فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 186
نمايش فراداده

جاورنى في ضيعتي فساومني أن أبيعه إياها فامتنعت لان معيشتي منها ، و قوت عيالي .

فغصبنى عليها .

فقال له المنصور : فأى شيء دعوت به قبل أن يصل إليك رسولي ؟ قال قلت : أللهم إنك حليم ذو أناة و لا صبر لي على اناتك .

فقال المنصور للربيع : أشخص إلى هذا العامل و أحسن أدبه و انتزع الضيعة من يده و سلمها إلى هذا المجوسي و ابتع من العامل ضيعته و سلمها إليه أيضا ففعل الربيع ذلك كله في بعض نهار و انصرف المجوسي و قد فرج الله عنه و زاده و أحسن اليه وجدت في كتاب حديث القاسم بن كرسوع صاحب أبى جعفر بخبره و قال : إن ابن أبى عون صاحب الشرطة قد وعد مخبره أن يجيئه للاقامة عنده و الشرب مصطبحا على ستارته في يوم ثلاثاء فأبطأ عنه و تعلق قلب مخبره بتأخره فبعث غلاما له في طلبه و تعرف خبره فعاد إلى مخبره ، و قال : وجدته في مجلس الشرطة يضرب رجلا بالسياط و قد ذكر أنه يجئ الساعة .

فلما كان بعد ساعة جاء ابن أبى عون .

فقال له أبو جعفر : قد وعدتني ببكورك و شغلتنى بتأخرك فما سبب ذلك ؟ فقال إنى رأيت البارحة في منامى كاني بكرت بليل لاجيئك و ليس معي سوى غلام واحد ، فسرت في خراب إسحاق بن إبراهيم بن مصعب لاجيء إلى رحبة الجسر فإنى لاسير في القمر إذ رأيت شيخا بهيا نظيف الثوب و على رأسه قلنسوة لاطية و فى يده عكاز فسلم على و قال : إنى أرشدك على ما فيه مثوبة لك .

في حبسك شيخ مظلوم وافي البارحة من المداين في وقت ضيق فانهم أنه قتل رجلا و هو بري من دمه و قد ضرب و حبس ، و قاتل الرجل غيره و هو في غرفة وسطى من ثلاث غرف مبنية على طاق التك بالكرخ و اسمه فلان بن فلان إبعث من يأخذه فانك ستجده عريان سكران و فى يده سكين مخضبة بدم ، فاصنع ما ترى به و أطلق الشيخ البائس .

فقمت فانتبهت فركبت و سرت حتى وافيت رحبة الجسر فقلت ما حدث في هذه الليلة ؟ فقالوا : وجدنا هذا القتيل و هذا الشيخ معه فضربناه فلم يقر فرأيت به أثر ضرب عظيم فسألته عن خبره .

فقال أنا معروف بالمداين بسلامة الطريقة و معاشي التغيح أنفذنى فلان بن فلان إلى فلان بن