خطبه 017 -داوران ناشايست
فذمتى بما اقول رهينه و انا به زعيم، الذمه العهد و الامان و الضمان و الحرمه و الحق.اى حرمتى او ضمانى او حقوقى عند الله مرهونه لحقيه ما اقوله.قال فى النهايه: و فى حديث على- عليه السلام-: ذمتى رهينه و انا به زعيم اى ضمانى و عهدى رهن فى الوفاء به.و قال الزعيم الكفيل.انه لا يهيج على التقوى زرع قوم، قال الجزرى: هاج النبت هياجا اى يبس و اصفر، و منه حديث على- عليه السلام-: لا يهيج على التقوى زرع قوم.اراد من عمل الله عملا لم يفسد عمله و لا يبطل كما يهيج الزرع فيهلك.و لا يظما عنه سنخ اصل، الظما شده العطش قال الجزرى: و فى حديث على- عليه السلام-: و لا يظما على التقوى سنخ اصل السنخ و الاصل واحد فلما اختلف اللفظان اضاف احدهما الى الاخر.اقول: الفقرتان متقاربتان فى المعنى، و يحتمل ان يكون المراد بهما عدم فوت المنافع الدنيويه ايضا بالتقوى، و يحتمل ان يراد باحداهما و بالاخرى الاخرى.و فى نهج البلاغه: لا يهلك على التقوى سنخ اصل، و لا يظلما عليها زرع قوم.و ان الخير كله فيمن عرف قدره قال ابن ميثم: اى مقداره و منزله بالنسبه الى مخلوقات الله- تعالى- و انه اى شى ء منها، و لاى شى ء خلق، و ما طوره المرسوم له فى كتاب ربه و سنن انبيائه.جائر عن قصد السبيل، الجائر الضال عن الطريق، و القصد استقامه الطريق و وسطه، و فى بعض نسخ الكافى: حائر بالحاء المهلمه من الحيره.مشغوف بكلام بدعه، قال الجوهرى: الشغاف غلاف القلب و هو جلده دون الحجاب، يقال: شغفه الحب اى بلغ شغافه.قد لهج فيها بالصوم و الصلاه، قال الجوهرى: اللهج بالشى ء الولوع به، و ضمير فيها راجع الى البدعه اى هو حريص فى مبتدعات الصلاه و الصوم، و فيها غير موجود فى الكافى.ضال عن هدى من كان قبله هدى بضم الهاء و فتح الدال او فتح الهاء و سكون الدال.و فى النهج بعد ذلك: مضل لمن اقتدى به فى حياته و بعد وفاته.و فى الكافى: و بعد موته.رهين بخطيئه اى هو مرهون بها، قال المطرزى: هو رهين بكذا اى ماخوذ به.قد قمش جهلا فى جهال.و فى الكتابين: و رجل قمش جهلا.و القمش جمع الشى ء المتفرق.غشوه اى احاطوا به و ليس فيهما.غار باغباش الفتنه، قال الجوهرى: الغبش ظلمه آخر الليل و الجمع اغباش اى غفل و انخدع و اغتر بسبب ظلمه الفتن و الجهالات او فيها.و لم يغن فيه يوما سالما، قال الجزرى: و فى حديث على- عليه السلام-: و رجل سماه الناس عالما و لم يغن فى العلم يوما تاما من قولك غنيت بالمكان اغنى اذا ا
قمت به.انتهى.قوله سالما اى من النقص بان يكون نعتا لليوم، او سالما من الجهل بان يكون حالا عن ضمير الفاعل.بكر فاستكثر مما قل منه خير مما كثر اى خرج فى الطلب بكره، كنايه عن شده طلبه و اهتمامه فى كل يوم او فى اول العمر و ابتداء الطلب، و ما موصوله، و هى مع صلتها صفه لمحذوف اى من شى ء ما قل منه خير مما كثر، و يحتمل ان تكون ما مصدريه ايضا و قيل: قل مبتدا بتقدير ان و خير خبره، كقولهم، تسمع بالمعيدى خير من ان تراه، و المراد بذلك الشى ء اما الشبهات المضله و الاراء الفاسده و العقائد الباطله، او زهرات الدنيا.حتى اذا ارتوى من آجن، الاجن الماء المتعفن المتغير، استعير للاراء الباطله و الاهواء الفاسده.و استكثر من غير طائل، قال الجوهرى: هذا امر لا طائل فيه اذا لم يكن فيه غناء و مزيه.و ان نزلت به احدى الملهمات- و فى الكتابين: المبهمات- هيا لها حشوا اى كثيرا لا فائده فيها.ثم قطع عليه اى جزم به.فهو من لبس الشبهات فى مثل غزل العنكبوت، قال ابن ميثم: وجه هذا التمثيل ان الشبهات التى تقع على ذهن مثل هذا الموصوف اذا قصد حل قضيه مبهمه تكثر فتلتبس على ذهنه وجه الحق منها فلا يهتدى له لضعف ذهنه، فتلك الشبهات فى الوهاء تشبه نسج ال
