ليس عليكم جناح أن تبتعوا فضلا من ربكم : 198 .
و تمم به المكارم ، و كمل به المحاسن ، فقالوا : فبما ذا أمركم محمد ؟ فقالوا : أمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ، و أن نقيم ( 1 ) الصلاة ، و نؤتي الزكاة ، و نصل الارحام ، و ننصف للانام ، و لا نأتي إلى عباد الله بما لا نحب أن يأتوا به إلينا ، و أن نعتقد و نعترف أن محمدا سيد الاولين و الآخرين ، و أن عليا عليه السلام أخاه سيد الوصيين ، و أن الطيبين من ذريته المخصوصين بالامامة هم الائمة على جميع المكلفين الذين أوجب الله تعالى طاعتهم و ألزم متابعتهم و موالاتهم .فقالوا : يا هؤلاء هذه أمور لا تعرف إلا بحجج ظاهرة ، و دلائل باهرة ، و أمور بينة ليس لاحد أن يلزمها أحدا بلا إمارة (2 ) تدل عليها ، و لا علامة صحيحة تهدي إليها ، أ فرأيتم له آيات بهرتكم ، و علامات ألزمتكم ؟ قالوا : بلى و الله ، لقد رأينا ما لا محيص عنه ، و لا معدل ( 3 ) و لا ملجأ ، و لا منجا لجاحده من عذاب الله ، و لا موئل ( 4 ) فعلمنا أنه المخصوص برسالات الله المؤيد بآيات الله ، المشرف بما اختصه الله به من علم الله ، قالوا : فما الذي رأيتموه ؟ قال عمار بن ياسر : أما الذي رأيته أنا ، فاني قصدته و أنا فيه شاك ، فقلت : يا محمد لا سبيل إلى التصديق بك مع استيلاء الشك فيك على قلبي ، فهل من دلالة ؟ قال : بلى .قلت : ما هي ؟ قال : إذا رجعت إلى منزلك فاسأل عني ما لقيت من الاحجار و الاشجار تصدقني برسالتي ، و تشهد عندك بنبوتي .فرجعت فما من حجر لقيته ، و لا شجر رأيته إلا ناديته : يا أيها الحجر ، يا أيها الشجر ، إن محمدا يدعي شهادتك بنبوته ، و تصديقك له برسالته ، فبماذا تشهد له ؟1 ) " نتم " أ .2 ) أى علامة .3 ) يقال : أخذ معدل الباطل : أى طريقه .4 ) أى ملجأ ، و فى بعض النسخ " مؤمل " .