من كتاب الله عز و جل قال : نعم يا اسحق : قلت : أى مكان قال لي : يا اسحق ما تتلو هذه الاية ( أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما ) فلم يبدل الله سيئاتهم حسنات و الله يبدل لكم .
125 - أبى رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن احمد السياري قال حدثنا محمد بن عبد الله بن مهران الكوفي قال : حدثني حنان بن سدير عن أبيه عن ابى اسحق الليثي قال قلت لابى جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام : يا ابن رسول الله انى أجد من شيعتكم من يشرب الخمر و يقطع الطريق و يخيف السبيل و يزنى و يلوط و يأكل الربا و يرتكب الفواحش و يتهاون بالصلوة و الصيام و الزكوة و يقطع الرحم و يأتي الكبائر ، فكيف هذا و لم ذلك فقال : يا إبراهيم هل يختلج في صدرك شيء هذا قلت : نعم يا ابن رسول الله اخرى أعظم من ذلك ! فقال : و ما هو يا ابا اسحق قال : قلت : يا ابن رسول الله واجد من أعدائكم و من ناصبيكم من يكثر من الصلوة و من الصيام و يخرج الزكوة و يتابع بين الحج و العمرة و يحض على الجهاد و يأثر على البر و على صلة الارحام و يقضى حقوق اخوانه و يواسيهم من ماله ، و يتجنب شرب الخمر و الزنا و اللواط و ساير الفواحش فمم ذلك و لم ذاك فسره لي يا ابن رسول الله و برهنه و بينه فقد و الله كثر فكرى و اسهر ليلي و ضاق ذرعي ( 1 ) قال : فتبسم صلوات الله عليه ثم قال : يا إبراهيم خذ إليك بيانا شافيا فيما سألت و علما مكنونا من خزائن علم الله و سره ، أخبرني يا إبراهيم كيف تجد اعتقادهما ؟ قلت : يا ابن رسول الله أجد محبيكم و شيعتكم على ما فيه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا و فضة ان يزول عن ولايتكم لما فعل و لا عن محبتكم إلى موالاة غيركم و إلى محبتهم ما زال ، و لو ضربت خياشيمه ( 2 ) بالسيوف فيكم و لو قتل فيكم ما ارتدع و لا رجع من محبتكم و ولايتكم ، وأرى الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو اعطى أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا و
1 - ضاق بالامر ذرعا : ضعفت طاقته و لم يجد من المكروه فيه مخلصا ، واصل الذرع بسط اليد ، فكانك تريد مددت يدى اليه فلم تنله . 2 - الخياشيم جمع الخيشوم : اقصى الانف و قد مر .