تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 439
نمايش فراداده

و بخلت ، فوضعتها تحت ذيلك ، و أرخيت عليها ذيلك حتى انصرف عنك .

فقال أبو جهل : كذبت يا محمد ، ما من هذا قليل و لا كثير ، و لا أكلت من دجاجة و لا ادخرت منه شيئا ، فما الذي فعلته بعد آكلي الذي زعمته ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و آله : كان عندك ثلاثمائة دينار لك ، و عشرة آلاف دينار ودائع الناس عندك : المائة ، و المائتان ، و الخمسائة ، و السبعمائة ، و الالف ، و نحو ذلك إلى تمام عشرة آلاف ، مال كل واحد في صرة ، و كنت قد عزمت على أن تختانهم ( 1 ) و قد كنت جحدتهم و منعتهم ، و اليوم لما أكلت من هذه الدجاجة أكلت زورها (2 ) و ادخرت الباقي ، و دفنت هذا المال أجمع مسرورا فرحا باختيانك عباد الله ، واثقا بأنه قد حصل لك ، و تدبير الله في ذلك خلاف تدبيرك .

فقال أبو جهل : و هذا أيضا يا محمد ، فما أصبت منه قليلا و لا كثيرا ، و ما دفنت شيئا ، و لقد سرقت ( 3 ) تلك العشرة آلاف دينار الودائع التي كانت عندي .

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : يا أبا جهل ما هذا من تلقائي فتكذبني ، و إنما هذا جبرئيل الروح الامين يخبرني به عن رب العالمين ، و عليه تصحيح شهادته و تحقيق مقالته .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله : هلم ( 4 ) يا جبرئيل بالدجاجة التي أكل منها .

فإذا الدجاجة بين يدي رسول الله .

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أ تعرفها يا أبا جهل ؟ فقال أبو جهل : ما أعرفها و ما أخبرت عن شيء ، و مثل هذه الدجاجة المأكول بعضها في الدنيا كثير .

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : يا أيتها الدجاجة إن أبا جهل قد كذب محمدا على جبرئيل ، و كذب جبرئيل على رب العالمين ، فاشهدي لمحمد بالتصديق ، و على أبي جهل بالتكذيب ، فنطقت

1 ) أى تخونهم ، و أختان المال : سرقه .

2 ) أى أعلى وسط الصدر .

و فى بعض النسخ " ذروتها " و ذروة كل شيء أعلاه .

3 ) على بناء المجهول .

4 ) أى تعال .