ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة : 74
الخلق إلا بالحكمة ، و لا يختار محمدا و آله إلا لانهم أفضل ذوي الالباب .( 1 ) قوله عز و جل : " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة و ان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار و ان منها لما يشقق فيخرج منه الماء و ان منها لما يهبط من خشية الله و ما الله بغافل عما تعملون : " 74 141 - قال الامام عليه السلام : قال الله عز و جل : ( ثم قست قلوبكم ) عست (2 ) و جفت و يبست من الخير و الرحمة [ قلوبكم ] معاشر اليهود ( من بعد ذلك ) من بعد ما بينت من الآيات الباهرات في زمان موسى عليه السلام ، و من الآيات المعجزات التي شاهدتموها من محمد .( فهي كالحجارة ) اليابسة لا ترشح برطوبة ، و لا ينتفض ( 3 ) منها ما ينتفع به ، أي أنكم لا حق الله تعالى تؤدون ، و لا [ من ] أموالكم و لا من مواشيها تتصدقون ، و لا بالمعروف تتكرمون و تجودون ، و لا الضيف تقرؤن ، و لا مكروبا تغيثون ، و لا بشيء من الانسانية تعاشرون و تعاملون .( أو أشد قسوة ) إنما هي في قساوة الاحجار ( أو أشد قسوة ) أبهم على السامعين و لم يبين لهم ، كما يقول القائل : أكلت خبزا أو لحما ، و هو لا يريد به أني لا أدري ما أكلت ، بل يريد [ به ] أن يبهم على السامع حتى لا يعلم ماذا أكل ، و إن كان يعلم أنه قد أكل .و ليس معناه : بل أشد قسوة ، لان هذا استدراك غلط ، و هو عز و جل يرتفع [ عن ]1 - عنه تأويل الايات : 1 / 67 ح 44 باختصار ، و البحار : 6 / 329 ح 13 ( قطعة ) ، وج 7 / 43 ح 19 ( قطعة ) ، وج 13 / 266 ح 7 ، وج 60 / 358 ح 46 ( قطعة ) ، و البرهان : 1 / 108 ح 1 .2 ) " عبست " أ ، " عصت " ص . " عنت " ط . " غشت " البرهان .عسى النبات عساء و عسوا : غلظ و يبس .3 ) نفض الكرم : تفتحت عناقيده .