شرح نهج البلاغه المقتطف من بحارالانوار نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه المقتطف من بحارالانوار - نسخه متنی

محمدباقر المجلسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بيان: على اربع دعائم الدعامه بالكسر، عماد البيت و دعائم الايمان ما يستقر عليه و يوجب ثباته و استمراره و قوته.

على الصبر و اليقين و العدل و الجهاد قال ابن ميثم: فاعلم انه عليه السلام- اراد الايمان الكامل، و ذلك له اصل و له كمالات بها يتم اصله، فاصله هو التصديق بوجود الصانع، و ماله من صفات الكمال و نعوت الجلال، و بما تنزلت به كتبه، و بلغته رسله، و كمالاته المتممه هى الاقوال المطابقه و مكارم الاخلاق و العبادات، ثم ان هذا الاصل و متمماته هو كمال النفس الانسانيه لانها ذات قوتين: علميه و عمليه.

و كما لها بكمال هاتين القوتين، فاصل الايمان هو كمال القوه العلميه منها و متمماته و هى مكارم الاخلاق، و العبادات هى كمال القوه العمليه.

اذا عرفت هذا فنقول: لما كانت اصول الفضائل الخلقيه التى هى كمال الايمان اربعا هى: الحكمه، و العفه، و الشجاعه، و العدل.

اشار اليها و استعار لها لفظ الدعائم باعتبار ان الايمان الكامل لايقوم فى الوجود الا بها، كدعائم البيت، فعبر عن الحكمه باليقين، و الحكمه منها علميه و هى استكمال القوه النظريه بتصور الامور و التصديق بالحقائق النظريه و العلميه بقدر الطاقه و لاتسمى حكمه حتى يصير هذا
الكمال حاصلا لها باليقين و البرهان، و منها عمليه و هى استكمال النفس بملكه العلم بوجوه الفضائل النفسانيه الخلقيه و كيفيه اكتسابها و وجوه الرذائل النفسانيه و كيفيه الاحتزاز عنها و اجتنابها، و ظاهر ان العلم الذى صار ملكه هو اليقين.

و عبر عن العفه بالصبر، و العفه هى الامساك عن الشره فى فنون الشهوات المحسوسه، و عدم الانقياد للشهوه، و قهرها و تصريفها بحسب الراى الصحيح و مقتضى الحكمه المذكوره.

و انما عبر عنها بالصبر لانها لازم من لوازمه اذ رسمه انه ضبط النفس و قهرها عن الانقياد لقبائح اللذات، و قيل: هو ضبط النفس عن ان يقهرها الم مكروه ينزل بها، و يلزم فى العقل احتماله، او يلزمها حب مشتهى يتوق الانسان اليه و يلزمه فى حكم العقل اجتنابه حتى لايتناوله على غير وجهه، و ظاهر ان ذلك يلازم العفه.

و كذلك عبر عن الشجاعه بالجهاد لاستلزامه اياها اطلاقا لاسم الملزوم على لازمه، و الشجاعه هى ملكه الاقدام الواجب على الامور التى يحتاج الانسان ان يعرض نفسه لاحتمال المكروه و الالام الواصله اليه منها، و اما العدل فهو ملكه فاضله ينشا عن الفضائل الثلاث المذكوره و تلزمها، اذ كل واحده من هذه الفضائل محتوشه برذيلتين هما طرفا الافراط و التفري
ط منها، و مقابله برذيله هى ضدها.

انتهى.

على اربع شعب الشعبه من الشجره بالضم الغصن المتفرع منها، و قيل: الشعبه ما بين الغصنين و القرنين، و الطائفه من الشى ء، و طرف الغصن، و المراد هنا فروع الصبر و انواعه او اسباب حصوله.

على الشوق و الاشفاق و فى سائر الكتب و الشفق و الزهد و فى المجالس: و الزهاده و الترقب شوق الى الشى ء بنزوع النفس اليه و حركه الهوى.

و الشفق بالتحريك، الخدر و الخوف كالاشفاق.

و الزهد ضد الرغبه و الترقب الانتظار، اى انتظار الموت و مداومه ذكره و عدم الغفله عنه.

و لما كان للصبر انواع ثلاثه كما سياتى فى بابه: الصبر عند البليه، و الصبر على مشقه الطاعه، و الصبر على ترك الشهوات المحرمه، و كان ترك الشهوات قد يكون للشوق الى اللذات الاخرويه، و قد يكون للخوف من عقوباتها، جعل بناء الصبر على اربع: على الشوق الى الجنه ثم بين ذلك بقوله فمن اشتاق الى الجنه سلاعن الشهوات اى نسيها و صبر على تركها، يقال: سلاعن الشى ء اى نسيه و سلوت عنه سلوا- كقعدت- قعودا اى صبرت.

و على الاشفاق عن النار، و بينها بقوله و من اشفق من النار رجع عن المحرمات، و فى المجالس و التحف: عن الحرمات.

و يمكن ان تكون الشهوات المذكوره سابقا شامله ل
لمكروهات ايضا.

و على ازهد و عدم الرغبه فى الدنيا و ما فيها من الاموال و الازواج و الاولاد، و غيرها من ملاذها و مالوفاتها، و بينها بقوله و من زهد فى الدنيا هانت عليه المصائب- و فى بعض النسخ و الكتابين: المصيبات- و فى النهج: استهان بالمصيبات اى عدها سهلا هينا و استخف بها لان المصيبه حينئذ بفقد شى ء من الامور التى زهد عنها و لم يستقر فى قلبه حبها.

