اياك نعبد واياك نستعين : 5 .
فان ذكر أنه جرى منه خير ، حمد الله تعالى ، و كبره على توفيقه ، و إن ذكر معصية أو تقصيرا ، استغفر الله تعالى ، و عزم على ترك معاودته ، و محا ذلك عن نفسه بتجديد الصلاة على محمد و آله الطيبين ، و عرض بيعة أمير المؤمينن علي عليه السلام على نفسه ، و قبوله لها ، و إعادة لعن أعدائه و شانئيه و دافعيه عن حقه .( 1 ) فإذا فعل ذلك قال الله عز و جل : لست أناقشك في شيء من الذنوب مع موالاتك أوليائي ، و معاداتك أعدائي (2 ) قوله عز و جل : " إياك نعبد و اياك نستعين " 15 - قال الامام عليه السلام ( إياك نعبد و إياك نستيعن ) قال الله تعالى : قولوا : يا أيها الخلق المنعم عليهم ." إياك نعبد " أيها المنعم علينا ، و نطيعك مخلصين مع التذلل و الخضوع ( 3 ) بلا رياء ، و لا سمعة ." و اياك نستعين " منك : نسأل المعونة على طاعتك لنؤديها كما أمرت ، و نتقي من دنيانا ما نهيت عنه ، و نعتصم - من الشيطان الرجيم ، و من سائر مردة الجن و الانس من المضلين ، و من المؤذين الظالمين - بعصمتك .( 4 ) 16 - و قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام من العظيم الشقاء ؟ قال : رجل ترك الدنيا للدنيا ، ففاتته الدنيا و خسر الآخرة ، و رجل تعبد و اجتهد و صام رئاء ( 5 ) الناس فذاك الذي حرم لذات الدنيا ، و لحقه التعب الذي لو كان به مخلصا لاستحق ثوابه ، فورد الآخرة و هو يظن أنه قد عمل ما يثقل به ميزانه ، فيجده هباءا منثورا .1 - " حقوقه " المصادر .2 ) عنه تنبيه الخواطر : 2 / 94 تأويل الايات : 1 / 26 ح 6 ، و البحار : 70 / 69 ح 16 ، وج 92 / 250 ضمن ح 48 .3 ) " الخشوع " التنبيه ، البحار 4 ) عنه تنبيه الخواطر : 2 / 95 ، و تأويل الايات : 1 / 27 ح 7 ، و البحار : 7 / 216 ، وج 92 / 251 ضمن ح 48 .5 ) التظاهر بخير دون حقيقة .