262 - و أما إبراء الاكمه و الابرص ، و الانباء بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم ، فان رسول الله صلى الله عليه و آله لما كان بمكة قالوا : يا محمد إن ربنا هبل ، الذي يشفي مرضانا ، و ينقذ هلكانا ، و يعالج جرحانا .
قال صلى الله عليه و آله : " كذبتم ، ما يفعل هبل من ذلك شيئا ، بل الله تعالى يفعل بكم ما يشاء من ذلك .
قال عليه السلام : فكبر هذا على مردتهم ، فقالوا : يا محمد ما أخوفنا عليك من هبل أن يضربك باللقوة ( 1 ) و الفالج و الجذام و العمى ، و ضروب العاهات لدعائك إلى خلافه .
قال صلى الله عليه و آله : لن يقدر على شيء مما ذكرتموه إلا الله عز و جل .
قالوا : يا محمد فان كان لك رب تعبده لا رب سواه ، فاسأله أن يضربنا بهذه الآفات التي ذكرناها لك حتى نسأل نحن هبل أن يبرأنا منها ، لتعلم أن هبل هو شريك ربك الذي إليه تومي و تشير .
فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال : ادع أنت على بعضهم ، و ليدع علي على بعض .
فدعا رسول الله صلى الله عليه و آله على عشرين منهم ، و دعا علي صلى الله عليه و آله على عشرة .
فلم يريموا (2 ) مواضعهم حتى برصوا و جذموا و فلجوا و لقوا و عموا ، و انفصلت عنهم الايدي و الارجل ، و لم يبق في شيء من أبدانهم عضو صحيح إلا ألسنتهم و آذانهم ، فلما أصابهم ذلك صيربهم إلى هبل ودعوه ليشفيهم ، و قالوا : دعا على هؤلاء محمد و علي ، ففعل بهم ما ترى فاشفهم .
فناداهم هبل : يا أعداء الله وأي قدرة لي على شيء من الاشياء ؟ و الذى بعثه إلى الخلق أجمعين ، و جعله أفضل النبيين و المرسلين ، لو دعا علي لتهافتت أعضائي و تفاصلت أجزائي ، و احتملتني الرياح و تذروا إياي حتى لا يرى لشيء مني عين و لا أثر ، يفعل الله ذلك بي حتى يكون أكبر جزء مني دون عشر عشير خردلة .
1 ) داء يصيب الوجه ، يعوج منه الشدق إلى احد جانبي العنق . 2 ) " يبرحوا " أ ، و كلاهما بمعنى واحد .