تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و لا لاط و لا شرب الخمر و لا ارتكب شيئا مما ذكرت ، و لكن الله عز و جل اجرى الماء المالح على ارض ملعونة سبعة أيام و لياليها ثم نضب الماء عنها ، ثم قبض قبضة و هي طينة ملعونة من حمأ مسنون و هي طينة خبال و هي طينة أعدائنا ، فلو ان الله عز و جل ترك طينتهم كما أخذها لم تروهم في خلق الادميين و لم يقروا بالشهادتين ، و لم يصوموا و لم يصلوا و لم يزكوا و لم يحجوا البيت ، و لم تروا أحدا منهم بحسن خلق ، و لكن الله تبارك و تعالى جمع الطينتين : طينتكم و طينتهم فخلطها و عركها عرك الاديم ( 1 ) و مزجها بالمائين ، فما رأيت من أخيك المؤمن من شر لوط ( 2 ) أو زنا أو شيء مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره فليس من جوهريته و لا من ايمانه انما هو بمسحة الناصب اجترح ( 3 ) هذه السيئات التي ذكرت ، و ما رأيت من الناصب من حسن وجهه و حسن خلق أو صوم أو صلوة أو حج بيت أو صدقة أو معروف فليس من جوهريته ، انما تلك الافاعيل من مسحة الايمان اكتسبها و هو اكتساب مسحة الايمان قلت : جعلت فداك فإذا كان يوم القيمة فمه ؟ قال لي : يا اسحق لا يجمع الله الخير و الشر في موضع واحد ، إذا كان يوم القيامة نزع الله عز و جل مسحة الايمان منهم فردها إلى شيعتنا ، و نزع مسحة الناصب بجميع ( 4 ) ما اكتسبوا من السيئات فردها على أعدائنا و عاد كل شيء إلى عنصره الاول الذي منه كان ابتدأ ، أما رأيت الشمس إذا هى بدت الا ترى لها شعاعا زاجرا متصلا بها أو بائنا منها ؟ قلت : جعلت فداك الشمس إذا غربت بدا إليها الشعاع كما بدا منها ، و لو كان بائنا منها لما بدا إليها ، قال : نعم يا اسحق كل شيء يعود إلى جوهره الذي منه بدا ، قلت : جعلت فداك تؤخذ حسناتهم فترد إلينا و توخذ سيئآتنا فترد إليهم قال : اى و الله الذي لا اله الا هو ، قلت : جعلت فداك أخذتها