7 سورة الأعراف - 80 - 84 - تفسیر المیزان جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر المیزان - جلد 8

سیدمحمد حسین طباطبائی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






7 سورة الأعراف - 80 - 84


وَ لُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَ تَأْتُونَ الْفَحِشةَ مَا سبَقَكُم بهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَلَمِينَ (80) إِنّكمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شهْوَةً مِّن دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مّسرِفُونَ (81) وَ مَا كانَ جَوَاب قَوْمِهِ إِلا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكمْ إِنّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطهّرُونَ (82) فَأَنجَيْنَهُ وَ أَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كانَت مِنَ الْغَبرِينَ (83) وَ أَمْطرْنَا عَلَيْهِم مّطراً فَانظرْ كيْف كانَ عَقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)

بيان




قوله تعالى: "و لوطا إذ قال لقومه أ تأتون الفاحشة" إلى آخر الآية.



ظاهره أنه من عطف القصة على القصة أي عطف قوله: "لوطا" على "نوحا" في قوله في القصة الأولى: "و لقد أرسلنا نوحا" فيكون التقدير و لقد أرسلنا لوطا إذ قال لقومه إلخ، لكن المعهود من نظائر هذا النظم في القرآن أن يكون بتقدير "اذكر" بدلالة السياق، و على ذلك فالتقدير: و اذكر لوطا الذي أرسلناه إذ قال لقومه إلخ و الظاهر أن تغيير السياق من جهة أن لوطا من الأنبياء التابعين لشريعة إبراهيم (عليه السلام) لا لشريعة نوح (عليه السلام)، و لذلك غير السياق في بدء قصته عن السياق السابق في قصص نوح و هود و صالح فغير السياق في بدء قصته ثم رجع إلى السياق في قصة شعيب (عليه السلام).



و قد كان لوط - على ما سيأتي إن شاء الله من تفصيل قصته في سورة هود - مرسلا إلى أهل سدوم و غيره يدعوهم إلى دين التوحيد و كانوا مشركين عبدة أصنام.



و قوله: "أ تأتون الفاحشة" يريد بالفاحشة اللواط بدليل قوله: "إنكم لتأتون الرجال شهوة" و في قوله: "ما سبقكم بها من أحد من العالمين" أي أحد من الأمم و الجماعات دلالة على أن تاريخ ظهور هذه الفاحشة الشنيعة تنتهي إلى قوم لوط، و سيأتي جل ما يتعلق به من الكلام في تفصيل قصته في سورة هود.



قوله تعالى: "إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء" الآية، إتيان الرجال كناية عن العمل بهم بذلك، و قوله "شهوة" قرينة عليه، و قوله "من دون النساء" قرينة أخرى على ذلك، و يفيد مضافا إلى ذلك أنهم كانوا قد تركوا سبيل النساء و اكتفوا بالرجال، و لتعديهم سبيل الفطرة و الخلقة إلى غيره عدهم متجاوزين مسرفين فقال: "بل أنتم قوم مسرفون".



و لكون عملهم فاحشة مبتدعة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين استفهم عن ذلك مقارنا ب "أن" المفيدة للتحقيق فأفاد التعجب و الاستغراب، و التقدير: "إنكم لتأتون" الآية.



قوله تعالى: "و ما كان جواب قومه إلا أن قالوا" إلى آخر الآية.



أي لم يكن عندهم جواب فهددوه بالإخراج من البلد فإن قولهم: "أخرجوهم من قريتكم" الآية.



ليس جوابا عن قول لوط لهم: "أ تأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد" الآية.



فجواب الكلام في ظرف المناظرة إما إمضاؤه و الاعتراف بحقيته و إما بيان وجه فساده، و ليس في قولهم: "أخرجوهم" إلى آخره شيء من ذلك فوضع ما ليس بجواب في موضع الجواب كناية عن عدم الجواب و دلالة على سفههم.



و قد استهانوا أمر لوط إذ قالوا: "أخرجوهم من قريتكم" الآية أي إن القرية أي البلدة لكم و هم نزلاء ليسوا منها و هم يتنزهون عما تأتونه و يتطهرون، و لا يهمنكم أمرهم فليسوا إلا أناسا لا عدة لهم و لا شدة.



قوله تعالى: "فأنجيناه و أهله إلا امرأته كانت من الغابرين" فيه دلالة على أنه لم يكن آمن به إلا أهله، و قد قال تعالى في موضع آخر: "فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين": الذاريات: 36.



و قوله: "كانت من الغابرين" أي الماضين من القوم، و هو استعارة بالكناية عن الهلاك و الباقي ظاهر.



قوله تعالى: "و أمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين" ذكر الأمطار في مورد ترقب ذكر العذاب يدل على أن العذاب كان به و قد نكر المطر للدلالة على غرابة أمره و غزارة أثره، و قد فسره الله تعالى في موضع آخر بقوله: "و أمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك و ما هي من الظالمين ببعيد": هود: 83.



و قوله: "فانظر كيف كان عاقبة المجرمين" توجيه خطاب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليعتبر به هو و أمته.



/ 23