و على ارتقاب الموت و كثره تذكره، و بينها بقوله و من راقب الموت سارع الى الخيرات- و فى الكتابين: و من ارتقب، و فى النهج: فى الخيرات-.

ثم ان تخصيص الشوق الى الجنه، و الاشفاق من النار بترك المشتهيات و المحرمات مع انهما يصيران سببين لفعل الطاعات ايضا اما لشده الاهتمام بترك المحرمات و كون الصبر عليه اشق و افضل كما سياتى فى الخبر، او لان فعل الطاعات ايضا داخله فيهما، فان المانع من الطاعات غالبا الاشتغال بالشهوات النفسانيه، فالسلو عنها يستلزم فعلها، بل لايبعد ان يكون الغرض الاصلى من الفقره الاولى ذلك، بل يمكن ادخال فعل الواجبات فى الفقره الثانيه، لان ترك كل واجب محرم، و يدخل ترك المكروهات و فعل المندوبات فى الفقره الاولى.

و اليقين على اربع شعب: تبصره الفطنه، التبصره مصدر باب
التفعيل، و الفطنه الحذق وجوده الفهم، و قال ابن ميثم: هى سرعه هجوم النفس على حقائق ما تورده الحواس عليها، و قال: تبصره الفطنه اعمالها.

اقول: يمكن ان تكون الاضافه الى الفاعل اى جعل الفطنه الانسان بصيرا او الى المفعول اى جعل الانسان الفطنه بصيره، و يحتمل ان تكون التبصره بمعنى الابصار و الرويه، فرويتها كنايه عن التوجه و التامل فيها و فى مقتضاها، فالاضافه الى المفعول و حمله على الاضافه اى الفاعل محوج الى تكلف فى قوله فمن ابصر الفطنه.

و تاول الحكمه التاول و التاويل تفسير ما يول اليه الشى ء، و قيل: اول الكلام و تاوله اى دبره و قدره و فسره، و الحكمه العلم بالاشياء على ما هى عليه، ف (تاول الحمكه) التاول الناشى ء من العلم و المعرفه، و هو الاستدلال على الاشياء بالبراهين الحقه، و قال ابن ميثم: هو تفسير الحكمه و اكتساب الحقائق ببراهينها و استخراج وجوه الفضائل و مكارم الاخلاق من مظانها ككلام يوثر او عبره يعتبر.

و قال الكيدرى: تاول الحكمه هو العلم بمراد الحكماء فيما قالوا، و اول الحكمه بان يعلم قول الله و رسوله، قال- تعالى-: و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمه.

و معرفه العبره- و فى سائر الكتب: و موعظه العبره- و العبره ما يتع
ظ به الانسان و يعتبره ليستدل به على غيره، و الموعظه تذكير ما يلين القلب و موعظه العبره ان تعظ العبره الانسان فيتعظ بها.

و سنه الاولين السنه السيره محموده كانت او مذمومه، اى معرفه سنه الماضين، و ما آل امرهم اليه من سعاده او شقاوه فيتبع اعمال السعداء، و يجتنب قبائح الاشقياء.

ثم بين- عليه السلام- فوائد هذه الشعب و كيفيه ترتب اليقين عليها، فقال: فمن ابصر الفطنه اى جعلها بصيره او نطر اليها و اعملها، كان من لم يعملها و لم يعمل بمقتضاها لم يبصرها- و فى سائر الكتب تبصر فى الفطنه و هو اظهر-.

عرف الحكمه- و فى النهج: تبينت له الحكمه و فى التحف: تاول الحكمه و فى المجالس: تبين الحكمه- و الكل حسن، و قال الكيدرى: تبصر اى نظر و تفكر و صار ذا بصيره و قال: الحكمه العلم الذى يدفع الانسان عن فعل القبيح، مستعار من حكمه اللجام.

و من تاول الحكمه و عرفها كما هى عرف العبره باحوال السماء و الارض، و الدنيا و اهلها، فتحصل له الحكمه النظريه و العمليه.

و فى النهج: و من تبينت له الحكمه و فى المجالس: و من تبين الحكمه.

و من عرف العبره عرف السنه اى سنه الاولين و سنه الله فيهم، فانها من اعظم العبر و من عرف السنه فكانما كان مع الاولين فى حياتهم
او بعد موتهم ايضا فان المعرفه الكامله تفيد فائده المعاينه لاهلها.

و اهتدى الى بذلك اى التى هى اقوم اى الى الطريقه التى هى اقوم الطرائق.

ثم بين- عليه السلام- كيفيه العبره فقال: و نظر الى من نجا اى من الاولين بما نجا من متابعه الانبياء و المرسلين، و الاوصياء المرضيين، و الاقتداء بهم علما و عملا.

و من هلك بما هلك من مخالفه ائمه الدين، و متابعه الاهواء المضله و الشهوات المزله.

و ليست هذه الفقرات من قوله و اهتدى الى قوله بطاعته فى سائر الكتب.

و العدل على اربع شعب كان المراد بالعدل هناترك الظلم، و الحكم بالحق بين الناس، و انصاف الناس من نفسه، لا ما هو مصطلح الحكماء من التوسط فى الامور، فانه يرجع الى سائر الاخلاق الحسنه.

