تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 432
نمايش فراداده

ما كان مثل آية نوح عليه السلام .

و قل للفريق [ الثاني ] المقترحين لآية إبراهيم عليه السلام : أمضوا إلى حيث تريدون من ظاهر مكة ، فسترون آية إبراهيم في النار ، فإذا غشيكم البلاء فسترون في الهواء إمرأة قد أرسلت طرف خمارها فتعلقوا به لتنجيكم من الهلكة ، و ترد عنكم النار .

و قل للفريق الثالث : و أنتم المقترحين لآية موسى ، أمضوا إلى ظل الكعبة فسترون آية موسى عليه السلام ، و سينجيكم هناك عمي حمزة .

و قل للفريق الرابع و رئيسهم أبو جهل : و أنت يا أبا جهل فاثبت عندي ليتصل بك ( 1 ) أخبار هؤلاء الفرق الثلاثة ، فان الآية التي اقترحتها أنت تكون بحضرتي .

فقال أبو جهل للفرق الثلاثة : قوموا فتفرقوا ليتبين لكم باطل قول محمد .

[ ما كان مثل آية نوح عليه السلام : ] فذهبت الفرقة الاولى إلى حضرة (2 ) جبل أبي قبيس ، فلما صاروا [ في الارض ] إلى جانب الجبل نبع الماء من تحتهم ، و نزل من السماء الماء من فوقهم من غمامة و لا سحاب ، و كثر حتى بلغ أفواههم فألجمها ، و ألجأهم إلى صعود الجبل إذ لم يجدوا ملجأ ( 3 ) سواه ، فجعلوا يصعدون الجبل و الماء يعلو من تحتهم إلى أن بلغوا ذروته ، و ارتفع الماء حتى ألجمهم ( 4 ) و هم على قلة الجبل ، و أيقنوا بالغرق إذ لم يكن لهم مفر .

فرأوا عليا عليه السلام واقفا على متن الماء فوق قلة الجبل ، و عن يمينه طفل و عن يساره طفل ، فناداهم علي عليه السلام .

خذوا بيدي انجيكم ، أو بيد من شئتم من هذين الطفلين ، فلم يجدوا بدا من ذلك فبعضهم أخذ بيد علي عليه السلام ، و بعضهم أخذ بيد أحد الطفلين ، و بعضهم أخذ بيد الطفل

1 ) يقال : اتصل به خبر فلان : علمه .

2 ) أى قرب و جنب .

3 ) " منجى " ب ، ق ، د ، و البحار .

4 ) " ألجأهم " ق .

يقال : ألجم الماء فلانا : بلغ فاه .