تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 71
نمايش فراداده

فقالوا له : يا سلمان ويحك أو ليس محمد قد رخص لك أن تقول كلمة الكفر [ به ] بما تعتقد ضده للتقية من أعدائك ؟ فما بالك لا تقول ( ما يفرج عنك ) ( 1 ) للتقية ؟ فقال سلمان : إن الله تعالى قد رخص لي في ذلك و لم يفرضه علي ، بل أجاز لي (2 ) أن لا أعطيكم ما تريدون ، و أحتمل مكارهكم ، و أجعله أفضل المنزلتين ، و أنا لا أختار غيره .

ثم قاموا إليه بسياطهم ، و ضربوه ضربا كثيرا ، و سيلوا دماءه ، و قالوا له - و هم ساخرون - : لا تسأل الله كفنا عنك ، و لا تظهر لنا ما نريد منك لنكف به عنك ، فادع علينا بالهلاك إن كنت من الصادقين في دعواك أن الله لا يرد دعاءك بمحمد و آله الطيبين [ الطاهرين ] .

فقال سلمان : إني لاكره أن أدعو الله بهلاككم مخافة أن يكون فيكم من قد علم الله أنه سيؤمن بعد ، فأكون قد سألت الله تعالى اقتطاعه عن الايمان .

فقالوا : قل : أللهم أهلك من كان في معلومك ( 3 ) أنه يبقى إلى الموت على تمرده ، فانك لا تصادف بهذا الدعاء ما خفته .

قال : فانفرج له حائط البيت الذي هو فيه مع القوم ، و شاهد رسول الله صلى الله عليه و آله و هو يقول : يا سلمان ادع عليهم بالهلاك ، فليس فيهم أحد يرشد ، كما دعا نوح عليه السلام على قومه لما عرف أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن .

فقال سلمان : كيف تريدون أن أدعو عليكم بالهلاك ؟ فقالوا : تدعو الله [ ب ] أن يقلب سوط كل واحد منا أفعى تعطف رأسها ، ثم تمشش ( 4 ) عظام سائر بدنه .

1 ) " ما نقترح ( به ) عليك " س ، ص ، البحار .

2 ) " أجازنى " ب ، ط 3 ) " علمك " خ ل .

4 ) مشش و تمشش العظم : مصه و استخرج منه المخ .