عنكبوت و ذهنه فيها يشبه لذباب الواقع فيه، فكما لا يتمكن الذباب من خلاص نفسه من شباك العنكبوت لضعفه كذلك ذهن هذا الرجل لا يقدر على التخلص من تلك الشبهات.اقول: و يحتمل ايضا ان يكون المراد تشبيه ما يلبس على الناس من الشبهات بنسج العنكبوت لضعفها و ظهور بطلانها، لكن تقع فيها ضعفاء العقول فلا يقدرون على التخلص منها لجهلهم و ضعف يقينهم، و الاول انسب بما بعده.لا يرى ان من وراء ما بلغ مذهبا اى انه لوفور جهله يظن انه بلغ غايه العلم فلبس بعد ما بلغ اليه فكره لاحد مذهب و موضع تفكر.فهو خائض عشوات اى يخوض و يدخل فى ظلمات الجهالات او بسببها.و لا يعض فى العلم بضرس قاطع كنايه عن عدم اتقانه للقوانين الشرعيه و احاطته بها، يقال: لم يعض فلان على الامر الفلانى بضرس اذا لم يحكمه.يذرى الروايات ذرو الريح الهشيم، قال الفيروز آبادى: ذرت الريح الشى ء ذروا و اذرته و ذرته اطارته و اذهبته.و قال الهشيم نبت يابس متكسر، او يابس كل كلاء و كل شجر، و وجه التشبيه صدور فعل بلا رويه من غير ان يعود الى الفاعل نفع و فائده، فان هذا الرجل المتصفح للروايات ليس له بصيره بها و لا شعور بوجه العمل بها بل هو يمر على روايه بعد اخرى و يمشى عليها من غير ف
ائده، كما ان الريح التى تذرى الهشيم لا شعور لها بفعلها، و لا يعود اليها من ذلك نفع و انما اتى الذر و مكان الاذراء لاتحاد معنييها.و فى بعض الروايات: يذروا الروايه.قال الجزرى: يقال: ذرته الريح و اذرته تذروه و تذريه اذا اطارته، و منه حديث على- عليه السلام-: يذرو الروايه ذرو الريح الهشيم اى يسرد الروايه كما تنسف الريح هشيم النبت.تبكى منه المواريث و تصرخ منمه الدماء.الظاهر انهما على المجاز، و يحتمل حذف المضاف اى اهل المواريث و اهل الدماء.لا يسلم باصدار ما عليه ورد اى لا يسلم عن الخطا فى ارجاع ما عليه ورد من المسائل اى فى جوابها.و فى الكتابين: لاملى- و الله- باصدار ما عليه ورد اى لا يستحق ذلك و لا يقوى عليه.قال الجزرى: الملى ء بالهمز، الثقه الغنى و قد ملو فهو الملى ء بين الملائه بالمد- و قد اولع الناس بترك الهمزه و تشديد الياء- و منه حديث على- عليه السلام-: لا ملى- و الله- باصدار ما ورد عليه.و لا يندم على ما منه فرط اى لا يندم على ما قصر فيه.وفى الكافى: و لا هو اهل لما منه فرط بالتخفيف، اى سبق على الناس و تقدم عليهم بسببه من ادعاء العلم، و ليست هذه الفقره اصلا فى نهج البلاغه، و قال ابن ابى الحديد: فى كتاب
ابن قتيبه: و لا اهل لما فرط به اى ليس بمستحق للمدح الذى مدح به.ثم اعلم انه على نسخه المنقول عنه جميع تلك الاوصاف لصنف واحد من الناس، و على ما فى الكتابين من زياده: و رجل عند قوله: قمش جهلا، فالفرق بين الرجلين اما بان يكون المراد بالاول الضال فى اصول العقائد كالمشبهه و المجبره، و المثانى هو المتفقه فى فروع الشرعيات و ليس باهل لذلك، او بان يكون المراد بالاول من نصب نفسه لسائر مناصب الافاده دون منصب القضاء، و بالثانى من نصب نفسه له.فاين يتاه بكم من التيه بمعنى التحير و الضلال اى اين يذهب الشيطان او الناس بكم متحيرين؟! بل اين تذهبون؟ اضراب عما يفهم سابقا من ان الداعى لهم على ذلك غيرهم، و انهم مجبورون على ذلك، اى بل انتم باختياركم تذهبون عن الحق الى الباطل.يا من نسخ من اصلاب اصحاب السفينه، النسخ الازاله و التغيير، اى كنتم فى اصلاب من ركب سفينه نوح فانزلتم عن تلك الاصلاب فاعتبروا بحال اجدادكم و تفكروا فى كيفيه نجاتهم فان مثل اهل البيت كمثل سفينه نوح.و تى و ذى للاشاره الى المونث.قسما حقا اى اقسم قسما حقا.و ما انا من المتكلفين اى المتصنعين بما لست من اهله، و لست ممن يدعى الباطل و يقول الشى ء من غير حقيقه.انى تا رك فيكم الثقلين، قال الجزرى، فيه: انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتى سما هما ثقلين لان الا خذبهما و العمل بهما ثقيل و يقال لكل خطير نفيس: ثقيل.فسما هما ثقلين اعظاما لقدرهما و تفخيما لشانهما.ما ان تمسكتم بهما بدل من الثقلين.و انهما لن يفترقا يدل على ان لفظ القرآن و معناه عندهم- عليهم السلام- الا هذا اى سبيل الحق الذى اريتكموه عذب فرات اى شديد العذوبه، و هذا اى سبيل الباطل الذى حذرتكموه ملح اجاج اى مالح شديد الملوحه و المراره.
