تفسیر نور الثقلین جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
مسعود الثقفى و كان عاقلا لبيبا و هو الذي أنزل الله فيه : " و قالوا لو لا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " فلما اقبل إلى رسول الله صلى الله عليه و اله عظم ذلك و قال : يا محمد تركت قومك و قد ضربوا الابنية و أخرجوا العوذ المطافيل ( 1 ) يحلفون باللات و العزى لا يدعوك تدخل مكة ، فان مكة حرمهم و فيهم عين تطرف أ فتريدأن تبيد أهلك ( 2 ) و قومك يا محمد ، فقال رسول الله صلى الله عليه و اله : ما جئت لحرب و انما جئت لاقضي مناسكى و انحربدنى و أخلى بينهم و بين لحمانها فقال عروة : و الله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت ، فرجع إلى قريش فأخبرهم فقالت قريش : و الله لئن دخل محمد صلى الله عليه و اله مكة و تسامعت به العرب لنذلن و لتجترين علينا العرب ، فبعثوا حفص بن الاحنف و سهيل بن عمرو ، فلما نظر اليهما رسول الله صلى الله عليه و اله : قال ويح قريش قد نهكتهم الحرب ( 3 ) الا خلوا بيني و بين العرب ، فان أك صادقا فانما آخذ الملك لهم مع النبوة ، و ان أك كاذبا كفتهم ذؤبان العرب ( 4 ) لا يسئلنى اليوم إمرء من قريش خطة ليس لله فيها سخط الا أجببتم اليه ، فلما وافوا رسول الله صلى الله عليه و اله قالوا : يا محمد لم لا ترجع عنا عامك هذا إلى أن تنتظر إلى ما يصير أمرك و أمر العرب ] على ان ترجع من عامك [ فان العرب قد تسامعت بمسيرك فاذا دخلت بلادنا و حرمنا استذلتنا العرب و اجترت علينا و نخلى لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضى نسكك و تنصرف عنا ، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه و اله إلى ذلك و قالوا له : ترد الينا من جاء كم من رجالنا ، و نرد إليك كل من جاءنا من رجالك ، فقال رسول الله صلى الله عليه و اله من جاء كم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه ، و لكن على أن المسلمين بمكة لا يؤذون في إظهارهم الاسلام ، و لا