40 سورة المؤمن - 79 - 85 - تفسیر المیزان جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر المیزان - جلد 17

سیدمحمد حسین طباطبائی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




40 سورة المؤمن - 79 - 85

اللّهُ الّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأَنْعَمَ لِترْكبُوا مِنهَا وَ مِنهَا تَأْكلُونَ (79) وَ لَكُمْ فِيهَا مَنَفِعُ وَ لِتَبْلُغُوا عَلَيهَا حَاجَةً فى صدُورِكمْ وَ عَلَيْهَا وَ عَلى الْفُلْكِ تحْمَلُونَ (80) وَ يُرِيكُمْ ءَايَتِهِ فَأَى ءَايَتِ اللّهِ تُنكِرُونَ (81) أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فى الأَرْضِ فَيَنظرُوا كَيْف كانَ عَقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كانُوا أَكثرَ مِنهُمْ وَ أَشدّ قُوّةً وَ ءَاثَاراً فى الأَرْضِ فَمَا أَغْنى عَنهُم مّا كانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمّا جَاءَتْهُمْ رُسلُهُم بِالْبَيِّنَتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَ حَاقَ بِهِم مّا كانُوا بِهِ يَستهْزِءُونَ (83) فَلَمّا رَأَوْا بَأْسنَا قَالُوا ءَامَنّا بِاللّهِ وَحْدَهُ وَ كفَرْنَا بِمَا كُنّا بِهِ مُشرِكِينَ (84) فَلَمْ يَك يَنفَعُهُمْ إِيمَنهُمْ لَمّا رَأَوْا بَأْسنَا سنّت اللّهِ الّتى قَدْ خَلَت فى عِبَادِهِ وَ خَسِرَ هُنَالِك الْكَفِرُونَ (85)

بيان

رجوع بعد رجوع إلى ذكر بعض آيات التوحيد و إرجاع لهم إلى الاعتبار بحال الأمم الدارجة الهالكة و سنة الله الجارية فيهم بإرسال رسله إليهم ثم القضاء بين رسلهم و بينهم المؤدي إلى خسران الكافرين منهم، و عند ذلك تختتم السورة.


قوله تعالى: "الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها و منها تأكلون" ذكر سبحانه مما ينتفع به الإنسان في حياته و يدبر به أمره الأنعام و المراد بها الإبل و البقر و الغنم، و قيل: المراد بها هاهنا الإبل خاصة.


فقوله: "جعل لكم الأنعام لتركبوا منها و منها تأكلون" الجعل هنا الخلق أو التسخير، و اللام في "لتركبوا" للغرض و "من" للتبعيض، و المعنى خلق لأجلكم أو سخر لكم الأنعام و الغرض من هذا الجعل أن تركبوا بعضها كبعض الإبل و بعضها كبعض الإبل و البقر و الغنم تأكلون.


قوله تعالى: "و لكم فيها منافع" إلخ كانتفاعكم بألبانها و أصوافها و أوبارها و أشعارها و جلودها و غير ذلك، و قوله: "و لتبلغوا عليها حاجة في صدوركم" أي و من الغرض من جعلها أن تبلغوا، حال كونكم عليها بالركوب، حاجة في صدوركم و هي الانتقال من مكان إلى مكان لأغراض مختلفة.


و قوله: "و عليها و على الفلك تحملون" كناية عن قطع البر و البحر بالأنعام و الفلك.


قوله تعالى: "و يريكم آياته فأي آيات الله تنكرون" تقدم معنى إراءته تعالى آياته في تفسير أوائل السورة، و كأن الجملة أعني قوله: "و يريكم آياته" غير مقصودة لنفسها حتى يلزم التكرار و إنما هي تمهيد و توطئة للتوبيخ الذي في قوله: "فأي آيات الله تنكرون" أي أي هذه الآيات التي يريكم الله إياها عيانا و بيانا، تنكرون إنكارا يمهد لكم الإعراض عن توحيده.


قوله تعالى: "أ فلم يسيروا في الأرض فينظروا" إلى آخر الآية توبيخ لهم و عطف لأنظارهم إلى ما جرى من سنة القضاء و الحكم في الأمم السالفة، و قد تقدمت نظيرة الآية في أوائل السورة و كان الغرض هناك أن يتبين لهم أن الله أخذ كلا منهم بذنوبهم لما كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فيكفرون بهم و لذا ذيل الآية بقوله: "فأخذهم الله بذنوبهم"، و الغرض هاهنا أن يتبين لهم أنهم لم يغنهم ما كسبوا و لم ينفعهم في دفع عذاب الله ما فرحوا به من العلم الذي عندهم و لا توبتهم و ندامتهم مما عملوا.


