أولئك الذين اشتروا الضلالة : 16.
فيقول هؤلاء المؤمنون المشرفون على هؤلاء الكافرين المنافقين : يا فلان ! و يا فلان ! و يا فلان ! - حتى ينادونهم بأسمائهم - ما بالكم في مواقف خزيكم ماكثون ؟ هلموا إلينا نفتح لكم أبواب الجنان لتخلصوا من عذابكم ، و تلحقوا بنا في نعيمها .فيقولون : يا ويلنا أنى لنا هذا ؟ [ ف ] يقول المؤمنون : أنظروا إلى هذه الابواب .فينظرون إلى أبواب من الجنان مفتحة يخيل إليهم أنها إلى جهنم التي فيها يعذبون ، و يقدرون أنهم يتمكنون أن يتخلصوا إليها ، فيأخذون بالسباحة في بحار حميمها ، وعدوا بين أيدي زبانيتها و هم يلحقونهم و يضربونهم بأعمدتهم و مرزباتهم و سياطهم ، فلا يزالون هكذا يسيرون هناك و هذه الاصناف من العذاب تمسهم ، حتى إذا قدروا أن قد بلغوا تلك الابواب وجدوها مردومة عنهم و تدهدههم ( 1 ) الزبانية بأعمدتها فتنكسهم إلى سواء الجحيم .و يستلقي أولئك المؤمنون على فرشهم في مجالسهم يضحكون منهم مستهزئين بهم فذلك قول الله تعالى ( الله يستهزئ بهم ) و قوله عز و جل : ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون ) (2 ) و قوله عز و جل : " أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين " : 16 64 - [ قال الامام ] عليه السلام : قال الامام العالم موسى بن جعفر عليهما السلام : ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ) باعوا دين الله و اعتاضوا منه الكفر بالله ( فما ربحت تجارتهم ) أي ما ربحوا في تجارتهم في الآخرة ، لانهم اشتروا النار و أصناف عذابها بالجنة1 ) " تزهدهم " أ . " دهدهم " ب ، ط .الزهد و الزهادة : الاعراض عن الشيء احتقارا له .و دهده الحجر : دحرجه .2 ) عنه البحار : 6 / 51 ضمن ح 2 ، وج 8 / 298 ح 52 ، وج 8 / 219 ط .حجر ، و البرهان : 1 / 62 .و الاية الاخيرة : 34 و 35 من سورة المطففين .