تفسیر نور الثقلین

عبد علی بن جمعة العروسی حویزی؛ مصحح: الحاج السید ه‍اش‍م‌ ال‍رس‍ول‍ی‌ ال‍م‍ح‍لات‍ی‌

جلد 5 -صفحه : 748/ 53
نمايش فراداده

يكرهون و لا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرايع الاسلام ، فتقبلوا ذلك ، فلما أجابهم رسول الله صلى الله عليه و اله إلى الصلح أنكر عامة أصحابه و أشد ما كان إنكارا عمر فقال : يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ فقال : نعم ، قال : فنعطى الذلة في ديننا ؟ فقال : ان الله عز و جل قد وعدني و لن يخلفنى ، فقال : لو أن معي أربعين رجلا لخالفته ، و رجع سهيل بن عمرو و حفص بن الاحنف إلى قريش فأخبراهم بالصلح ، فقال عمر : يا رسول الله ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام و نحلق من المحلقين ؟ فقال : أمن عامنا هذا وعدتك ؟ و قلت لك ان الله عز و جل وعدني ان أفتح مكة و أطوف و أسعى و أحلق مع المحلقين ، فلما أكثروا عليه قال : ان لم تقبلوا الصلح فحاربوهم ، فمروا نحو قريش و هم مستعدون للحرب ، و حملوا عليهم ، فانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و اله هزيمة قبيحة و مروا برسول الله صلى الله عليه و اله فتبسم رسول الله صلى الله عليه و اله ثم قال : يا علي خذ السيف و أستقبل قريشا ، فأخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه سيفه و حمل على قريش ، فلما نظروا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه تراجعوا ثم قالوا : يا علي بدا لمحمد فيما اعطانا فقال عليه السلام : لا و تراجع اصحاب رسول الله صلى الله عليه و اله مستحيين و أقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه و اله ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و اله : ا لستم أصحابى يوم بدر اذا انزل الله عز و جل فيكم : " اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملاكة مردفين " ألستم أصحابى يوم أحد " اذ تصعدون و لا تلوون على أحد و الرسول يدعوكم في اخريكم " ا لستم أصحابى يوم كذا ؟ ا لستم أصحابى يوم كذا ؟ فاعتذروا إلى رسول الله صلى الله عليه و اله و ندموا على ما كان منهم ، و قالوا : الله أعلم و رسوله فاصنع ما بدا لك و رجع حفص بن الاحنف و سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه و اله فقالا : يا محمد قد اجابت قريش إلى ما اشترطت ، من اظهار الاسلام و ان لا يكره احد على دينه فدعا رسول الله صلى الله عليه و اله بالمكتب و دعا إلى أمير المؤمنين عليه السلام و قال له أكتب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل بن عمرو : لا نعرف الرحمن أكتب كما كان يكتب آباؤك : باسمك أللهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه و اله : أكتب باسمك أللهم ، فانه اسم من أسماء الله ، ثم كتب : هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله و الملاء من قريش فقال