تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 441
نمايش فراداده

فأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله - و أبو جهل ينظر إليه - صرة منها فقال : ائتوني بفلان بن فلان .

فاتي به - و هو صاحبها - فقال صلى الله عليه و آله : هاكها يا فلان [ هذا ] ما قد اختانك فيه أبو جهل .

فرد عليه ماله ، و دعا بآخر ، ثم بآخر حتى رد العشرة آلاف كلها على أربابها ، و فضح عندهم أبو جهل ، و بقيت الثلاثمائة دينار بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله .

فقال رسول الله : الآن آمن لتأخذ الثلاثمائة دينار ، و يبارك الله لك فيها حتى تصير أيسر قريش .

فقال : لا أؤمن ، و لكن آخذها و هي مالي ، فلما ذهب ليأخذها صاح النبي صلى الله عليه و آله بالدجاجة : دونك أبا جهل ، فكفيه عن الدنانير ، و خذيه .

فوثبت الدجاجة على أبي جهل ، فتناولته بمخالبها و رفعته في الهواء ، و طارت به إلى سطح لبيته فوضعته عليه ، و دفع رسول الله صلى الله عليه و آله تلك الدنانير إلى بعض فقراء المؤمنين ثم نظر رسول الله صلى الله عليه و آله إلى أصحابه فقال لهم : معاشر أصحاب محمد هذه أية أظهرها ربنا عز و جل لابي جهل ، فعاند ، و هذا الطير الذي حيي يصير من طيور الجنة الطيارة ( 1 ) عليكم فيها ، فان فيها طيورا كالبخاتي (2 ) عليها من [ جميع ] أنواع المواشي ( 3 ) تطير بين سماء الجنة و أرضها ، فإذا تمنى مؤمن محب للنبي و آله الاكل [ من شيء ] منها ، وقع ذلك بعينه بين يديه ، فتناثر ريشه و انسمط ( 4 ) و انشوى و انطبخ ، فأكل من جانب منه [ قديدا ( 5 ) و من جانب منه ] مشويا بلا نار

1 ) " الطائرة " ص .

2 ) البخاتى و البخت : جمع بختى ، و هي جمال طوال الاعناق ، و البختى أيضا : الابل الخراساني .

3 ) الشية : ما خالف اللون من جميع الجسد و فى جميع الدواب ، و أصله من الوشي و الهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله كالزنة و الوزن ، و يقال : و شيت الثوب أشيه وشيا و شية و و شيته توشية ، شدد للكثرة ، فهو موشى و موشى ، و الوشى في اللون خلط لون بلون و كذلك في الكلام .

لسان العرب : 15 / 392 .

4 ) " أملط " أ ، ط ، أى لا ريش عليه .

و سمط الجدي : نقاء من الصوف و شواه .

5 ) قدد اللحم : جعله قطعا و جففه .