فضائل شهر رمضان .
يا زكريا لا تخف فان الله لا يصنع بك إلا خيرا .و ائتني بمريم أنظر إليها ، و أسألها عن حالها ، فجاء بها زكريا إلى إمرأته ، فكفى الله مريم مؤونة الجواب عن السوأل و لما دخلت إلى اختها - و هي الكبرى و مريم الصغرى - لم تقم إليها إمرأة زكريا فأذن الله ليحيى و هو في بطن امة فنخس ( 1 ) بيده - في بطنها - و أزعجها و نادى امه (2 ) : تدخل إليك سيدة نساء العالمين ، مشتملة على سيد رجال العالمين ، فلا تقومين إليها ؟ ! فانزعجت ، و قامت إليها ، و سجد يحيى و هو في بطن امه لعيسى بن مريم .فذلك أول تصديقه له ، فذلك قول رسول الله صلى الله عليه و آله في الحسن و في الحسين عليهما السلام إنهما سيدا شباب أهل الجنة إلا ما كان من ابني الخالة " عيسى و يحيى " .ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله : هؤلاء الاربعة عيسى و يحيى و الحسن و الحسين وهب الله لهم الحكم ، و أبانهم بالصدق من الكاذبين ، فجعلهم من أفضل الصادقين في زمانهم ، و ألحقهم بالرجال الفاضلين البالغين .و فاطمة عليهما السلام جعلها من أفضل الصادقين لما ميز الصادقين من الكاذبين .و علي عليه السلام جعله نفس رسول الله صلى الله عليه و آله .و محمد رسول الله صلى الله عليه و آله جعله أفضل خلق الله عز و جل .ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله : إن لله عز و جل خيارا من كل ما خلقه ، فله من البقاع خيار ، و له من الليالي [ خيار ] ، و [ من ] الايام خيار ، و له من الشهور خيار ، و له من عباده خيار ، و له من خيارهم خيار : فأما خياره من البقاع فمكة ، و المدينة ، و بيت المقدس ، و إن صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام و المسجد الاقصى - يعني1 ) نخسه : أزعجه و هيجه .2 ) " و ناداها يا أمة " ب ، ط .