تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
على مقادير طاعتهم [ التي كانت ] في الدنيا .فمنهم من يأخذ ألف خلعة ، و منهم من يأخذ عشرة آلاف .و منهم من يأخذ أكثر من ذلك و أقل ، فيشرفهم الله تعالى بكراماته .ألا و إن أقواما يتعاطون تناول تلك الخلع ، يقولون في أنفسهم : لقد كنا بالله مؤمنين و له موحدين ، و بفضل هذا الشهر معترفين ، فيأخذونها ، و يلبسونها ، فتنقلب على أبدانهم مقطعات ( 1 ) نيران ، و سرابيل قطران ، يخرج على كل واحد منهم بعدد كل سلكة (2 ) من تلك الثياب أفعى و عقرب وحية ، و قد تناولوا من تلك الثياب أعدادا مختلفة على قدر إجرامهم : كل من كان جرمه أعظم فعدد ثيابه أكثر .فمنهم الآخذ ألف ثوب ، و منهم الآخذ عشرة آلاف ثوب ، و منهم من يأخذ أكثر من ذلك ، و إنها لاثقل على أبدانهم من الجبال الرواسي على الضعيف من الرجال ، و لو لا ما حكم الله تعالى بأنهم لا يموتون لماتوا من أقل قليل ذلك الثقل و العذاب .ثم يخرج عليهم بعدد كل سلكة في تلك السرابيل من القطران و مقطعات النيران أفعى وحية و عقرب و أسد و نمر و كلب من سباع النار ، فهذه تنهشه ، و هذه تلدغه و هذا يفترسه ، و هذا يمزقه و هذا يقطعه .يقولون : يا ويلنا مالنا تحولت علينا [ هذه الثياب ، و قد كانت من سندس و إستبرق و أنواع خيار ثياب الجنة تحولت علينا ] مقطعات النيران ، و سرابيل قطران و هي على هؤلاء ثياب فاخرة ملذذة منعمة ؟ ! فيقال لهم : ذلك بما كانوا يطيعون في شهر رمضان و كنتم تعصون ، و كانوا يعفون و كنتم تزنون ، و كانوا يخشون ربهم و كنتم تجترئون ، و كانوا يتقون السرقة و كنتم تسرقون ، و كانوا يتقون ظلم عباد الله و كنتم تظلمون ، فتلك نتائج أفعالهم الحسنة !