تفسیر نور الثقلین جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
الصلوات و اتباع الشهوات ، و الميل مع الاهواء ، و تعظيم أصحاب المال و بيع الدين بالدنيا ، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما ترى من المنكر ، فلا يستطيع أن يغيره ، قال سلمان : و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال : اى و الذى نفسى بيده يا سلمان ان عندها يليهم أمراء جورة و وزراء فسقة ، و عرفاء ظلمة و أمناء خونة ، قال سلمان : و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال : أى و الذى نفسى بيده ، يا سلمان ان عندها يكون المنكر معروفا و المعروف منكرا ، و يؤتمن الخائن و يخون الامين ، و يصدق الكاذب و يكذب الصادق ، قال سلمان : و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال : اى و الذى نفسى بيده يا سلمان ، فعندها تكون إمارة النساء و مشاورة الاماء و قعود الصبيان على المنابر ، و يكون الكذب ظرفا و الزكوة مغرما و الفئ مغنما ، و يجفوا الرجل والديه و يبر صديقه و يطلع الكوكب المذنب ، قال سلمان : و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال : اى و الذى نفسى بيده يا سلمان ; و عندها تشارك المرأة زوجها في التجارة و يكون المطر قيظا و يغيظ الكرام غيظا و يحتقر الرجل المعسر فعندها تقارب الاسواق اذ قال هذا لم أبع شيئا و قال : هذا لم أربح شيئا ، فلا ترى الا ذا ما لله ، قال سلمان : و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال : اى و الذى نفسى بيده يا سلمان ، فعندها يليهم أقوام ان تكلموا قتلوهم ، و ان سكتوا استباحوهم ليستأثرون بفيئهم و ليطأن حرمتهم ; و ليسفكن دمائهم ، و لتملئن قلوبهم غلا و رعبا فلا تراهم الاوجلين خائفين مرهوبين قال سلمان : و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال : اى و الذى نفسى بيده يا سلمان ان عندها يؤتى بشيء من المشرق و شيئ من المغرب يلون أمتي فالويل لضعفاء أمتي منهم و الويل لهم من الله لا يرحمون صغيرا و لا يوقرون كبيرا و لا يخافون عن مسيئ ( 1 ) جثتهم جثة الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين ، قال سلمان : و ان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال : اى و الذى نفسى بيده يا سلمان ، و عندها يكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء و يغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها ، و تشبه الرجال بالنساء و النساء