذى يعنيه لشده الاختلاط و ثوران النقع فلو قال: اقتلونى و الاشتر! لقتلا جميعا.فلما افترقا قال الاشتر: اعايش لولا اننى كنت طاويا ثلاثا لالفيت ابن اختك هالكا غداه ينادى و الرماح تنوشه كوقع
الصياصى: اقتلونى و مالكا فنجاه منى شبعه و شبابه و انى شيخ لم اكن متماسكا و يقال: ان عائشه فقدت عبدالله فسالت عنه، فقيل لها: عهدنا به و هو معانق للاشتر، فقالت: و اثكل اسماء.و مات الاشتر فى سنه تسع و ثلاثين متوجها الى مصر واليا عليها لعلى- عليه السلام-.قيل: سقى سما، و قيل: انه لم يصح ذلك و انما مات حتف انفه، فاما ثناء اميرالمومنين- عليه السلام- فى هذا الفصل فقد بلغ فيه مع اختصار مالا يبلغ بالكلام الطويل.و لعمرى لقد كان الاشتر اهلا لذلك، كان شديد الباس جوادا رئيسا حليما فصيحا شاعرا، و كان يجمع بين اللين و العنف، فيسطو فى موضع السطوه و يرفق فى موضع الرفق.اقول: و قال ابن ابى الحديد فى شرح وصايا اوصى اميرالمومنين- عليه السلام- الى الحارث الهمدانى: هو الحارث بن عبدالله بن كعب بن اسد بن مخلد بن حارث بن سبيع بن معاويه الهمدانى، كان احد الفقهاء و صاحب على- عليه السلام- و اليه تنسب الشيعه الخطاب الذى خاطب به فى قوله- عليه السلام-: يا حار همدان من يمت يرنى من مومن او منافق قبلا اقول: رايت فى بعض مولفات اصحابنا: روى انه دخل ابوامامه الباهلى على معاويه، فقربه و ادناه ثم دعا بالطعام، فجعل يطعم اباامامه بيده، ث
م اوسع راسه و لحيته طيبا بيده، و امر له ببدره من دنا نير فدفعها اليه، ثم قال: يا اباامامه! بالله انا خير ام على بن ابى طالب؟ فقال ابوامامه: نعم و لاكذب و لو بغير الله سالتنى لصدقت.على و الله خير منك و اكرم و اقدم اسلاما، و اقرب الى رسول الله قرابه و اشد فى المشركين نكايه، و اعظم عند الامه غناء، اتدرى من على يا معاويه؟ ابن عم رسول الله- صلى الله عليه و آله- و زوج ابنته سيده نسائالعالمين، و ابوالحسن و الحسين سيدى شباب اهل الجنه، و ابن اخى حمزه سيدالشهداء و اخو جعفر ذى الجناحين، فاين تقع انت من هذا يا معاويه؟ اظننت انى ساخيرك على على بالطافك و طعامك و عطانك فادخل اليك مومنا و اخرج منك كافرا؟ بئس ما و سولت لك نفسك يا معاويه! ثم نهض و خرج من عنده، فاتبعه بالمال فقال: لا و الله لا اقبل منك دينارا واحدا.بيان: قال ابن ميثم: الاميران هما زياد بن النضر و شريح بن هانى.و ذلك انه حين بعثهما على مقدمه له فى اثناعشر الفا لقيا اباالاعور السلمى فى جند من اهل الشام فكتبا اليه يعلمانه بذلك.فارسل الى الاشتر فقال له: يا مال! و ان زياد بن النضر و شريحا ارسلا الى يعلمانى انهما لقيا اباالاعور السلمى فى جند من اهل الشام بسور الر و م، فنبانى الرسول انه تركهم متوافقين، فالتجى الى اصحابك التجاء و اذا اتيتهم فانت عليهم.و اياك ان تبدا القوم بقتال الا ان يبدووك حتى تلقاهم و تسمع منهم، و لا يجر منك شنانهم على قتالهم قبل دعائهم و الاعذار اليهم مره بعد مره.و اجعل على ميمنتك زيادا و على ميسرتك شريحا، وقف من اصحابك وسطا و لا تدن منهم دنو من يريد ان ينشب الحرب و لا تباعد منهم تباعد من يهاب الناس حتب اقدم اليك، فانى حثيث السير اليك ان شاءالله.و كتب اليهما: (اما بعد، فانى امرت عليكما... )الى آخر الكتاب.و الحيز الناحيه.و السقطه الزله.و الامثل الافضل.