و يبرأ أم لا ؟ فقال : يعيش و يبرأ ، و لكن أنت لك ابن الحذر عليه من علة تلحقه قريبا و استيقظت .
قال : و أخذ يهنينى بالعافية و يقول قد سرني لك ما جرى ، و لكن قد أوحشنى في أمر ابنى فاسأل الله الكفاية .
قال أبو الفرج و كان للرجل ابن عمره نحو الثلاثين سنة و هو في الحال معافى فلما مضت خمسة أيام من الرؤيا حم الفتى فقويت نفسى في صحة المنام و ما مضت إلا أيام يسيرة حتى مات الفتى و أدبر مرضى ، و لم تزل العافية تتزايد إلى أن قويت و عاودت إلى عادتي بعد مدة قريبة وجدت في بعض الكتب أنه لما اشتدت الحرب بين الاسكندر و بين دار ابن دارا استظهر دارا عليه فأشرف الاسكندر على الهلاك و آيس من النصر و حال المساء بينهما فانصرف الاسكندر إلى معسكرة قلقا مغموما متحيرا مهموما عامة ليلته ثم نام فرأى في منامه كأنه صارع دارا فصرعه دارا ، فانتبه و قد زاد همه و غمه فقص رؤياه على بعض فلاسفته .
فقال : إبشر أيها الملك بالغلبة و النصر وإنك تملك على دارا الارض لانك كنت قلبها لما صرعك .
فلما كان بعد أيام يسيرة انهزم دارا و قتل و جاؤا برأسه إلى الاسكندر و ملك ممالكه .
قال مؤلف هذا الكتاب رحمه الله : و مثل هذا مشهور في روايات أصحاب السير و الاخبار أن عبد الله بن الزبير رأى في منامه كأنه صارع عبد اللك بن مروان فصرع عبد الملك و سمره في الارض بأربعة أوتاد فأرسل راكبا إلى البصرة و أمره أن يلقى ابن سيرين و يقص الرؤيا عليه و لا يذكر له من أنفذه و لا يسمى عبد الملك ، فسار الراكب حتى أناخ بباب ابن سيرين فقص عليه المنام فقال له ابن سيرين من رأى هذا ؟ فقال : أنا رأيته في رجل بيني و بينه عداوة .
فقال ليس هذه رؤياك هذه رؤيا ابن الزبير ، أو عبد الملك ابن مروان أحدهما في الآخر فسأله الجواب .
فقال : ما أفسرها أو تصدقني فلم يصدقه فامتنع من التفسير و انصرف الراكب إلى ابن الزبير فأخبره بما جرى .
فقال له : أرجع اليه فاصدقه إنى رأيتها في عبد الملك .
فرجع الراكب إلى ابن سيرين برسالة ابن الزبير فقال له : قل له أيها الامير عبد الملك يغلبك