تفسیر نور الثقلین جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
8 - قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : ستقف انشاء الله عند قوله تعالى : " ليغفر لك الله " الاية على حديث عن الرضا عليه السلام و فيه يقول عليه السلام : فلما فتح الله تعالى على نبيه مكة قال له : يا محمد انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر .رجعنا إلى كلام مجمع البيان إلى قوله : و ثالثها ان المراد بالفتح هنا فتح خيبر عن مجاهد و العوفى و روى عن مجمع بن حارثة الانصاري كان احد القراء قال : شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه و اله : فلما انصرفنا عنها اذ الناس يهزون الاباعر ( 1 ) فقال بعض الناس لبعض : ما بال الناس ؟ قالوا : أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه و اله فخرجنا نوجف فوجدنا النبي صلى الله عليه و اله واقفا على راحلته عند كراع الغميم ( 2 ) فلما اجتمع الناس اليه قرء انا فتحنا لك فتحا السورة فقال عمر : افتح هو يا رسول الله ؟ قال نعم و الذى نفسى بيده ، انه لفتح فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل فيها احد الا من شهدها .9 - في جوامع الجامع و قيل : هو فتح الحديبية ، فروى ان رسول الله صلى الله عليه و اله لما رجع من الحديبية قال رجل من أصحابه : ما هذا الفتح لقد صددنا عن البيت و صد هدينا ، فقال عليه السلام : بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح ، قد رضى المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح و يسئلوكم القضيه و رغبوا إليكم في الامان و قد رأوا منكم ما كرهوا .و عن الزهرى : لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية ، و ذلك ان المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم ، فتمكن الاسلام في قلوبهم و أسلم في ثلاث سنين خلق كثير ، كثر بهم سواد الاسلام ، و الحديبية بئر نفدماؤها حتى لم يبق فيها قطرة فأتاها النبي صلى الله عليه و اله فجلس على شفيرها ( 3 ) ثم دعا باناء من ماء فتوضى ثم