تفسیر نور الثقلین جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
يا صاحب رسول الله اما علمت ان جدي رسول الله صلى الله عليه و اله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ، فلم يدع الاجتهاد و تعبد هو بأبي و أمي حتى انتفخ الساق و ورم القدم ؟ و قيل له : أ تفعل هذا و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ؟ قال : افلا أكون عبدا شكورا ؟ .17 - في كتاب سعد السعود لا بن طاوس رحمه الله أقول : و أما لفظ " ما تقدم من ذنبك و ما تأخر " فالذي نقلناه من طريق أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم ان المراد منه ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر عند أهل مكة و قريش ، يعنى ما تقدم قبل الهجرة و بعدها ، فانك إذا فتحت مكة بغير قتل لهم و لا استيصال و لا أخذهم بما قدموه من العداوة و القتال ، غفر و اما كان يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما أو متأخرا ، و ما كان يظهر من عداوته في مقابلة عداوتهم له ، فلما راوه قد تحكم و تمكن و ما استقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب .18 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا عليه السلام فقال المأمون : يا ابن رسول الله أ ليس من قولك ان الانبياء معصومون ؟ قال : بلى ، قال : فما معنى قول الله عز و جل إلى أن قال : فأخبرني عن قول الله تعالى : " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر " قال الرضا عليه السلام : لم يكن أحد عند مشركى مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه و اله لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمأئة و ستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم و عظم " و قالوا أجعل الآلهة الها واحدا ان هذا لشيئ عجاب و انطلق الملاء منهم ان امشوا و اصبروا على آلهتكم ان هذا لشيئ يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق " فلما فتح الله تعالى على نبيه صلى الله عليه و اله مكة ، قال له : يا محمد " انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر " عند مشركى أهل مكة بدعاءك توحيد الله فيما تقدم و ما تأخر ، لان مشركى مكة أسلم بعضهم أسلم بعضهم و خرج بعضهم عن مكة ، و من بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد إذا