خطبه 019 -به اشعث بن قيس
قال الشراح: الكلام الذى اعترضه الاشعث انه- عليه السلام- كان يذكر فى خطبته امر الحكمين فقام رجل من اصحابه و قال له: نهيتنا عن الحكومه ثم امرتنا به! فما ندرى اى الامرين ارشد؟ فصفق- عليه السلام- احدى يديه على الاخرى و قال: هذا جزاء من ترك العقده و كان مراده- عليه السلام-: هذا جزائكم اذ تركتم الراى و الحزم، فظن الاشعث انه- عليه السلام اراد: هذا جزائى حيث تركت الحزم و الراى.و قيل كان مراده- عليه السلام-: هذا جزائى حيث وافقتكم على ما الزمتمونى من التحكيم، و كان موافقته- عليه السلام- لهم خوفا منهم على ان يقتلوه فجهل الاشعث او تجاهل ان المصلحه قد تترك لامر اعظم منها فاعترضه.قوله- عليه السلام- حائك بن حائك قيل: كان الاشعث و ابوه ينسجان برود اليمن، و قيل: انه كان من اكابر كنده و ابناء ملوكها، و انما عبر عنه- عليه السلام- بذلك لانه اذا كان مشى يحرك منكبيه و يفحج بين رجليه، و هذه المشيه تعرف بالحياكه، و على هذا فلعل الاقرب انه كنايه عن نقصان عقله.و ذكر ابن ابى الحديد ان اهل اليمن يعيرون بالحياكه و ليس هذا مما يخص الاشعث.و اما التعبير بالحياكه فقيل: انه لنقصان عقولهم، و قيل لانه مظنه الخيانه و الكذب، و يمكن ان يكون المراد بالحياكه نسج الكلام فيكون كنايه عن كونه كذابا كما روى عن ابى عبدالله- عليه السلام- انه ذكر عنده- عليه السلام- ان الحائك ملعون فقال: انما ذاك الذى يحوك الكذب على الله و على رسوله- صلى الله عليه و آله-.قوله- عليه السلام- لقد اسرك الى قوله فما فداك اى ما نجاك من الوقوع فيها مالك و لا حسبك، و لم يردا الفداء الحقيقى فان مرادا لما قتلت اباه خرج الاشعث طالبا بدمه فاسر ففدى نفسه بثلاثه آلاف بعير، و هذا هو المراد باسره فى الكفر، و اما اسره فى الاسلام فانه لما قبض رسول الله ارتد بحضر موت و منع اهلها تسليم الصدقه، فبعث ابوبكر اليه زيد بن لبيد ثم اردفه بعكرمه بن ابى جهل فى جم غفير من المسلمين فقاتلهم الاشعث بقبائل كنده قتالا شديدا، فالتجا بقومه الى حصنهم، و بلغ بهم جهد العطش فبعث الى زياد يطلب منه الامان لاهله و لبعض قومه و لم يطلبه لنفسه، فلما نزل اسره زياد و بعث به مقيدا الى ابى بكر فاطلقه ابوبكر و زوجه اخته ام فروه.قوله- عليه السلام- دل على قومه، قال ابن ميثم: اشاره الى غدره بقومه، فان الاشعث لما طلب الامان من زياد طلبه لنفر يسير من وجوه قومه فظن الباقون انه طلبه لجميعهم فنزلوا على ذلك الظن، فلما دخل زياد الحصن ذكروه الامان فقال الاشعث: لم يطلب الامان الا العشره من قومه فقتل منهم من قتل حتى وافاه كتاب ابى بكر بالكف عنهم و حملهم اليه، فحملهم.و قال ابن ابى الحديد: فيما ذكره السيد لم تعرف فى التواريخ هذا و لا شبهه، و اين كنده و اليمامه؟ كنده باليمن و اليمامه لبنى حنيفه، و لا اعلم من اين نقله السيد- رضى الله عنه-.
خطبه 022 -در نكوهش بيعت شكنان
قوله قد ذمر يروى بالتخفيف و التشديد و اصله الحث و الترغيب.و الجلب الجماعه من الناس و غيرهم يجمع و يولف.قوله- عليه السلام- الى اوطانه يروى: ليعود الجور الى قطابه.و القطاب مزاج الخمر بالماء، اى ليعود الجور ممتزجا بالعدل كما كان، و يجوز ان يعنى بالقطاب قطاب الجيب و هو مدخل الراس فيه، اى ليعود الجور الى لباسه و ثوبه.و النصاب الاصل.و الذى انكروه، قتل عثمان.و النصف بالكسر، الاسم من الانصاف.قوله- عليه السلام- يرتضعون اما اى يطلبون الشى ء بعد فواته لان الام اذا فطمت ولدها فقد انقضى رضاعها، و لعل المراد به ان طلبهم لدم عثمان لغولا فائده فيه.و قال ابن ميثم: استعار لفظه الام للخلافه فبيت المال لبنها، و المسلمون اولادها المرتضعون، و كنى بارتضاعهم لها عن طلبهم منه- عليه السلام- من الصلات و التفضيلات مثل ما كان عثمان يصلهم، و كونها قد فطمت عن منعه- عليه السلام-.و قوله- عليه السلام- يحيون بدعه قد اميتت اشاره الى ذلك التفضيل فيكون بمنزله التاكيد للقرينه السابقه، و يحتمل ان يكون المراد بالام التى قد فطمت ما كان عادتهم فى الجاهليه من الحميه و الغضب و اثاره الفتن و بفطامها اندراسها بالاسلام فيكون ما بعدهكالتفسير له.و النداء فى قوله- عليه السلام- ياخيبه الداعى كالنداء فى قوله- تعالى- يا حسره على العباد.