غامض الفهم الغامض خلاف الواضح من الكلام و نسبته الى الفهم مجاز، و كان المعنى فهم الغوامض، او هو من قولهم اغمض حد السيف اى رققه.

و فى النهج و التحف غائص من الغوص و هو الدخول تحت الماء لاخراج اللولو و غيره، و قال الكيدرى: و هو من اضافه الصفه الى الموصوف للتاكيد.

و الفهم الغائص ما يهجم على الشى ء فيطلع على ما هو عليه كمن يغوص على الدر و اللولو.

و غمر العلم اى كثرته، فى القاموس: الغمر الماء الكثير، و غ
مر الماء غماره و غموره كثر، و غمره الماء غمرا و اغتمره غطاه.

و فى النهج: و غور العلم و غور كل شى ء قعره، و الغور الدخول فى الشى ء و تدقيق النظر فى الامر.

و زهره الحكم، الزهره بالفتح البهجه و النضاره و الحسن و البياض و نور النبات، و الحكم بالضم، القضاء و العلم و الفقه.

و روضه الحلم الاضافه فيها و فى الفقره السابقه من قبيل لجين الماء و فيهما مكنيه و تخييليه، و حيث شبه الحكم الواقعى بالزهره لكونه معجبا و مثمرا لانواع الثمرات الدنيويه و الاخرويه، و الحلم بالروضه لكونه رائقا و نافعا فى الدارين و فى النهج: و رساخه الحلم يقال: رسخ- كمنع- رسوخا بالضم و رساخه بالفتح اى ثبت و الحلم الاناه و التثبت و قيل: هو الامساك عن المبادره الى قضاء و طرا لغضب.

و رساخه الحلم قوته و كماله.

فمن فهم فسر جميع العلم و من علم عرف شرائع الحكم اى من فهم غوامض العلوم، فسر ما اشتبه على الناس منها، و من كان كذلك عرف شرائع الحكم بين الناس، فلايشتبه عليه الامر، و لايظلم و لايجور.

و بعده فى المجالس: و من عرف شرايع الحكم لم يضل.

و من حلم لم يفرط فى امره و لم يغضب على الناس و تثبت فى الامر.

و فى النهج: فمن فهم علم غور العلم و من علم غور العلم صدر ع
ن شرايع الحكم و من حلم- الخ.

و الصدر الرجوع عن الماء و الشريعه و مورد الناس للاستقاء، و الصدور عن شرائع الحكم كنايه عن الاصابه فيه، و عدم الوقوع فى الخطاء.

و لم يفرط على بناء التفعيل، اى لم يقصر فيما يتعلق به من امور القضاء و الحكم او مطلقا و فى بعض نسخ النهج على بناء الافعال اى لم يجاوز الحد.

و عاش فى الناس حميدا، و العيش الحياه و الحميد المحمود المرضى.

و الجهاد على اربع شعب تلك الشعب اما اسباب الجهاد او انواعه الخفيه ذكرها لئلا يتوهم انه منحصر فى الجهاد فى السيف، مع انه احد افراد الامر بالمعروف و النهى عن المنكر، بل الجهاد استفراغ الوسع فى اعلاء كلمه الله و اتباع مرضاته و ترويج شرائعه باليد و اللسان و القلب.

قال الراغب: الجهاد و المجاهده استفراغ الوسع فى مدافعه العدو و الجهاد ثلاثه اضرب: مجاهده العدو الظاهر، و مجاهده الشيطان، و مجاهده النفس، و تدخل ثلاثتها فى قوله- (تعالى)- و جاهدوا فى الله حق جهاده و جاهدوا باموالهم و انفسهم فى سبيل الله ان الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا باموالهم و انفسهم فى سبيل الله و قال- صلى الله عليه و آله-: جاهدوا اهواء كم كما تجاهدون اعداء كم و المجاهده تكون باليد و اللسان، قال- علي
ه السلام- جاهدوا الكفار بايديكم و السنتكم.

على الامر بالمعروف هو الذى عرفه الشارع و عده حسنا، فان كان واجبا فالامر واجب، و ان كان مندوبا فالامر مندوب.

و النهى عن المنكر اى ما انكره الشارع و عده قبيحا، و هما مشروطان بالعلم بكونه معروفا او منكرا، و تجويز التاثير، و عدم المفسده، و هما يجبان باليد و اللسان و القلب.

و الصدق فى المواطن اى ترك الكذب على كل حال الا مع خوف الضرر، فيورى فلايكون كذبا.

و المواطن مواضع جهاد النفس.

و جهاد العدو و جهاد الفاسق بالامر و النهى و مواطن الرضا و السخط و الضر و النفع ما لم يصل الى حد تجويز التقيه.

و اصل الصدق و الكذب ان يكونا فى القول ثم فى الخبر من اصناف الكلام كما قال- تعالى-: و من اصدق من الله قيلا؟ و من اصدق من الله حديثا؟ و قد يكونان بالعرض فى غيره من انواع الكلام كقول القائل: ازيد فى الدار، لتضمنه كونه جاهلا بحال زيد، و كما اذا قال: و اسنى! لتضمنه انه محتاج الى المواساه.

و يستعملان فى افعال الجوارح، فيقال: صدق فى القتال اذا و فى حقه و صدق فى الايمان اذا فعل ما يقتضيه من الطاعه.

