الذى جعل لكم الارض فراشا : 22 .
لعلكم تتقون النار " و لعل " من الله واجب لانه أكرم من أن يعني ( 1 ) عبده بلا منفعة و يطمعه في فضله ثم يخيبه ، ألا تراه كيف قبح من عبد من عباده ، إذا قال لرجل : اخدمني لعلك تنتفع بي و بخدمتي ، و لعلي أنفعك بها .فيخدمه ، ثم يخيبه و لا ينفعه ، ف [ ان ] الله عز و جل أكرم في أفعاله ، و أبعد من القبيح (2 ) في أعماله من عباده ( 3 ) قوله عز و جل : " الذي جعل لكم الارض فراشا و السماء بناءا و أنزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم تعلمون " : 22 72 - قال الامام الحسن بن على عليهما السلام : قال الله عز و جل : " الذي جعل لكم الارض فراشا " جعلها ملائمة لطبائعكم ، موافقة لاجسادكم ، لم يجعلها شديدة الحمى ( 4 ) و الحرارة فتحرقكم ، و لا شديدة البرودة ( 5 ) فتجمدكم ، و لا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم ، و لا شديدة النتن فتعطبكم ، و لا شديدة اللين كالماء فتغرقكم ، و لا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في حرثكم ( 6 ) و أبنيتكم ، و دفن ( 7 ) موتاكم ، و لكنه عز و جل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به و تتماسكون ، و تتماسك عليها أبدانكم و بنيانكم ، و جعل فيها من اللين ما تنقاد به لحرثكم ( 8 ) و قبوركم و كثير من منافعكم .1 ) قال المجلسي - رحمه الله - : بالنون على بناء التفعيل أو الافعال : أى يوقعه في التعب و النصب ، و فى بعض النسخ " بالياء " و هو قريب منه ، من قولهم أعيى السير البعير أى أكله ، و الاول أظهر ، أقول : لعلها تصحيف " يمنى " من منايمنو منوا الرجل بكذا : ابتلاه و اختبره ، فالرجل ممنو بكذا .2 ) " القبح " أ .3 ) عنه البحار : 38 / 69 ذ ح 6 قطعة ، وج 68 / 287 ذ ح 44 ، و البرهان : 1 / 67 ذ ح 1 .4 ) الحر " ط . " الحماء " العيون .حماء الشمس : شدة حرارتها .5 ) " البرد و البرودة " ب ، ط .6 ) " حروثكم " ب ، س ، ط . " دوركم " بعض المصادر .7 ) " قبور " بعض المصادر .8 ) " لحروثكم " الاصل . " لدوركم " بعض المصادر .