مثلهم كمثل الذى استوقد نارا 17 و 18 .
قوله عز و جل : " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم و تركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون " : 17 65 - قال الامام [ عليه السلام : قال ] موسى بن جعفر عليها السلام : مثل هؤلاء المنافقين كمثل الذي استوقد نارا أبصر بها ما حوله ، فلما أبصر ذهب الله بنورها بريح أرسلها عليها فأطفأها ، أو بمطر .كذلك مثل هؤلاء المنافقين الناكثين لما أخذ الله تعالى عليهم من البيعة لعلي بن أبي طالب عليه السلام أعطوا ظاهرا بشهادة : أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن محمدا عبده و رسوله ، و أن عليا وليه و وصيه و وارثه و خليفته في إمته ، و قاضي ديونه ، و منجز عداته ، و القائم بسياسة عباد الله مقامه ، فورث مواريث المسلمين بها [ و نكح في المسلمين بها ] و والوه من أجلها ، و أحسنوا عنه الدفاع بسببها ، و اتخذوه أخا يصونونه مما يصونون عنه أنفسهم بسماعهم منه ( 1 ) لها .فلما جاءه الموت وقع في حكم رب العالمين ، العالم بالاسرار ، الذي لا يخفى عليه خافية فأخذهم العذاب بباطن كفرهم ، فذلك حين ذهب نورهم ، و صاروا في ظلمات [ عذاب الله ، ظلمات ] أحكام الآخرة ، لا يرون منها خروجا ، و لا يجدون عنها محيصا .ثم قال : " صم " يعني يصمون في الآخرة في عذابها ." بكم " يبكمون هناك بين إطباق نيرانها " عمي " يعمون هناك .1 ) قال المجلسي - رحمه الله - : الضمير في " منه " راجع إلى أمير المؤمنين ، و فى " لها " إلى الانفس ، أى بأنهم كانوا يسمعون منه عليه السلام ما ينفع أنفسهم من المعارف و الاحكام و المواعظ .أو ضمير سماعهم راجع إلى المسلمين ، و ضمير منه إلى المنافق .و ضمير لها إلى الشهادة ، أى اتخاذهم له أخا بسبب أنهم سمعوا منه الشهادة .