فالصادق الكامل من يكون لسانه موافقا لضميره و فعله مطابقا لقوله، و منه: الصديق حيث يطلق على المعص و م فيحتمل ان يكون الصدق هنا شاملا لجميع ذلك.

و شنان الفاسقين الشنان بالتحريك و السكون- و قد صحح بهما فى النهج- البعض، يقال: شنئه- كسمعه و منعه- شنئا مثلثه و شنائه و شنانا.

و هذا اولى مراتب النهى عن المنكر، و قيل: هو مقتضى الايمان و يجب على كل حال و ليس داخلا فى النهى عن المنكر.

شد ظهر المومن- و فى النهج: ظهور المومنين- و شد الظهر كنايه عن التقويه، كما ان قصم الظهر كنايه عن ضدها، و الامر بالمعروف يقوى المومن لانه يريد ترويج شرائع الايمان، و عسى ان لايتمكن منه.

ارغم انف المنافق ارقام الانف كنايه عن الاذلال، و اصله الصاق الانف بالرغام، و هو التراب، و يطلق على الاكراه على الامر، و يقال: فعلته على رغم انفه اى على كره منه، و الرغم مثلثه، الكره.

و المنكر مطلوب للمنافقين و الفساق الذينهم صنف منهم حقيقه، و النهى عن المنكر يرغم انوفهم.

و من صدق فى المواطن قضى الذى عليه- و فى سائر الكتب سوى الخصال: قضى ما عليه- اى من الامر بالمعروف و النهى عن المنكر، اذا لم يقدر على اكثر من ذلك، او من جميع التكاليف فان الصدق فى الايمان و العقائد يقتضى العمل بجميع التكاليف فعلا و تركا او لانه ياتى بها لئلا يكون كاذبا اذا سئل عنها.

و من شن
ى ء الفاسقين المضبوط فى النهج بكسر النون.

و لنتمم كلام المحقق البحرانى، و ان لم يكن فيه كثيره فائده بعد ما ذكرنا، قال بعد مامر: و اما شعب هذه الدعائم، فاعلم انه جعل لكل دعامه منها اربع شعب من الفضائل، تتشعب منها و تتفرع عليها فهى كالفروع لها و الاغصان.

اما شعب الصبر الذى هو عباره عن ملكه العفه فاحدها الشوق الى الجنه، و محبه الخيرات الباقيه، الثانى الشفق و هو الخوف من النار، و ما يودى اليها، الثالث الزهد فى الدنيا و هو الاعراض بالقلب عن متاعها و طيباتها، الرابع ترقب الموت و هذه الاربع فضائل منبعثه عن ملكه العفه لان كلا منها يستلزمها.

و اما شعب اليقين، فاحدها تبصره الفطنه و اعمالها، الثانى تاول الحكمه و هو تفسيرها، الثالث موعظه العبره، الرابع ان يلحظ سنه الاولين حتى يصير كانه فيهم، و هذه الاربع هى فضائل تحت الحكمه كالفروع لها، و بعضها كالفرع للبعض.

و اما شعب العدل فاحدها غوص الفهم اى الفهم الغائص فاضاف الصفه الى الموصوف، و قدمها للاهتمام بها، و رسم هذه الفضيله انها قوه ادراك المعنى المشار اليه بلفظ او كنايه او اشاره و نحوها، الثانى غور العلم و اقصاه و هو العلم بالشى ء كما هو تحقيقه و كنهه، الثالث نور الحكم اى
تكون الاحكام الصادره عنه نيره واضحه لالبس فيها و لا شبهه، الرابع ملكه الحلم و عبر عنها بالرسوخ لان شان الملكه ذلك، و الحلم هو الامساك عن المبادره الى قضاء و طرالغضب، فيمن يجنى عليه جنايه يصل مكروهها اليه.

و اعلم ان فضيلتى جوده الفهم و غور العلم، و ان كانتا داخلتين تحت الحكمه و كذلك فضيله الحلم داخله تحت ملكه الشجاعه الا ان العدل لما كان فضيله موجوده فى الاصول الثلاثه كانت فى الحقيقه هى و فروعها شعبا للعدل.

بيانه ان الفضائل كلها ملكات متوسطه بين طرفى افراط و تفريط، و توسطها ذلك هو معنى كونها عدلا فهى باسرها شعب له و جزئيات تحته.

و اما شعب الشجاعه المعبر عنها بالجهاد، فاحدها الامر بالمعروف، و الثانى النهى عن المنكر، و الثالث الصدق فى المواطن المكروهه، و وجود الشجاعه فى هذه الشعب الثلاث ظاهر، و الرابع شنان الفاسقين، و ظاهر ان بغضهم مستلزم لعداوتهم فى الله و ثوران القوه الغضبيه فى سبيله لجهادهم، و هو مستلزم للشجاعه.

و اما ثمرات هذه الفضائل فاشار الها للترغيب فى مثمراتها، فثمرات شعب العفه اربع: احدها ثمره الشوق الى الجنه، و هو السلو عن الشهوات و ظاهر كونه ثمره له، اذ السالك الى الله ما لم يشتق الى ما وعد المتقون
لم يكن له صارف عن الشهوات الحاضره، مع توفر الدواعى اليها، فلم يسل عنها، الثانيه ثمره الخوف من النار، و هو اجتناب المحرمات، الثالثه ثمره الزهد و هى الاستهانه بالمصيبات، لان غالبها و عامها انما يلحق بسبب فقد المحبوب من الامور الدنيويه فمن اعرض عنها بقلبه كانت المصيبه بها هينه عنده، الرابعه ثمره ترقب الموت و هى المسارعه فى الخيرات و العمل له و لما بعده.