و قد صدرت الآية بفاء التفريع فقيل: "أ فلم يسيروا" إلخ مع الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، و كأن الكلام تفريع على قوله: "فأي آيات الله تنكرون" فكأنه لما ذمهم و أنكر إنكارهم لآياته رجع و انصرف عنهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مشيرا إلى سقوطه من منزلة الخطاب و قال: إذا كانت آياته تعالى ظاهرة بينة لا تقبل الإنكار و من جملتها ما في آثار الماضين من الآيات الناطقة و هم قد ساروا في الأرض و شاهدوها فلم لم ينظروا فيها فيتبين لهم أن الماضين مع كونهم أقوى من هؤلاء كما و كيفا لم ينفعهم ما فرحوا به من علم و قوة.


قوله تعالى: "فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم" إلخ ضمائر الجمع في الآية - و هي سبع - للذين من قبلهم، و المراد بما عندهم من العلم ما وقع في قلوبهم و شغل نفوسهم من زينة الحياة الدنيا و فنون التدبير للظفر بها و بلوغ لذائذها و قد عد الله سبحانه ذلك علما لهم و قصر علمهم فيه، قال تعالى: "يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا و هم عن الآخرة هم غافلون:" الروم: - 7، و قال: "فأعرض عمن تولى عن ذكرنا و لم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم:" النجم: - 30.


و المراد بفرحهم بما عندهم من العلم شدة إعجابهم بما كسبوه من الخبرة و العلم الظاهري و انجذابهم إليه الموجب لإعراضهم عن المعارف الحقيقية التي جاءت بها رسلهم، و استهانتهم بها و سخريتهم لها، و لذا عقب فرحهم بما عندهم من العلم بقوله: "و حاق بهم ما كانوا به يستهزءون".


و في معنى قوله: "فرحوا بما عندهم من العلم" أقوال أخر: منها: أن المراد بما عندهم من العلم عقائدهم الفاسدة و آراؤهم الباطلة و تسميتها علما للتهكم فهم كانوا يفرحون بها و يستحقرون لذلك علم الرسل، و أنت خبير بأنه تصوير من غير دليل.


و منها: أن المراد بالعلم هو علوم الفلاسفة من اليونان و الدهريين فكانوا إذا سمعوا بالوحي و معارف النبوة صغروا علم الأنبياء و تبجحوا بما عندهم، و هو كسابقه على أنه لا ينطبق على أحد من الأمم التي قص القرآن قصتهم كقوم نوح و عاد و ثمود و قوم إبراهيم و قوم لوط و قوم شعيب و غيرهم.


و منها: أن أصل المعنى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات لم يفرحوا بما جاءهم من العلم فوضع موضعه فرحوا بما عندهم من الجهل ثم بدل الجهل علما تهكما فقيل: فرحوا بما عندهم من العلم، و هذا الوجه - على ما فيه من التكلف و البعد من الفهم - يرد عليه ما يرد على الأول.


و منها: أن ضمير فرحوا للكفار و ضمير "عندهم" للرسل، و المعنى فرح الكفار بما عند الرسل من العلم فرح ضحك و استهزاء و فيه أن لازمه اختلاف الضمائر المتسقة مضافا إلى أن الضحك و الاستهزاء لا يسمى فرحا و لا قرينة.


و منها: أن ضميري "فرحوا بما عندهم" للرسل، و المعنى أن الرسل لما جاءوهم و شاهدوا ما هم فيه من الجهل و التمادي على الكفر و الجحود و علموا عاقبة أمرهم فرحوا بما عندهم من العلم الحق و شكروا الله على ذلك.


و فيه أن سياق الآيات أصدق شاهد على أنها سيقت لبيان حال الكفار بعد إتيان رسلهم بالبينات و كيف آلت إلى نزول العذاب و لم ينفعهم الإيمان بعد مشاهدة البأس؟ و أي ارتباط له بفرح الرسل بعلومهم الحقة؟ على أن لازمه أيضا اختلاف الضمائر.


قوله تعالى: "فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين" البأس شدة العذاب، و الباقي ظاهر.


قوله تعالى: "فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا" إلخ و ذلك لعدم استناد الإيمان حينئذ إلى الاختيار، و قوله: "سنة الله التي قد خلت في عباده" أي سنها الله سنة ماضية في عباده أن لا تقبل توبة بعد رؤية البأس "و خسر هنالك الكافرون".


/ 42