اى يا خيبه احضرى فهذا اوانك، و الداعى هو احد الثلاثه: طلحه و الزبير و عائشه: ثم قال على سبيل الاستحقار لهم: من دعا، و الى ما اجيب اى احقر بقوم دعاهم هذا الداعى و اقبح بالامر الذى اجابوه اليه فما افحشه وارذله.و قال الجوهرى: هبلته امه بكسر الباء، اى ثكلته، و الهبول من النساء الثكول.قوله- عليه السلام- لقد كنت قال ابن ابى الحديد: اى ما زلت لا اهدد بالحرب، و الواو زائده، و هذه كلمه فصيحه كثيرا ما يستعملها العرب، و قد ورد فى القرآن العزيز كان بمعنى مازال فى قوله و كان الله عليما حكيما.اقول: قال ابن ميثم- رحمه الله- بعد ايراد تلك الفقرات: اكثر هذا الفصل من الخطبه التى ذكرنا انه- عليه السلام- خطبها حين بلغه ان الطلحه و الزبير خلعا بيعته، و فيه زياده و نقصان و نحن نوردها بتمامها و هى بعد حمد الله و الثناء عليه و الصلاه على رسوله: ايها الناس! ان الله افترض الجهاد فعظمه و جعله نصرته و ناصره، و الله ما صلحت دين و لا دنيا الا به، و قد جمع الشيطان حزبه، و استجلب خيله و من اطاعه ليعود له دينه و سنته.و قد رايت امورا قد
تمخضت، و الله ما انكروا على منكرا و لا جعلوا بينى و بينهم نصفا، و انهم ليطلبون حقا تركوه، و دما سفكوه.فان كنت شريكهم فيه فان لهم لنصيبهم منه، و ان كانوا لولوه دونى فما الطلبه الا قبلهم، و ان اول عدلهم لعلى انفسهم، و لا اعتذر مما فعلت، و لا اتبرا مما صنعت، و ان معى لبصيرتى، ما لبست و لا لبس على، و انها للفئه الباغيه فيها الحم و الحمه طالت جلبتها، و انكفت جونتها، ليعودن الباطل الى نصابه.يا خيبه الداعى، لو قيل: ما انكر من ذلك، و ما امامه و فيمن سنته، و الله اذا لزاح الباطل عن نصابه و انقطع لسانه، و ما اظن الطريق له فيه واضح حيث نهج، و الله ما تاب من قتلوه قبل موته و لا تنصل عن خطيئته و ما اعتذر اليهم فعذروه، و لا دعا فنصروه، وايم الله لافرطن لهم حوضا انا ماتحه لا يصدون عنه برى و لا يعبون حسوه ابدا، و انها لطيبه نفسى بحجه الله عليهم و علمه فيهم، وانى داعيهم فعذر اليهم، فان تابوا و قبلوا و اجابوا و انابوا فالتوبه مبذوله و الحق مقبول و ليس على كفيل، وان ابوا اعطيتهم حد السيف و كفى به شافيا من باطل و ناصر المومن، و مع كل صحيفه شاهدها و كاتبها.و الله ان الزبير و طلحه و عائشه ليعلمون انى على الحق و هم مبطلون.و قال
- رحمه الله- تمخضت تحركت.و التبعه ما يلحق الانسان من درك.و الحم بفتح الحاء و تشديد الميم، بقيه الاليه التى اذيبت و اخذ دهنها.و الحمه السواد، و هما استعارتان لاراذل الناس و عوامهم لمشابهتهم حم الاميه و ما اسود منها فى قله المنفعه و الخير.و الجلبه الاصوات.و جونتها بالضم، سوادها.و انكفت و استكفت اى استدارت.و زاح و انزاح تنحى.و تنصل من الذنب تبرا منه.و العب الشرب من غير مص.و الحسوه بضم الحاء، قدر ما يحسى مره واحده.و الجلاد المضاربه بالسيف.والهبول الثكلى، و الهبل الثكل.و اعلم انه- عليه السلام- نبه اولا على فضل الجهاد لان غرضه استفادهم لقتال اهل البصره.و قوله و قد رايت امورا اشاره الى تعيين ما يستنفرهم اليه و هو ما يحس به من مخالفه القوم و رهبتهم لقتاله.و قوله و الله ما انكروا اشاره الى بطلان ما ادعوه منكرا و نسبوه اليه من قتل عثمان و السكوت عن النكير على قاتليه، فانكر اولا انكارهم عليه تخلفه عن عثمان الذى زعموا انه منكر و لما لم يكن منكرا كان ذلك الانكار عليه هو المنكر.و قوله و انهم ليطلبون اشاره الى طلبهم لدم عثمان مع كونهم شركاء فيه.روى الطبرى فى تاريخه ان عليا- عليه السلام- كان فى مال بخيبر لم
ا اراد الناس حصر عثمان فقدم المدينه والناس مجتمعون على طلحه فى داره فبعث عثمان اليه يشكو امر طلحه، فقال: انا اكفيكه فانطلق الى دار طلحه و هى مملوئه بالناس، فقال له: يا طلحه ما هذا الامر الذى صنعت بعثمان؟ فقال طلحه يا اباالحسن! ابعد ان مس الحزام الطبيين! فانصرف على- عليه السلام- الى بيت المال فامر بفتحه فلم يجدوا المفتاح، فكسر الباب و فرق ما فيه على الناس، فانصرفوا من عند طلحه حتى بقى وحده، فسر عثمان بذلك، و جاء طلحه الى عثمان فقال له يا اميرالمومنين! انى اردت امرا فحال الله بينى و بينه و قد جئتك تائبا فقال: و الله ما جئت تائبا و لكن جئت مغلوبا، الله حسيبك يا طلحه.و روى الطبرى ايضا انه كان لعثمان على طلحه خمسون الفا فقال له طلحه يوما: قد تهيا مالك فاقبضه، فقال: هولك معونه على مروتك.فلما حضر عثمان، قال على- عليه السلام- لطلحه: انشدك الله ان لا كففت عن عثمان، فقال: لا و الله حتى تعطى بنو اميه الحق من انفسها.فكان على بعد ذلك يقول: لحا الله ابن الصعبه، اعطاه عثمان ما اعطاه و فعل به ما فعل.و روى ان الزبير لما برزلعلى- عليه السلام- يوم الجمل قال له: ما حملك يا ابا عبدالله على ما صنعت؟ قال: اطلب بدم عثمان، فقال