و اما ثمرات اليقين فان بعض شعبه ثمره لبعض، فان تبين الحكمه و تعلمها ثمرات لاعمال الفطنه و الفكره، و معرفه العبر و مواقع الاعتبار بالماضين، و الاستدلال بذلك على صانع حكيم ثمره لتبين وجوه الحكمه و كيفيه الاعتبار.

و اما ثمرات العدل، فبعضها كذلك ايضا و ذلك ان جوده الفهم و غوصه مستلزم للوقوف على غور العلم و غامضه، و الوقوف على غامض العلم مستلزم للوقوف على شرائع الحكم العادل و الصدور عنها بين الخلق من القضاء الحق، و اما ثمره الحلم، فعدم وقوع الحليم فى طرف التفريط و التقصير عن هذه الفضيله و هى رذيله الجبن و ان يعيش فى الناس محمودا بفضيلته.

و اما ثمرات الجهاد، فاحدها ثمره الامر بالمعروف، و هو شد ظهور المومنين و معاونتهم على اقامه الفضيله، الثانيه ثمره النهى عن المنكر و ه
ى ارغام انوف المنافقين و اذ لا لهم بالقهر عن ارتكاب المنكرات و اظهار الرذيله، الثالثه ثمره الصدق فى المواطن المكروهه، و هى قضاء الواجب من امر الله- تعالى- فى دفع اعدائه و الذب عن الحريم، و الرابعه ثمره بغض الفاسقين و الغضب لله، و هى غضب الله لمن ابغضهم و ارضاوه يوم القيامه فى دار كرامته.

و اقول: فرق الكلينى- قدس الله روحه- الخبر على اربعه ابواب، فجمعنا ما اورده فى بابى الاسلام و الايمان هنا، و سنورد ما اورده فى بابى الكفر و النفاق فى بابيها مع شرح تتمه ما اورده السيد و صاحب التحف و غيرهما انشاءالله- تعالى-.

حکمت 036

بيان: الدهقان بكسر الدال و ضمها، رئيس القريه.

و الشد العدو، و اشتد عدا.

و تشقون به لعله لكون غرضهم التسلط على الناس و الجور عليكم للتقرب عند الامام و اظهاره عند الناس، او يكون غرضه- عليه السلام- تعليمهم و نهيهم عن فعل ذلك مع غيره- عليه السلام- من ائمه الجور.

حکمت 040

(ايضاح:) قال العلامه- قدس الله روحه- فى الباب الحادى عشر: السادسه فى انه- تعالى- يجب عليه فعل عوض الالام الصاره عنه، و معنى العوض هو النفع المستحق الخالى عن التعظيم و الاجلال و الا لكان ظالما- تعالى الله عن ذلك-، و يجب زيادته على الالام و الا لكان عبثا.

و قال بعض الافاضل فى شرحه: الالم الحاصل للحيوان اما ان يعلم فيه وجه من وجوه القبح فذلك يصدر عنا خاصه، او لايعلم فيه ذلك فيكون حسنا و قد ذكر لحسن الالم وجوه: الاول كونه مستحقا، الثانى كونه مشتملا على النفع الزائد، الثالث كونه مشتملا على دفع الضرر الزائد عنه، الرابع كونه بمجرى العاده، الخامس كونه متصلا على وجه الدفع، و ذلك الحسن قد يكون صادرا عنه- تعالى- و قد يكون صادرا عنا.

فاما ما كان صادرا عنه- تعالى- على وجه النفع فيجب فيه امران: احدهما العوض، و الا لكان ظالما- تعالى الله عنه-، و يجب ان يكون زائدا على الالم الى حد يرضى عنه كل عاقل لانه يقبح فى الشاهد ايلام شخص لتعويضه المه من غير زياده لاشتماله على العبث.

و ثانيهما اشتماله على اللطف اما للمتالم او لغيره ليخرج عن العبث.

فاما ما كان صادرا عنا مما فيه وجه من وجوه القبح، فيجب عليه- تعالى- الانتصاف
للمتالم من المولم لعدله، و لدلاله الادله السمعيه عليه و يكون العوض هنا مساويا للالم و الا لكان ظلما.

و هنا فوائد: الاول: العوض هو النفع المستحق الخالى عن تعظيم و اجلال، فبقيد المستحق خرج التفضل و بقيد الخلو عن تعظيم خرج الثواب.

الثانى: لايجب دوام العوض لان يحسن فى الشاهد ركوب الاهوال العظيمه لنفع منقطع قليل.

الثالث: العوض لايجب حصوله فى الدنيا لجواز ان يعلم الله- تعالى- المصلحه فى تاخره، بل قد يكون حاصلا فى الدنيا و قد لا يكون.

الرابع: الذى يصل اليه عوض المه فى الاخره، اما ان يكون من اهل الثواب او من اهل العقاب، فان كان من اهل الثواب فكيفيه ايصال اعواضه اليه بان يفرقها الله على الاوقات او يتفضل الله عليه بمثلها، و ان كان من اهل العقاب اسقط بها جزئا من عقابه بحيث لايظهر له التخفيف بان يفرق القدر على الاوقات.

