تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 624
نمايش فراداده

الله ) عز و جل فيعمل بطاعة الله ، و يأمر الناس بها ، و يصبر على ما يلحقه من الاذى فيها ، فيكون كمن باع نفسه ، و سلمها مرضاة الله عوضا منها ، فلا يبالى ما حل بها بعد أن يحصل لها رضاء ربها ( و الله رؤوف بالعباد ) كلهم .

أما الطالبون لرضاه ، فيبلغهم أقصى أمانيهم ، و يزيدهم عليها ما لم تبلغه آمالهم و أما الفاجرون في دينه فيتأناهم ، و يرفق بهم ، و يدعوهم إلى طاعته ، و لا يقطع من علم أنه سيتوب عن ذنوبه التوبة الموجبة له عظيم كرامته ( 1 ) .

[ ذكر جلاله قدر بلال ] 365 - قال على بن الحسين عليهما السلام : و هؤلاء ( 1 ) خيار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله عذبهم أهل مكة ليفتنوهم عن دينهم ، منهم بلال ، و صهيب ، و خباب ، و عمار بن ياسر و أبواه : فأما بلال ، فاشتراه أبو بكر بن أبي قحافة بعبدين له أسودين ، و رجع إلى النبي صلى الله عليه و آله فكان تعظيمه لعلي بن أبي طالب عليه السلام أضعاف تعظيمه لابي بكر .

فقال المفسدون : يا بلال كفرت النعمة ، و نقضت ترتيب الفضل ، أبو بكر مولاك

1 ) > عليه و آله فخرج إلى الغار ، و بات عليه السلام في فراشه ، و لبس ثوبه .

.

و هو لا ينافى أن يكون مفهوم الاية عاما لتضم تحت لوائها أولئك المخلصون الذين شروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله ، و مصداقه ذيل الاية المباركة " و الله رؤوف بالعباد " و لا منا فات اذن ، فتدبر 1 ) عنه البحار : 22 / 338 صدر ح 50 ، وج 70 / 217 .

2 ) لا يخفى أن لذيل الاية الكريمة معنى عاما ، و مفهوما واسعا ، ينطبق على واحد من المؤمنين و على رأسهم أميرهم على بن أبى طالب عليه السلام ، و من ظهر و أتم ما ينطبق عليه سيد الشهداء من الاولين و الاخرين " الحسين بن على بن أبى طالب " عليهما السلام و أصحابه الذين بذلوا مهجم ابتغاء مرضاة الله تعالى ، و هذا لا ينافى أن يكون فضل نزول الاية خاصا بيعسوب الدين أمير المؤمنين ، عليه و على أولاده المعصومين أفضل صلوات المصلين .