تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
خيراتها مائة ألف ألف مرة .قال عليه السلام : فجعلوا يهزؤون به و يقولون : يا سلمان لقد ادعيت مرتبة عظيمة شريفة نحتاج أن نمتحن صدقك من كذبك فيها ، و ها نحن أولا ( 1 ) قائمون إليك بسياط فضاربوك بها ، فسل ربك أن يكف أيدينا (2 ) عنك .فجعل سلمان يقول : أللهم اجعلني على البلاء صابرا .و جعلوا يضربونه بسياطهم حتى أعيوا و ملوا ، و جعل سلمان لا يزيد على قوله : أللهم اجعلني على البلاء صابرا .فلما ملوا و أعيوا ، قالوا له : يا سلمان ما ظننا أن روحا تثبت في مقرها مع مثل هذا العذاب الوارد عليك ، فما بالك لا تسأل ربك أن يكفنا عنك ؟ [ ف ] فقال : لان سؤالي ذلك ربي خلاف الصبر ، بل سلمت لا مهال الله تعالى لكم ، و سألته الصبر .فلما استراحوا قامرا إليه بعد بسياطهم ، فقالوا : لا نزال نضربك بسياطنا حتى تزهق روحك أو تكفر بمحمد .فقال : ما كنت لافعل ذلك ، فان الله قد أنزل على محمد ( الذين يؤمنون بالغيب ) و إن احتمالي لمكارهكم - لادخل في جملة من مدحه الله بذلك - سهل علي يسير .فجعلوا يضربونه بسياطهم حتى ملوا ، ثم قعدوا ، و قالوا : يا سلمان لو كان لك عند ربك قدر لايمانك بمحمد لاستجاب [ الله ] ( 3 ) دعاءك و كفنا عنك .فقال سلمان : ما أجهلكم ! كيف يكون مستجيبا دعائي إذا فعل بي ( 4 ) خلاف ما أريد منه ، أنا أردت منه الصبر فقد استجاب لي و صبرني ، و لم أسأله كفكم عني فيمنعني حتى يكون ضد دعائي كما تظنون .فقاموا اليه ثالثة بسياطهم ، فجعلوا يضربونه و سلمان لا يزيد على [ قوله : ] أللهم صبرني على البلاء في حب صفيك و خليلك محمد .