له: انت و طلحه و ليتماه، و انما توبتك من ذلك ان تقدم نفسك و تسلمها الى ورثته.و بالجمله فدخولهم فى قتل عثمان ظاهر.قوله- عليه السلام- و ان اول عدلهم اى ان العدل الذى يزعمون انهم يقيمونه فى الدم المطلوب ينبغى ان يضعوه اولا على انفسهم.قوله و لا اعتذر اى الاعتذار الذى فعلته فى وقت قتل عثمان لم يكن على وجه تقصير فى الدين يوجب الاعتذار و التبرء منه.و قوله طالت جلبتها كنايه عما ظهر من القوم من تهديدهم و توعد هم بالقتال.و انكفت جونتها اى استدار سوادها و اجتمع كنايه عن تجمع جماعتهم لما يقصدون.و قوله- عليه السلام- ليعودن توعد لهم بعود ما كانوا عليه من الباطل فى الجاهليه، و استفار الى القتال.و قوله يا خيبه الداعى خرج مخرج التعجب من عظم خيبه الدعاه الى قتاله و من دعا.و الى ما اجيب استفهام على سبيل الاستحقار للمدعوين لقتاله و الناصرين اذ كانوا عوام الناس و رعاعهم، و للمدعو اليه و هو الباطل الذى دعوا لنصرته.و قوله لو قيل الى قوله و انقطع لسانه متصله معناه، لو سال سائل مجادلا لهولاء الدعاه الى الباطل عما انكروه من امرى و عن امامهم الذى به يقتدون و فيمن سنتهم التى اليها يرجعون لشهد لسان حالهم بانى انا امامهم و فى سنت
هم، فانزاح باطلهم الذى اتوابه، و انقطع لسانه على استعاره او بحذف المضاف اى لسان صاحبه.و قوله و ما اظن عطف على قوله و انقطع لسانه.و واضح مبتدا و فيه خبره، و الجمله فى محل النصب مفعول ثان ل اظن، اى ما اظن لو سال السائل عن ذاك ان الطريق الذى يرتكبه المجيب له فيه مجال بين و مسلك و اضح حيث سلك بل كيف توجه فى الجواب انقطع.و قوله و الله ما تاب الى قومه فنصروه اشاره الى عثمان و ذم لهم من جهه طلبهم بدم من اعتذر اليهم قبل موته فلم يعذروه، و دعاهم الى نصرته فى حصاره فلم ينصروه مع تمكنهم من ذلك.و قوله و لا يعبون حسوه كنايه عن عدم تمكينه لهم من هذا الامر او شى ء منه.و قوله و انها لطيبه نفسى بحجه الله عليهم نفسى منصوب بدلا من الضمير المتصل بان، او باضمار فعل تفسيرا له.حجه الله اشاره الى الاوامر الصادره بقتل الفئه الباغيه كقوله- تعالى-: فقاتلوا التى تبغى.اى انى راض بقيام حجه الله عليهم و علمه بما يصنعون.و قوله و ليس على كفيل اى لا احتاج فيما ابذله لهم من الصفح و الامان على تقدير انابتهم الى ضامن.و شافيا و ناصرا منصوبان على التمييز.و قوله و مع كل صحيفه الواو للحال، اى انهم ان لم يرجعوا اعطيتهم حد السيف، و الملائ كه الكرام الكاتبون يكتب كل منهم اعمال من و كل به فى صحيفته و يشهد بها فى محفل القيامه.انتهى.قوله من اعتذر اليهم الظاهر انه حمل الكلام على الاستفهام الانكارى، و يحتمل وجها آخر بان يكون المراد نفى توبته و تنصله و اعتذاره و دعوته فليستحق النصره، لكن ما ذكره اوفق بالاخبار.و الضمير فى انها يحتمل ان يكون للقصه.اقول: قال ابن ابى الحديد: روى ابو مخنف عن مسافر بن عفيف بن ابى الاخنس قال: لما رجعت رسل على- عليه السلام- من عند طلحه و الزبير و عائشه يوذنونه بالحرب قام فحمدالله و اثنى عليه و صلى على رسوله ثم قال: ايها الناس! انى قد راقبت هولاء القوم كى يرعووا او يرجعوا، و وبختهم بنكثهم، و عرفتهم بغيهم فلم يستحيوا، و قد بعثوا الى ان ابرز للطعان و اصبر للجلاد، انما تمنيك نفسك امانى الباطل و تعدك الغرور، الا هبلتهم الهبول لقد كنت و ما اهدد بالحرب و لا ارهب بالضرب، و لقد انصف القاره من راماها، فليرعدوا و ليبرقوا فقد راونى قديما و عرفوا نكايتى فقد (فكيف- خ ل) راونى انا ابوالحسن الذى فللت حد المشركين، و فرقت جماعتهم، و بذلك القلب القى عدوى اليوم و انى لعلى ما وعدنى ربى من النصر و التاييد و على يقين من امرى و فى غير شبهه من دينى .