فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 142
نمايش فراداده

سجن أبى تغلب محمد بن ناصر الدولة لاخيه محمد بالقلعة وكيفية نجاته. - 143

و من طرائف ما شاهدناه من هذا الباب أن أبا تغلب فضل الله عدة الدولة ابن ناصر الدولة أبى محمد استوحش من أخيه محمد بعد موت أبيهما فقبض عليه و استصفى ماله و نعمته و قبض عقاره و ضياعه و ثقله بالحديد و أنفذه إلى القلعة المعروفة بأردمشت و هي مشهورة من أعمال الموصل حصينة فحبسه في مطمورة و و كل به عجوزة يثق بها جلدة يقال لها : بازبانا ، و أمرها أن لا توصل اليه أحدا و لا تعرفه خبره و أن تخفى موضعه عن جميع سجنة القلعة و حفظتها ففعلت ذلك فأقام على حاله تلك ثماني سنين ، ثم اتفق أن انحدر أبو تغلب معاونا بختيار بن المعز الدولة أبو الحسين و معهما العسكر يقصدان بغداد لمحاربة عضد الدولة و تاج الملة أبى شجاج ، و خرج للقائهما فكانت بينهما الوقعة المشهورة بقرب قصر الحصن فقتل فيها باختيار و انهزم أبو تغلب فدخل الموصل و خاف من تخلص محمد فكتب إلى غلام له كانت القلعة مسلمة إليه يقال له طاشتم في أن يمكن رئيسا من رؤساء الاكراد يقال له صالح بن بن يا بويه كان كالشريك لطاشتم في حفظ القلعة من محمد بن ناصر الدولة ليمضى فيه ما أمره به ، و كتب إلى صالح يأمره بقتل محمد ، فمكن طاشتم صالحا فلما أراد الدخول على محمد لقتله منعته بازبانا من ذلك و قالت له لا أمكن من هذا إلا بكتاب يرد على ، و دخل عضد الدولة إلى الموصلى و أجفل عنها أبو تغلب و كدته العساكر و اشتد عليه الطلب و ورد عليه كتاب من القلعة بما قالت بازبانا فالى أن يجيب عليه أحاطت بعض عساكر عضد الدولة بقلعة اردمشت و نازلوها فانقطع ما بين أبى تغلب و بينها و لم يصل إليها كتاب ، ثم فتحها عضد الدولة بعد شهور بأن واطأه صالح على القبض على طاشتم ، و كتب إليه يعرفه بما عمله و يستأذنه فيما يعمله ، و كان لمحمد خادم أسود يسمى ناصحا و كان بعد القبض على محمد قد رفع إلى عضد الدولة و هو بفارس و صار من وجوه خدمه و حضر معه وقعة حصن الجص ، فلما ورد خبر فتح القلعة أذكره ناصح بوعد كان عليه في إطلاق مولاه فكتب إليه أن يطلبه في القلعة فإن وجد حيا يطلق و ينفذ إليه مكرما ، فحين دخل صالح و معه بعض من قد