فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 177
نمايش فراداده

الحسن بن سلمة كاتب خزيمة قال : نظر خزيمة يوما إلى هذا الرجل في داره و كان لقيه و خاطبه قبل ذلك بيوم و أضجره و وافق من خزيمة ضجرا بشيء حدث من أمور المملكة مع ما فيه من الجبروتية و الكبر فحين خاطبه الرجل صاح فيه و أمر بإخرجه من داره إخراجا عنيفا ثم دعاني فقال : و الله لئن دخل هذا الرجل داري لاضربن عنقه فأخبره بذلك و حذره ، و تقدم إلى البوابين و الحجاب بذلك .

و كان خزيمة إذا وعد أو توعد فليس إلا الوفاء فخرجت إلى البوابين و الحجاب و أصحاب المقارع فبالغت في تحذيرهم و عرفتهم ما قال و أنه حلف أن يضرب أعناقهم و أكدت القصة و الوصية بجهدي مستظهرا لنفسي و مضيت خارج الدار فإذا الرجل واقفا فأعلمته أن دمه مرتهن بنظرة ينظرها إليه خزيمة في دار السلطان ، أو على بابه أو في بعض الطريق و حذرته تحذيرا شديدا ، و خوفته بالله عز و جل في دمه أن لا يجعل لي نفسه سبيلا فشكرنى على تحذيره و انصرف كئيبا .

فلما أصبحنا من غد غدوة إلى دار خزيمة على رسمي في الملازمة فلما دنوت من الباب إذا بالرجل واقفا كما كان يقف منتظرا لركوبه فعظم ذلك على فقلت يا هذا : أما تخاف الله عز و جل أ تحب أن تقتل نفسك ، أما تعرف الرجل ؟ فقال : و الله ما أتيت هذا الرجل جهلا منى و لا اغترارا بل أتيته على أصل قوى و سبب وثيق و سترى من لطف الله عز و جل ما يسرك و تعجب منه .

قال الحسن بن سلمة فزاد عجبى منه و دخلت الدار فصادفت خزيمة في صحن الدار يريد الركوب فحين نظر إلى قال لي ما فعل حامد بن عمرو ؟ قلت رأيته الساعة بالباب و قد تهددته فلما رأيته اليوم بالباب تعجبت من جهله وعوده مع ما أعذرت اليه من الوعيد و أمرته بالانصراف فأجابني بجواب لا أدري ما هو فأنا بري من فعله .

فقال : بأى شيء أجابك ؟ فأخبرته فسكت خزيمة و خرج فركب فحين رآه ترجل له حامد فصاح خزيمة لا تفعل و ألحقني إلى دار أمير المؤمنين قال و سرنا و دخل إلى دار أمير المؤمنين الرشيد و دخلنا معه إلى حيث جرت عادتنا أن نبلغه معه من الدار فجلسنا فيه و مضى خزيمة يريد دار الخليفة و جاء حامد فجلس