ايها الناس! ان الموت لا يفوته المقيم، و لا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيد و لا محيص، من لم يقتل مات، ان افضل الموت القتل، و الذى نفس على بيده لالف ضربه بالسيف اهون من موته واحده على الفراش.اللهم ان طلحه نكث بيعتى و الب على عثمان حتى قتله ثم عضهنى به ورمانى.اللهم فلا تمهله، اللهم ان الزبير قطع رحمى و نكث بيعتى و ظاهر على عدوى فاكفينه اليوم بما شئت.قال: و روى ابوالحسن المدائنى عن عبدالله بن جناده قال: قدمت من الحجاز اريد العراق فى اول اماره على- عليه السلام- فمررت بمكه فاعتمرت ثم قدمت المدينه فدخلت مسجد رسول الله- صلى الله عليه و آله- اذا نودى: الصلاه جامعه، فاجتمع الناس و خرج على- عليه السلام- متقلدا سيفه، فشخصت الابصار نحوه، فحمد الله و اثنى عليه و صلى على رسوله ثم قال: اما بعد، فانه لما قبض الله نبيه قلنا نحن اهله و ورثته و عترته و اولياوه دون الناس، لا ينازعنا سلطانه احد، و لا يطمع فى حقنا طامع، اذا تنزى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا فصارت الامره لغيرنا، و صرنا سوقه يطمع فينا الضعيف و يتعزز علينا الذليل، فبكت الاعين منا لذلك و خشنت الصدور و جزعت النفوس، و ايم الله لولا مخافه الفرقه بين المسلمين و ان
يعود الكفر و يبور الدين لكنا على غير ما كنا لهم عليه، فولى الامر ولاه لم يالوا الناس خيرا، ثم استخرجتمونى ايها الناس من بيتى فبايعتمونى على شين منى لامركم و فراسه تصدقنى عما فى قلوب كثير منكم، و بايعنى هذان الرجلان فى اول من بايع- تعلمون ذلك- و قد نكثا و غدرا و نهضا الى البصره بعايشه ليفرقا جماعتم و يلقيا باسكم بينكم، اللهم فخذ هما بما عملا اخذه رابيه و لا تنعش لهما صرعه، و لا تقل لهما عثره، و لا تمهلهما فواقا فانهما يطلبان حقا تركاه و دما سفكاه، اللهم انى اقتضيك وعدك فانك قلت و قولك الحق لمن بغى عليه لينصرنه الله، اللهم فانجزلى موعدك و لا تكلنى الى نفسى انك على كل شى ء قدير.و روى الكلبى، قال: لما اراد على- عليه السلام- المسير الى البصره، قام فخطب الناس فقال بعد ان حمد الله و صلى على رسوله: ان الله لما قبض نبيه استاثرت علينا قريش بالامر و دفعتنا عن حق نحن احق به من الناس كافه فرايت ان الصبر على ذلك افضل من تفريق كلمه المسلمين و سفك دمائهم، و الناس حديثوا عهد بالاسلام، و الدين يمخض مخض الوطب يفسده ادنى وهن و يعكسه اقل خلق، فولى الامر قوم لم يالوا فى امرهم اجتهادا ثم انتقلوا الى دار الجزاء، و الله ولى تمحيص س
يئاتهم و العفو عن هفواتهم.فما بال طلحه و الزبير و ليسا من هذا الامر بسبيل لم يصبرا على حولا و لا شهرا حتى و ثبا و مرقا و نازعانى امرا لم يجعل الله لهما اليه سبيلا بعد ان بايعا طائعين غير مكرهين يرتضعان اما قد فطمت و يحييان بدعه قد اميتت، ادم عثمان زعما و الله ما التبعه الا عندهم و فيهم، و ان اعظم حجتهم لعلى انفسهم و انا راض بحجه الله عليهم و علمه فيهم، فان فائا و انابا فحظهما احرزا و انفسهما غنما و اعظم بها غنيمه و ان ابيا اعطيتهما حد السيف و كفى به ناصرا لحق و شافيا من باطل.ثم نزل.و روى ابو مخنف عن زيد بن صوحان، قال:شهدت عليا- عليه السلام- بذى قار و هو معتم بعمامه سوداء ملتف بساج يخطب فقال فى خطبته: الحمد لله على كل امر و حال فى الغدو و الاصال و اشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا عبده و رسوله ابتعته رحمه للعباد و حياه للبلاد حين امتلات الارض فتنه و اضطرب حبلها و عبد الشيطان فى اكنافها و اشتمل عدو الله ابليس على عقائد اهلها فكان محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الذى اطفا الله به نيرانها، و اخمد به شرارها، و نزع به اوتادها، و اقام به ميلها، امام الهدى النبى المصطفى- صلى الله عليه و آله- فلقد صدع بما امر به و بل