الخامس: الالم الصادر عنا بامره او اباحته و الصادر عن غير العاقل كالعجماوات، و كذا ما يصدر عنه- تعالى- من تفويت المنفعه لمصلحه الغير و انزال الغموم الحاصله من غير فعل العبد، عوض ذلك كله على الله- تعالى- لعدله و كرمه.

و اقول: كون اعواض الالام الغير الاختياريه منقطعه مما لم يدل عليه برهان قاطع و بعض الروايات
تدل على خلافه كالروايات الداله على ان حمى ليله تعدل عباده سنه، و ان من مات له ولد يدخله الله الجنه صبر ام لم يصبر جزع ام لم يجزع، و ان من سلب الله كريمتيه و جبت له الجنه.

و امثال ذلك كثيره و ان امكن تاويل بعضها مع الحاجه اليه.

و قيل: للفقير ثلاثه احوال: احدها الرضا بالفقر، و الفرح به، و هو شان الاصفياء، و ثانيها الرضا به دون الفرح و له ايضا ثواب دون الاول، و ثالثها عدم الرضا به و الكراهه فى القسمه و هذا مما لا ثواب له اصلا.

و هو كلام على التشهى لكن روى السيدالرضى- رضى الله عنه- فى نهج البلاغه انه قال اميرالمومنين- عليه السلام- لبعض اصحابه فى عله اعتلها: جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك، فان المرض لااجر فيه و لكنه يحط السيئات و يحتها حت الاوراق، و انما الاجر فى القول باللسان و العمل بالايدى و الاقدام، و ان الله- سبحانه- يدخل بصدق النيه و السريره الصالحه من يشاء من عباده الجنه.

ثم قال السيد- رحمه الله-: و اقول: صدق- عليه السلام- ان المرض لا اجر فيه لانه من قبيل ما يستحق عليه العوض، لان العوض يستحق على ما كان فى مقابله فعل الله- تعالى- بالعبد من الالام و الامراض و ما يجرى مجرى ذلك، و الاجر و الثواب يستحقان ع
لى ما كان فى مقابله فعل العبد فبينهما فرق قد بينه- عليه السلام- كما يقضيه علمه الثاقب و رايه الصائب.

انتهى.

و قوله- عليه السلام- اعتلها اى اعتل بها.

و الشكوى المرض.

و الحط الوضع و الحدر من علو الى سفل.

و حت الورق- كمد- سقطت فانحتت و تحاتت، و حت فلان الشى ء اى حطه، يتعدى و لايتعدى.

و السريره ما يكتم، كالسر.

و لو كانت الروايه صحيحه يويد مذهب الوقم فى الجمله.

و قال قطب الدين الرواوندى فى شرحه على النهج: قول السيد ان المرض لا اجر له ليس ذلك على الاطلاق، و ذلك لان المريض اذا احتمل المشقه التى حملها الله عليه احتسابا كان له اجر الثواب على ذلك و العوض على المرض، فعلى فعل العبد اذا كان مشروعا الثواب و على فعل الله اذا كان الما على سبيل الاختيار العوض.

و قال ابن ابى الحديد: ينبغى ان يحمل كلام اميرالمومنين- عليه السلام- فى هذا الفصل على تاويل يطابق ما يدل عليه العقول و ان لايحمل على ظاهره، و ذلك لان المرض اذا الستحق عليه الانسان العوض لم يجز ان يقال العوض يحط السيئات بنفسه لا على قول اصحابنا و لا على قول الاماميه.

اما الاماميه، فانهم مرجئه لايذهبون الى التحابط.

و اما اصحابنا، فانهم لاتحابط عندهم الا فى الثواب و العقاب .

فاما العقاب والعوض، فلاتحابط بينهما لان التحابط بين الثواب و العقاب انما كان باعتبار التنافى بينهما من حيث كان احدهما يتضمن الاجلال و الاعظام و الاخر يتضمن الاستخفاف و الاهانه، و محال ان يكون الانسان الواحد مهانا معظما فى حال واحد.

و لما كان العوض لايتضمن اجلالا و اعظاما و انما هو نفع خالص فقط، لم يكن منافيا للعقاب و جاز ان يجتمع للانسان الواحد فى الوقت الواحد كونه مستحقا للعقاب و العوض اما بان يوفر العوض عليه فى الدار الدنيا و اما بان يخفف عنه بعض عقابه و يجعل ذلك بدلا من العوض الذى كان سبيله ان يوصل اليه.

و اذا ثبت ذلك و جب ان يحمل كلام اميرالمومنين- عليه السلام- على تاويل صحيح و هو الذى اراده- عليه السلام- لانه كان اعرف الناس بهذه المعانى و منه تعلم المتكلمون علم الكلام، و هو ان المرض و الالم يحط الله- تعالى- عن الانسان المبتلى به ما يستحقه من العقاب على معاصيه السالفه تفضلا منه- سبحانه- فلما كان اسقاطه للعقاب متعقبا للمرض و واقعا بعده بلافصل، جاز ان يطلق اللفظ بان المرض يحط السيئات و يحتها حت الورق كما جاز ان يطلق اللفظ بان الجماع يحبل المراه و بان سقى البذر الماء ينبته و ان كان الوالد و الزرع عند المت
كلمين واقعا من الله- تعالى- على سبيل الاختيار لا على سبيل الايجاب، و لكنه اجرى العاده بان يفعل ذلك عقيب الجماع و عقيب سقى البذر الماء.

