ولاتلبسوا الحق بالباطل : 42 49 .
من عترته ( ثمنا قليلا ) بأن تجحدوا نبوة النبي [ محمد ] صلى الله عليه و آله و إمامة الامام [ علي ] عليه السلام [ و آلهما ] و تعتاضوا عنها عرض ( 1 ) الدنيا ، فان ذلك و إن كثر فالى نفاد و خسار و بوار .ثم قال الله عز و جل : ( و إياي فاتقون ) في كتمان أمر محمد صلى الله عليه و آله و أمر وصيه عليه السلام .فانكم إن تتقوا لم تقدحوا في نبوة النبي و لا في وصية الوصي ، بل حجج الله عليكم قائمة ، و براهينه بذلك واضحة ، قد قطعت معاذيركم ، و أبطلت تمويهكم .و هؤلاء يهود المدينة جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه و آله و خانوه ، و قالوا : نحن نعلم أن محمدا نبي ، و أن عليا وصيه ، و لكن لست أنت ذاك و لا هذا - يشيرون إلى علي عليه السلام - فأنطق الله تعالى ثيابهم التي عليهم ، و خفافهم التي في أرجلهم ، يقول كل واحد منها للابسه : كذبت يا عدو الله ، بل النبي محمد صلى الله عليه و آله هذا ، و الوصي علي هذا ، و لو أذن الله (2 ) لنا لضغطناكم و عقرناكم و قتلناكم .فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إن الله عز و جل يمهلهم لعلمه بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات طيبات مؤمنات .و لو تزيلوا ( 3 ) لعذب [ الله ] ( 4 ) هؤلاء عذابا أليما ، إنما يعجل من يخاف الفوت ( 5 ) قوله عز و جل : " و لا تلبسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق و أنتم تعلمون و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و اركعوا مع الراكعين .أ تأمرون الناس بالبر1 ) العرض - بالفتح - : اسم لما لا دوام له .حطام الدنيا .2 ) " أذنا " أ . " أذن " البحار : 9 .3 ) " يزيلوا " أ .و تزايلوا : تفرقوا .أى لو تميزت ذرياتهم المؤمنات عن أصلابهم لعذبهم الله .4 ) من التأويل و البحار : 24 .5 ) عنه تأويل الايات : 1 / 51 ح 26 ، البحار : 9 / 179 ضمن ح 6 ، وج 24 / 393 ح 113 ، وج 69 / 341 ( قطعة ) ، وج 70 / 267 ( قطعة ) و البرهان : 1 / 91 ح 1 .