غ رسالات ربه، فاصلح الله به ذات البين، و آمن به السبل، و حقن به الدماء، و الف به بين ذى الضعائن الواغره فى الصدور حتى اتاه اليقين، ثم قبضه الله اليه حميدا.ثم استخلف الناس ابابكر فلم يال جهده، ثم استخلف ابوبكر عمر فلم يال جهده، ثم استخلف الناس عثمان فنال منكم و نلتم منه حتى اذا كان من امره ما كان اتيمونى لتبايعونى، فقلت: لا حاجه لى فى ذلك، و دخلت منزلى، فاستخرجتمونى فقبضت يدى فبسطتموها، و تداككتم على حتى ظننت انكم قاتلى و ان بعضكم قاتل بعض، فبايعتمونى، وانا غير مسرور بذلك و لا جذل، و قد علم الله- سبحانه- انى كنت كارها للحكومه بين امه محمد- صلى الله عليه و آله- و لقد سمعته- صلى الله عليه و آله- يقول: ما من وال يلى شيئا من امر امتى الا اتى به من يوم القيامه مغلوله يداه الى عنقه على رووس الخلائق ثم ينشر كتابه فان كان عادلا نجا، و ان كان جائرا هوى.حتى اجتمع على ملاكم و بايعنى طلحه و الزبير و انا اعرف الغدر فى اوجههما و النكث فى اعينهما، ثم استاذنانى فى العمره فاعلمتهما ان ليسا العمره يريدان فسارا الى مكه و استخفا عائشه و خدعاها و شخص معهما ابناء الطلقاء، فقدموا البصره فقتلوا بها المسلمين و فعلوا المنكر، و يا عج
با لاستقامتها لابى بكر و عمر و بغيهما على و هما يعلمان انى لست دون احدهما، و لو شئت ان اقول لقلت، و لقد كان معاويه كتب اليهما من الشام كتابا يخدعهما فيه فكتماه عنى و خرجا يوهمان الطغام و الاعراب انهما يطلبان بدم عثمان، و الله ما انكرا على منكرا و لا جعلا بينى و بينهم نصفا، و ان دم عثمان لمعصوب بهما و مطلوب منهما، يا خيبه الداعى الام دعا و بماذا اجيب؟ و الله انهما لعلى ضلاله صماء و جهاله عمياء، و ان الشيطان قد ذمر لهما حزبه و استجلب منهما خيله و رجله ليعيد الجور الى اوطانه و يرد الباطل الى نصابه.ثم رفع يديه فقال: اللهم ان طلحه و الزبير قطعانى و ظلمانى و البا عنى و فكثا بيعتى فاحلل ما عقدا و انكث ما ابرما و لا تغفر لهما ابدا، و ارهما المسائه فيما عملا و املا.قال ابو مخنف: فقام اليه الاشتر فقال: الحمد لله الذى من علينا فافضل، و احسن الينا فاجمل، قد سمعنا كلامك يا اميرالمومنين و لقد اصبت و وفقت و انت ابن عم نبينا و صهره و وصيه و اول مصدق به و مصل معه، شهدت مشاهده كلها فكان لك الفضل فيها على جميع الامه فمن اتبعك اصاب حظه و استبشر بفلجه، و من عصاك و رغب عنك فالى امه الهاويه.لعمرى يا اميرالمومنين ما امر طلحه و ا
لزبير و عايشه علينا بمخيل، و لقد دخل الرجلان فيما دخلا فيه، و فارقا على غير حدث احدثت و لا جور صنعت، فان زعما انهما يطلبان بدم عثمان فليقيدا من انفسهما فانهما اول من الب عليه و اغرى الناس بدمه، و اشهد الله لئن لما يدخلا فيما خرجا منه لنلحقهما بعثمان، فان سيوفنا فى عواتقنا و قلوبنا فى صدورنا، و نحن اليوم كما كنا امس.ثم قعد.توضيح: ارعوى عن القبيح اى كف.و قال الجوهرى: القاره قبيله سموا قاره لاجماعهم و التفافهم لما اراد ابن الشداخ ان يفرقهم فى بنى كنانه و هم رماه، و فى المثل: انصف القاره من راماها.و قال الجوهرى.نكيت فى العدو نكايه اذا قتلت فيهم و جرحت.و قال: عضهه عضها رماه بالبهتان.و قال: التنزى التوثب و التسرع.انتهى.و فى بعض النسخ: اذا نبرى اعترض و هو اصوب.و السوقه خلاف الملك.قوله- عليه السلام- لم يالوا الناس خيرا فيه تقيه و مصلحه، قال الجوهرى: الا يالو اى قصر، و فلان لا يالولك نصحا و قال: قال الفراء فى قوله- تعالى-: اخذه رابيه اى زائده، كقولك: اربيت اذا اخذت اكثر مما اعطيت.و قال: الفواق و الفواق ما بين الحلبتين من الوقت لانهما تحلب ثم تترك سويعه يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب، يقال: ما اقام عنده الا فوا
قا.قوله- عليه السلام- لمن بغى عليه اى قال فى حق من بغى عيه، و المقول لينصرنه الله، و الايه هكذا: و من عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله.و الوطب بالفتح، الزق الذى يكون فيه السمن و اللبن، و المراد بالخلق اما قدم اللبن و مضى زمان عليه او خلق الزق فانه يفسد اللبن.و اعظم بها للتعجب، اى ما اعظمها.و الجزل بالتحريك، الفرح.لمعصوب بهما اى مشدود عليهما.(هذا بيان آخر فى شرح جزء من هذه الخطبه:) بيان: قوله- عليه السلام- قد كنت قال ابن ابى الحديد: كان هيهنا تامه، و الواو للحال، اى خلقت و وجدت بهذه الصفه.و يجوز ان تكون الواو زائده و كان ناقصه و خبرها ما اهدد.و تجرد فى الارض اى جد فيه، ذكره الجوهرى.و قال فى النهايه فى حديث على- عليه السلام-: اراد ان يغالط بما اجلب فيه يقال: اجلبوا عليه اذا تجمعوا و تالبوا، و اجلبه اى اعانه، و اجلب عليه اذا صاح به و استحثه.و قال الجوهرى: لبست عليه الامر البس و قال: اعذر اى صار ذا عذر.و فى النهايه: فما نهنهها شى ء دون العرش، اى ما منعها و كفها عن الوصول اليه.و الركود السكون و الثبات.