فان قلت: يجوز ان يقال: ان الله- تعالى- يمرض الانسان المستحق للعقاب و يكون انما امرضه ليسقط عنه العقاب لا غير؟ قلت: لا، لانه قادر على ان يسقط عنه العقاب ابتداء، و لا يجوز انزال الالم الا حيث لا يمكن اقتناص العوض المجزى به اليه الا بطريق الالم، و الا كان فعل الالم عبثا.

الاترى انه لايجوز ان يستحق زيد على عمرو الف درهم فيضر به و يقول: انما اضربه لاجعل ما يناله من الم الضرب مسقطا لما استحقه من الدراهم عليه، و يذمه العقلاء و يسفهونه و يقولون له فهلا و هبتهاله و اسقطتها عنه من غير حاجه الى ان تضربه؟ و ايضا فان الالام قد تنزل بالانبياء و ليسوا ذوى ذنوب و معاص ليقال: انه يحطها عنهم.

فاما قوله- عليه السلام- و انما الاجر فى القول الى آخر الفصل فانه عليه السلام- قسم اسباب الثواب اقساما فقال: لما كان المرض لايقتضى الثواب لانه ليس من فعل المكلف (و) انما يستحق المكلف الثواب على ما كان من فعله، وجب ان نبين ما الذى يستحق به المكلف الثواب.

الذى يستحق المكلف به ذلك ان يفعل فعلا اما من افعال الج و ارح و اما من افعال القلوب، فافعال الجوارح اما قول باللسان او عمل ببعض الجوارح و عبر عن سائر الجوارح عدا اللسان بالايدى و الاقدام لان اكثرها ما يفعل بها، و ان كان قد يفعل بغيرها نحو مجامعه الرجل زوجته اذا قصد به تحصينها و تحصينه عن الزنا و نحو ان ينحى حجرا ثقيلا براسه عن صدر انسان قد كاد يقتله، و غير ذلك.

و اما افعال القلوب فهى العزوم و الارادات و النظر و العلوم و الظنون و الندم فعبر- عليه السلام- عن جميع ذلك بصدق النيه و السريره الصالحه، و اكتفى بذلك عن تعديد هذه الاجناس.

فان قلت: فان الانسان قد يستحق الثواب عل ان لايفعل القبيح و هذا يخرم الحصر الذى حصره اميرالمومنين- عليه السلام-.

قلت: يجوز ان يكون يذهب مذهب ابى على فى ان القادر بقدره لايخلو عن الفعل و الترك.

انتهى.

قال ابن ميثم- قدس سره-: دعا- عليه السلام- لصاحبه بما هو ممكن و هو حط السيئات بسبب المرض و لم يدع له بالاجر عليه معللا ذلك بقوله: فان المرض لا اجر فيه.

و السرفيه ان الاجر و الثواب انما يستحق بالافعال المعده له كما اشار اليه بقوله: و انما الاجر فى القول.

.

.

الى قوله بالاقدام، و كنى بالاقدام عن القيام بالعباده، و كذلك ما يكون كالفعل من عدمات الملكا
ت كالصوم و نحوه، فاما المرض، فليس هو بفعل العبد و لا عدم فعل من شانه انه يفعله.

فاما حطه للسيئات، فباعتبار امرين: احدهما ان المريض تنكسر شهوته و غضبه اللذين هما مبدا الذنوب و المعاصى و مادتهما، الثانى ان من شان المرض ان يرجع الانسان فيه الى ربه بالتوبه و الندم على المعصيه و العزم على ترك مثلها، كما قال- تعالى-: و اذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما- الايه.

فما كان من السيئات حالات غير متمكنه من جوهر النفس فانه يسرع زوالها منها و ما صار ملكه، فربما يزول على طول المرض و دوام الا نابه الى الله- تعالى- و استعار لزوالها لفظ الحت و شبهه فى قوه الزوال و المفارقه بحت الاوراق.

ثم نبه- عليه السلام- بقوله و ان الله.

.

.

الى آخره على ان العبد اذا احتسب المشقه فى مرضه لله بصدق نيته مع صلاح سريرته، فقد يكون ذلك معدا لافاضه الاجر و الثواب عليه و دخوله الجنه، و يدخل ذلك فى اعدام الملكات المقرونه بنيه القربه الى الله، و كلام السيد- رحمه الله- مقتضى مذهب المعتزله.

انتهى.

و قال الكيدرى- نور الله ضريحه-: المرض لا اجر فيه للمريض بمجرد الالم بل فيه العوض و اذا احتمل المريض ما حمل احتسابا اثيب على ذلك.

انتهى.

و اقول: ا
ذا اطلعت على ما ذكره المخالف و الموالف فى هذا الباب فاعلم انهم جروا فى ذلك على ما نسجوه من قواعدهم الكلاميه نسج العنكبوت و لا طائل فى الخوض فيها، لكن لا بد من الخوض فى الايات و الاخبار الوارده فى ذلك و الجمع بينهما.

