فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
إلى فقلت : أصدقنى عن خبرك و السبب في جسارتك على خزيمة و لينه لك بعد الغلظة و عرفته ما جرى بيني و بين خزيمة ثانيا فقال : طب نفسا فما أبدى لك شيئا إلا بعد بلوغ الامر .فبينما نحن كذلك إذ دعى بحامد بن عمرو و أدخل إلى حيث كان بأن موسو ما يدخل اليه من يخلع عليه فتحيرت فلم يكن بأسرع من أن خرج و عليه خلع الخليفة ، و بين يديه لواء عقده له و قد ولي طريق الفرات بأسره .فقمت اليه و هنأته و قلت له : و لا الساعة تخبرني الخبر ؟ فقال ما فات شيء و ودعنى و مضى و أقمت بمكاني إلى أن خرج خزيمة فسرت معه إلى داره فلما استقر فيها دعاني فسألني عن أمور من خدمته ثم قال : أظنك قد أنكرت ما جرى في أمر حامد بن عمرو ؟ قلت أى و الله أيها الامير ، قال فاسمع الخبر : إعلم انى كنت في نهاية الغيظ عليه فأمرت فيه بما أمرت فلما كان البارحة رأيت فيما يرى النائم كأنه قائم يصلى و رفع يديه إلى الله عز و جل يدعو على فكأنه قد وقع في نفسى أنه يريد أن يدعو على قال : فصحت به لا تفعل وادن منى فانفتل من صلاته فجاء فوقف بين يدى فقلت له ما حملك على أن تدعو على ؟ فقال لانك أهنتنى و استخففت بي و أخرجتنى من دارك ذليلا آيسا و أشمت بي أعدائي و وعدتني بالقتل ظلما ، و قطعت أملى في طلب رزقي و قوتي ، فأنا أشكوك إلى الله عز و جل ، و أستعينه عليك فكأنى أقول له طب نفسا و لا تدع على فإنى أحسن إليك غدا و أوليك عملا و استعطفته .فعجبت من المنام ، و عملت أنى ظلمت الرجل و قلت في نفسى شيخ من العرب و له سن و شرف أسأت اليه بغير جرم ، و أرعبته و ما ذا على إذا لحح في طلب الرزق ، و علمت أن المنام موعظة في أمره و حث على حفظ النعم و لا أنفرها بقلة الشكر و استعمال الظلم و اعتقدت أن أوليه كما وعدته في المنام فكان ما رأيت .قال الحسن بن سلمة : فصوبت رأيه في هذا و دعوت و انصرفت فجاءني من العشى حامد بن عمرو مسلما و مودعا ليخرج إلى عمله فقلت : هات الآن خبرك ؟ قال : نعم انصرفت من باب خزيمة موجع القلب قلقا مرتاعا فأخبرت عيالي بما جرى فكأنه في داري مأتم عظيم ، و لم أطعم أنا و لا عيالي