خطبه 024 -برانگيختن مردم به پيكار
قيل: انما قال ذلك فى رد قول من قال: ان مصانعته- عليه السلام- لمحاربيه و مخالفيه و مداهنتهم اولى من محاربتهم.قوله- عليه السلام- و خابط الغى ذكر المخابطه هنه للمبالغه من الجانبين.و الادهان المصانعه.و نهجه اوضحه.قوله- عليه السلام- عصبه بكم اى اناطه و ربطه بكم و جعله كالعصابه التى تشد بها الراس.و المنحه العطيه.خطبه 025 -رنجش از ياران سست
قوله- عليه السلام- ما هى الا الكوفه اى ما مملكتى الا الكوفه.اقبضها و ابسطها اتصرف فيها كما يتصرف الانسان فى ثوبه بقبضه و بسطه، و الكلام فى معرض التحقير، اى ما اصنع بتصرفى فيها مع حقارتها، و يحتمل ان يكون المراد عدم التمكن التام من التصرف فيها لنفاق اهلها كمن لا يقدر على لبس ثوب بل على قبضه و بسطه، او المراد بالبسط بث اهلها للقتال عند طاعتهم، و بالقبض الاقتصار على ضبطهم عند المخالفه، و فى قوله ان لم تكونى التفات.قوله- عليه السلام- تهب اعاصيرك الجمله فى موضع الحال، و خبر كان محذوف، و لفظ الاعاصير على حقيقته فان الكوفه معروفه بهبوب الاعصار فيها، و يحتمل ان يكون مستعارا لاراء اهلها المختلفه، و التقدير ان لم تكونى الا انت عده لى و جنه القى بها العدو و حظا من الملك و الخلافه مع ما فيك من المدام فقبحا لك و بعدا، و يمكن ان يقدم المستثنى منه حالا، اى ان لم تكونى على حال الا ان تهب فيك الاعاصير دون ان يكون فيك من يستعان به على العدو.و الاعصار ريح تهب و تمتد من الارض كالعمود نحو السماء، و قيل: كل ريح فيها العصار، و هو الغبار الشديد.و الوضر بفتح الضاد، الدرن الباقى فى الاناء بعد الاكل، و يستعار لكل بقيه من شى ء يقل الانتفاع بها، و استعار بلفظ الاناء للدنيا و بلفظ الوضر القليل لما فيها لحقارتها.و روى من ذا لالاء فانما اراد: انى على بقيه من هذا الامر كالقدر الحاصل لناظر الالاء مع عدم انتفاعه بشى ء آخر، فان الالاء- كسحاب- شجر حسن المنظر مر الطعم.قوله- عليه السلام- قد اطلع اليمن اى غلبها و غزاها و اغار عليها، من الاطلاع و هو الاشراف من مكان عال.قوله- عليه السلام- سيد الون منكم اى يغلبونكم و ليكون لهم الدوله عليكم.و لعل التفرق عن الحق و معصيه الامام واحد اتى بهما تاكيدا، و قيل: المراد بالحق الذى تفرقوا، تصرفهم فى الفى ء و الغنائم و غيرها باذن الامام، و اداء الامانه الوفاء بالعهد و البيعه او مطلقا.و الصلاح فى البلاد ترك التعرض للناس و تهييحج الفتن.و القعب القدح الضخم.قوله- عليه السلام- ان يذهب بعلاقته الضمير المستتر راجع الى الاحد، و الباء للتعديه، او الى القعب و الباء بمعنى مع.و قوله- عليه السلام- خيرا منهم، و شرا منى صيغه افعل فيه بمنزلتها فى قوله- تعالى- اذلك خير ام جنه الخلد على سبيل التنزل و التهكم او اريد بالصيغه اصل الصفه بدون تفضيل، و لعل المراد بقوله خيرا منهم قوم صالحون ينصرونه و يوفقون لطاعته او ما بعد الموت من مرافقه النبى- صلى الله عليه و آله- و غيره من الانبياء- عليهم السلام- و تمنيه- عليه السلام- لفوارس فراس بن غنم ربما يويد الاول، و يروى ان اليوم الذى دعا فيه- عليه السلام- ولد الحجاج، وروى انه ولد بعد ذلك بمده يسيره، و فعل الحجاج باهل الكوفه مشهور، و يقال: ماث زيد الملح فى الماء اى اذابه.قوله: لوددت البيت لابى جندب الهزلى، و بنو فراس حى مشهور بالشجاعه.و الجفول الاسراع، والخفوف العجله.