و الذى يظهر منها ان الله- تعالى- بلطفه و رحمته يبتلى المومنين فى الدنيا بانواع البلايا على قدر ايمانهم، و سبب ذلك اما اصلاح نفوسهم وردعها عن الشهوات او تعريضهم بالصبر عليها لاجزل المثوبات او لحط ما صدر عنهم من السيئات اذا علم ان صلاحهم فى العفو بعد الابتلاء ليكون رادعا لهم عن ارتكاب مثلها و مع ذلك يعوضهم او يثيبهم بانواع الاعواض و المثوبات.

و لو صح قولهم ان العوض لايكون دائما يمكن ان يقال: دخولهم الجنه و تنعمهم بنعيمه الدائم انما هو بالايمان و الاعمال الصالحه، لكن لما كانت معاصيهم حائله بينهم و بين دخولهم الجنه ابتداء قد يبتليهم فى الدينا ليطهرهم من لوثها و قد يوخرهم الى سكرات الموت او عذاب البرزخ او فى القيامه ليدخلوا الجنه مطهرين من لوث المعاصى، و كل ذلك بحسب ما علم من صلاحهم فى ذلك.

ثم ان جميع ذلك فى غير الانبياء و الاوصياء و الاولياء- عليهم السلام- و اما فيهم- عليهم السلام- فليس الا لرفع الدرج
ات و تكثير المثوبات كما عرفت مما سبق من الروايات، فخذ ما آتيتك و كن من الشاكرين و لا تصغ الى شبهات المضلين، و قد سبق منا بعض القول فيه.

(هذا بيان آخر فى شرح الحكمه:) توضيح: قال الفيروز آبادى: حته فركه و قشره فانحت و تحات، و (حت) الورق سقطت كانحت و تحاتت، و (حت) الشى ء حطه.

حکمت 041

بيان: قال ابن ابى الحديد: خباب من فقراء المسلمين و خيارهم، و كان فى الجاهليه قينا يعمل السيوف و هو قديم الاسلام.

قيل انه كان سادس سنته و شهد بدرا و ما بعدها من المشاهد و هو معدود فى المعذبين فى الله.

ساله عمر فى ايام خلافته: ما لقيت من اهل مكه؟ فقال: انظر الى ظهرى! فنظر فقال: ما رايت كاليوم ظهر رجل.

شهد مع على- عليه السلام- صفين و نهروان و صلى- عليه السلام- و كان سنه يوم مات ثلثا و سبعين سنه و دفن بظهر الكوفه و هو اول من دفن بظهر الكوفه.

حکمت 042

قال ابن ابى الحديد: مراده- عليه السلام- من هذا الفصل اذ كار الناس ما قاله فيه رسول الله- صلى الله عليه و آله- و هو مروى فى الصحاح بغير هذا اللفظ: لا يحبك الا مومن و لا يبغضك الا منافق.

(هذا بيان آخر فى شرح الحكمه:) بيان الخيشوم اقصى الانف.

و الجمه المكان الذى يجتمع فيه الماء.

حکمت 074

بيان: السديل ما اسدل على الهودج، و الجمع السدول.

و يقال: هو يتململ على فراشه اذا لم يستقر من الوجع.

و السليم اللديغ، يقال: سلمته الحيه اى لدغته.

و قيل: انما سمى سليما تفالا بالسلامه.

و اليك من اسماء الافعال، اى تنح.

و عنى متعلق بما فيه من معنى الفعل.

و يقال: حان حينه اى قرب وقته، و هذا دعاء عليها اى لاقرب وقت انخداعى بك و غرورك لى.

قوله- عليه السلام- غرى غيرى ليس الغرض الامر بغرور غيره، بل بيان انه- عليه السلام- لاينخدع بها، بل غيره ينخدع بها.

قوله- عليه السلام- و املك اى ما يومل منك و فيك.

(هذا بيان آخر فى شرح الحكمه:) بيان: قد مر الخبر بروايه اخرى هيهات اى بعد ما تطلبين منى، و خطر الرجل قدره و منزلته و املك حقير اى ما يومل منك و فيك.

حکمت 082

بيان: اى من اجاب عن كل سوال هلك.

و فى بعض النسخ: اصبيت كلمته- بتقديم الموحده- اى اميلت كلمته فى الجواب الى الجهل.

ضد: مثله.

حکمت 094

بيان: اى ينبغى ان يكون مقصودكم الفهم للعمل لامحض الروايه، ففيه شيئان: الاول: فهمه و عدم الاقتصار على لفظه: و الثانى: العمل به.

حکمت 098

بيان: قوله- عليه السلام- الا الماحل اى يقرب الملوك و غيرهم اليهم السعاه اليهم بالباطل، و الواشين و النمامين مكان اصحاب الفضائل، و فى بعض النسخ الماجن و هو ان لايبالى ما صنع.

و لايطرف بالمهمله، اى لايعد طريفا، فان الناس يميلون الى الطريف المستحدث، و بالمعجمه، اى لايعد ظريفا كيسا.

و لايضعف اى يعدونه ضعيف الراى و العقل، او يتسلطون عليه، و فى النهايه: فى حديث اشراط الساعه: و الزكاه مغرما اى يرى رب المال ان اخراج زكاته غرامه يغرمها.

حکمت 104

بيان: قيل: اراد العلماء بما لانفع فيه من العلوم كالسحر و النير نجات و غير ذلك، و يحتمل ان يراد بالجهل الاهواء الباطله و الشهوات الفاسده، فانها ربما غلبت العقل و العلم.

حکمت 106

/ 50