[ الذهب و الفضة ، كما في الخبر ، و الذاتي لا يعلل ، فانقطع سؤال : إنه لم جعل السعيد سعيدا و الشقي شقيا ؟ فإن السعيد سعيد بنفسه و الشقي شقي كذلك ، و إنما أو جدهما الله تعالى قلم اينجا رسيد سر بشكست ، قد انتهى الكلام في المقام إلى ما ربما يسعه كثير من الافهام ، و من الله الرشد و الهداية و به الاعتصام .]
الايات و الاخبار ، مثل الاية المباركة : ( انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه ) ( 1 ) و الخبر المذكور في " الكافي " في كيفية خلق آدم ( 2 ) فراجع ، و هاتان الجهتان : جهة نورانية وجهة ظلمانية و بذلك يتردد و يتفكر في مقام اختيار الاطاعة و العصيان فيختار أحدهما بالارادة و الاختيار .
و اما الاخبار الموهمة للخلاف اما موضوعة كما ادعاها بعض الاجلة و الاعاظم ، و اما محمولة على ما ذكرنا فانها لا تأبى عن ذلك ، هذا مع ان معنى " السعيد سعيد في بطن امه " هو انه في علم الله الازلي كذلك ( 3 ) بمعنى ان اختيار
1 - سورة الانسان : 2 . 2 - أصول الكافي باب طينة المؤمن و الكافر ج 2 ص 5 ح 7 . 3 - كما صرح بهذا المعنى الامام السابع على ما روى الصدوق قدس سره في " التوحيد " باسناده عن ابن ابي عمير قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : " الشقي من شقي في بطن امه و السعيد من سعد في امه " فقال : الشقي من علم الله و هو في بطن امة انه سيعمل اعمال الاشقياء ، و السعيد من علم الله و هو في بطن امه انه سيعمل اعمال السعداء ، قلت له : فما قوله صلى الله عليه و آله : " اعملوا فكل ميسر لما خلق له " ؟ فقال : ان الله عز و جل خلق الجن و الانس ليعبدوه ، و لم يخلقهم ليعصوه ، و ذلك قوله عز و جل : ( و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ) فيسر كلا لما خلق له : فالويل لم استحب العمي على الهدى - " التوحيد " ص 366 بحار الانوار ج 5 ص 157 .