قوله تعالى : حم تنزيل الكتاب من الله ) الى ( كافرين
في درجه فخرج الجواب إلى في ذلك : بسم الله الرحمن الرحيم أتانى كتابك أبقاك الله و الكتاب الذي أنفذته درجه ; و أحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف ألفاظه و تكرر الخطاء فيه ، و لو تدبرته لو قفت على بعض ما وقفت عليه منه ، إلى قوله عليه السلام : و قد ادعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادعاه ; فلا أدري بآية حالة هى له رجاء ان يتم له دعواه ، أبفقه في دين الله ؟ فو الله ما يعرف حلالا من حرام ، و لا يفرق بين خطأ و صواب ، أم بعلم ؟ فما يعلم حقا من باطل ، و لا محكما من متشابه ، و لا يعرف حد الصلوة و وقتها ، أم بورع ؟ فالله شهيد على تركه الصلوة الفرايض أربعين يوما ، يزعم ذلك لطلب السعودة ( 1 ) و لعل خبره قد تادى إليكم و هاتيك ظروف مسكره منصوبة و أثار عصيانه لله عز و جل مشهورة قائمة ، أم بآية فليات بها ، أم بحجة فليقمها ، ام بدلالة فليذكرها ، قال الله عز و جل في كتابه : بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات و الارض و ما بينهما الا بالحق و أجل مسمى و الذين كفروا عما انذروا معرضون قل أ رأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السماوات ائتونى بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين و من أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة و هم عن دعائهم غافلون و إذا حشر الناس كانوا لهم اعداء و كانوا بعبادتهم كافرين فالتمس بولي الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت ، و امتحنه و سله عن آية من كتاب الله يفسرها ، أوصلوة فريضة يبين حدودها و ما يجب فيها ، لتعلم حاله و مقداره ، و يظهر لك عواره ( 2 ) و نقصانه ; و الله حسيبه ، حفظ الله الحق على أهله و أقره في مستقره .
1 - كذا في النسخ لكن في المصدر " الشعوذة " بالشين و الذال المعجمتين ، قال الفيروز آبادى : الشعوذة : خفة في اليد و أخذ كالسحر يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأى العين .
2 - العوار - بالفتح و قد يضم - ; العيب .