فانه إن ( 1 ) آنسك و ساعدك و وازرك و ثبت على ما يعاهدك و يعاقدك ، كان في الجنة من رفقائك ، و في غرفاتها من خلصائك .
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام : أرضيت أن أطلب فلا أوجد و توجد ، فلعله أن يبادر إليك الجهال فيقتلوك ؟ قال : بلى يا رسول الله رضيت أن تكون روحي لروحك وقاءا ، و نفسي لنفسك
شاهدا لا يأت الله عز و جل في جعله كلمة الذين كفروا السفلى ، و كلمة الله هى العليا ، و إنزاله السكينة على النبي صلى الله عليه و آله وحده ، و تأييده بالجنود . . كما أنه لا فضل في التسمية " بالصحبة " لانها قد تحصل من الولى و العدو ، و المؤمن و الكافر ، قال تعالى مخبرا عن مؤمن و كافر اصطحبا " قال له صاحبه و هو يحاوره أكفرت بالذي خلقك . " الكهف : 37 . و قال تعالى في قصة يوسف عليه السلام : " يا صاحبي السجن " يوسف : 41 . و قال تعالى : " ما ضل صاحبكم و ما غوى " النجم : 2 بل لا فضل في مطلق التسمية ، كما أن موسى عليه السلام ، ترك هارون و لم يستصحبه في ميقات ربه ، قال تعالى : " و اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال . . أ تهلكنا بما فعل السفهاء منا . " الاعراف : 155 ، فما كان استصحاب الرسول الاعظم صلى الله عليه و آله له تفضيلا على من تركه في فراشه ، زد على ذلك النهى الموجه من الرسول صلى الله عليه و آله إلى أبى بكر بقوله " لا تحزن " بل لا دليل على أنه سكن قلبه ، أو أنزل الله السكينة عليه كما من على النبي صلى الله عليه و آله بذلك مع انه " ثاني اثنين إذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينته عليه " التوبة : 40 فأخبر أنه أنزل السكينة عليه دون أبى بكر ، و لم يذكر أبا بكر في السكينة ، كما أخبر في موطن آخر أنه أنزل السكينة على الرسول و على المؤمنين ، قال تعالى " . ثم أنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين " التوبة : 26 . و قوله تعالى " ان الله معنا " أى عالم و مطلع على حالنا ، . فلاحظ . 1 ) تدبر معنى " ان " الشرطية و جوابها " كان " ! و فى الشرط و تعليق الجزاء عليه ، لطف و تنبيه ، أما ترى قوله تعالى " لئن اشركت ليحبطن عملك " الزمر : 65 خطابا للرسول الاعظم ، أفضل الخلق ، و خير البشر . سيأتي مثل ذلك ص 468 .