ثم اختارني من هاشم ( 1 ) ، و أهل بيتي كذلك ، فمن أحب العرب فيحبني و أحبهم ، و من أبغض العرب فيبغضي و ابغضهم (2 ) .
[ فضائل شهر رمضان ] و إن الله عز و جل اختار من الشهور شهر رجب ، و شعبان ، و شهر رمضان : فشعبان أفضل الشهور إلا مما كان من شهر رمضان ، فانه أفضل منه ، و إن الله عز و جل ينزل في شهر رمضان من الرحمة ألف ضعف ما ينزل في سائر الشهور ، و يحشر شهر رمضان في أحسن صورة ، فيقيمه [ في القيامة ] على قلة ( 3 ) لا يخفى و هو عليها على أحد ممن ضمه ذلك المحشر ، ثم يأمر ، فيخلع عليه من كسوة الجنة و خلعها و أنواع سندسها و ثيابها ، حتى يصير في العظم بحيث لا ينفذه بصر ، و لا يعي علم مقداره اذن و لا يفهم ( 4 ) كنهه قلب .
ثم يقال للمنادي من بطنان العرش : ناد ! فينادي : يا معشر الخلائق أما تعرفون هذا ؟ فيجيب الخلائق يقولون : بلى لبيك داعي ربنا و سعديك ، أما إننا لا نعرفه .
ثم يقول منادي ربنا : هذا شهر رمضان ما أكثر من سعد به منكم ؟ و ما أكثر من شقي به ؟ ألا فليأته كل مؤمن له ، معظم بطاعة الله فيه ، فليأخذ حظه من هذه الخلع فتقاسموها بينكم على قدر طاعتكم الله ، وجدكم .
قال : فيأتيه المؤمنون الذين كانوا لله [ فيه ] مطيعين ، فيأخذون من تلك الخلع
1 ) زاد في " ب " قال الشاعر : لله في عالمه صفوة وصفوة الخلق بنو هاشم . وصفوة الصفوة من هاشم محمد الطهر أبو القاسم 2 ) " فبحبي أحبهم . فببغضي أبغضهم " البحار . 3 ) التل من الارض : قطعة أرفع قليلا مما حولها . " قلعة " ب ، ط . " تلعة " البحار ، و هي ما علا من الارض . 4 ) " يعرف " ب ، ط .