عليه [ كلامي ، مع إظهاري عليه ] بمكة ، الباهرات من الآيات كالغمامة التي كانت يظله بها ( 1 ) في أسفاره ، و الجمادات التي كانت تسلم عليه من الجبال و الصخور و الاحجار و الاشجار ، و كدفاعه قاصديه بالقتل عنه ، و قتله إياهم ، و كالشجرتين المتباعدتين التين تلا صقتا فقعد خلفهما لحاجته ، ثم تراجعتا إلى مكانهما (2 ) كما كانتا ، و كدعائه الشجرة فجاءته مجيبة ( 3 ) خاضعة ذليلة ، ثم أمره لها بالرجوع فرجعت سامعة مطيعة ( فأتوا ) يا معشر قريش و اليهود ( و يا معشر النواصب ) ( 4 ) المنتحلين الاسلام ، الذين هم منه برآء ، و يا معشر العرب الفصحاء البلغاء ذوي الالسن .
( بسورة من مثله ) من مثل محمد ( 5 ) صلى الله عليه و آله ، رجل ( 6 ) منكم لا يقرأ و لا يكتب و لم
1 ) " مظلة بها ( به / خ ل ) " أ . 2 ) " أمكنتهما " أ ، س ، و البحار . 3 ) " مجيئة " أ . " فجيئته " ب ، ط . و كلاهما تصحيف لما في المتن . 4 ) " و النواصب " أ . 5 ) يجد القاري اللبيب نظير هذا - بأسطر - : " فاتوا " من مثل هذا الرجل بمثل هذا الكلام " و مثله ضمن ح 92 بلفظ " فاتوا بسورة من مثله ، مثل محمد أمى لم يختلف قط إلى أصحاب كتب . . ثم جاءكم بعد بهذا الكتاب " . و سيأتي ما يتوهم معه التناقض و المنافاة في ذيل هذا الحديث و هو : " فاتوا بسورة من مثله يعنى من مثل هذا القرآن من التوراة و الانجيل و صحف إبراهيم . . فانكم لا تجدون في سائر كتب الله سورة كسورة من القرآن . . " . قال المجلسي - رحمه الله - : ان هذا الخبر يدل على أن إرجاع الضمير في " مثله " إلى النبي ، و إلى القرآن كليهما ، مراد الله تعالى بحسب بطون الاية الكريمة . أقول : يمكن أن يكون المعنى جامعا يعبر عنه مرة بلفظ الاول ، و اخرى بالثاني ، فلا منافاة و بيانه أن : " فاتوا بسورة من مثل محمد - الامى - من الانبياء أو الخطباء و البلغاء من العرب ، فهل تجدون في كتب الانبياء أو كلمات الفصحاء سورة بمثل ما هو في القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه و آله ؟ حاشا ثم حاشا . و بعد ، ففى التفاسير ذكروا احتمالين في إرجاع الضمير إلى محمد أو القرآن ، و الاصل -