ماكان مثل آية عيسى عليه السلام .
لاوليائه [ و ] المحبين الذي كانوا له في الدنيا : اعبروا .فيعبرون على الصراط آمنين سالمين ، قد انزاحت عنهم النيران ، و بعدت عنهم الاهوال ، و يردون الجنة غانمين ظافرين .ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله لابي جهل : يا أبا جهل هذه الفرقة الثالثة قد شاهدت آيات الله و معجزات رسول الله و بقي الذي لك ، فأي آية تريد ؟ قال أبو جهل : آية عيسى بن مريم كما زعمت أنه كان يخبرهم بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم ، فأخبرني بما أكلت اليوم ، و ما ادخرته في بيتي ، و زدني على ذلك بأن تحدثني بما صنعته بعد آكلي لما أكلت ، كما زعمت أن الله زادك في المرتبة فوق عيسى .[ ما كان مثل آية عيسى عليه السلام : ] فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أما ما أكلت و ما ادخرت فاخبرك به ، و أخبرك بما فعلته في خلال أكلك ، و ما فعلته بعد أكلك ، و هذا يوم يفضحك الله عز و جل فيه باقتراحك فان آمنت بالله لم تضرك هذه الفضيحة ، و إن أصررت على كفرك أضيف لك إلى فضيحة الدنيا و خزيها خزي الآخرة الذي لا يبيد و لا ينفد و لا يتناهى .قال : و ما هو ؟ قال رسول الله قعدت يا أبا جهل تتناول من دجاجة مسمنة أسمطتها ( 1 ) فلما وضعت يدك عليها استأذن عليك أخوك (2 ) أبو البختري بن هشام ، فأشفقت عليه ( 3 ) أن يأكل منها1 ) أى شويتها . " استطبتها " ب ، س ، ص ، ق ، د ، و البحار .2 ) خفى أن أبا جهل مخزومي ، و البخترى أسدى ، و انما أطلق لفظ " أخوك " لا للنسب أو لا تحاد اسم الاب : " هشام " - كما قد يتوهم البعض - بل لان الكفر ملة واحدة كما أن المؤمنين اخوة ، لا في النسب أو القومية و العشيرة ، و انما هى في العقيدة و الفضيلة الالهية ( الدين ) كما قال تعالى : " انما المؤمنون اخوة " الحجرات : 10 ، و فى الخطاب لمريم " يا اخت هارون " مريم : 28 .3 ) أى خفت و حذرت و حرصت .