شرح الاخبار فی فضائل الأئمة

نعمان بن محمد التمیمی المغربی؛ تحقیق: السید محمد الحسینی الجلالی

جلد 2 -صفحه : 88/ 6
نمايش فراداده

(14)

و قيل : إن أهل الشام فخروا به على أصحاب علي عليه السلام ، فقالوا : هذا عبيد الله بن عمر معنا ! فقال لهم أصحاب علي عليه السلام : أو لم ( 1 ) تنظروا إلى عدة من معنا من أخيار المهاجرين و الانصار من أهل بدر و من بيعة الرضوان و ممن شهد لهم رسول الله صلوات الله عليه و آله بالجنة و تنظرون إلى غلام هرب بنفسه من قتل وجب عليه ؟ فقالوا : إنه ابن عمر . قال لهم أصحاب علي عليه السلام : أفعمر أفضل أم أبو بكر ؟ قالوا : أبو بكر . قال أصحاب علي عليه السلام : فهذا محمد بن أبي بكر معنا فاضل لم يصب حدا و لا هرب من إقامته عليه . [ من شهد حروب أمير المؤمين ] [ 402 ] ابن أبي سلمة ( 2 ) باسناده ، عن أبيه ( 3 ) ، أنه قال : قتل مع علي عليه السلام بصفين خمسة و عشرون بدريا . [ 403 ] ابن أبي خيثمة ( 4 ) ، عن يحيى بن معين ( 5 ) ، عن أبي مسمع ، عن


1 - و في الاصل و نسخة - ج - : لم .

2 - و أظنه عمر بن عبد الله ( أبي سلمة ) بن عبد الاسد ولد بالحبشة 2 ه و توفي بالمدينة 83 ه .

3 - هكذا في - أ ود - أما في الاصل : باسناده عن يوثر عن أبيه ، و في نسخة - ج - : باسناده عن بدر عن أبيه .

4 - أبو بكر ، أحمد بن زهير ( أبي خيثمة ) بن حرب بن شداد النسائي ولد 185 ه توفي 279 ه .

5 - أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد المري ولد 158 ه عاش ببغداد و توفي بالمدينة حاجا 223 ه .

(15)

سعيد بن عبد العزيز ( 1 ) ، قال : كان علي عليه السلام بالعراق يدعى أمير المؤمنين ، و كان معاوية بالشام يدعى الامير ، فلما مات علي عليه السلام تسمي معاوية أمير المؤمنين . [ 404 ] ابن الاعرابي ( 2 ) باسناده ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي ، قال : دعا عمار يوم صفين بشراب ، فأتي بضياح من لبن ، فشربه ، ثم قال : اليوم ألقى الاحبة محمدا و حزبه سمعت رسول الله صلوات الله عليه و آله يقول لي : تقتلك الفئة الباغية ، و يكون آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن ، ثم تقدم إلى القتال ، فقاتل حتى قتل رحمة الله عليه . [ ضبط الغريب ] قوله : ضياح من لبن . الضياح : اللبن الخاثر يصب فيه الماء حتى ينضح أي يرق و يطيب ، و كل دواء و ما أشبهه يصب فيه الماء يقال فيه : ضيحته : يصب الماء عليه ، و لكن لا يقال : ضياح إلا في اللبن وحده . و قيل : إن تضيحه : تبريده . [ 405 ] محمد بن راشد ، باسناده ، عن علي صلوات الله عليه أنه لما دخل الكوفة بعد منصرفه من صفين سمع بكاء النساء على من قتل بصفين ، فقال عليه السلام : ما صاح من نساء أهل الشام أكثر .


1 - أبو محمد ، سعيد بن عبد العزيز الشوخي الدمشقي ولد 90 ه و توفي 167 ه .

2 - أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم ولد 246 ه و توفي بمكة 340 ه .

(16)

[ كتاب ابن أبي رافع ] [ 406 ] محمد بن سلام ، باسناده ، عن عون بن عبيد الله ( 1 ) عن أبيه - و كان كاتبا لعلي عليه السلام - أنه سئل عن تسمية من شهد مع علي صلوات الله عليه حروبه من المهاجرين و الانصار الذين بشرهم رسول الله صلوات الله عليه و آله بالجنة ، و من التابعين ، و من أفاضل العرب ؟ - و كان عالما بذلك - . فقال : شهد معه : من بني عبد المطلب : الحسن و الحسين عليهما السلام اللذان قال رسول الله صلوات الله عليه و آله فيهما : إنهما سيدا شباب أهل الجنة . و محمد بن الحنفية الذي قال فيه رسول الله صلوات الله عليه و آله لعلي عليه السلام : إنه سيولد لك غلام بعدي فسمه باسمي و كنه بكنيتي ( 2 ) فسماه محمدا ، و كناه أبا القاسم . و عقيل بن أبي طالب . و عبد الله بن عباس ( 3 ) .


1 - و في الاصل و - ج - : عبد الله و هو غلط لان أبا رافع له ولدان عبيد الله و علي .

2 - و في الاصل : بكنتي . ( 3 ) و كان أحد الامراء فيها .

(17)

و محمد و عون ابنا جعفر الطيار في الجنة . و عبد الله بن جعفر الذي قال له رسول الله صلوات الله عليه و آله : إن أباك أشبه خلقي و خلقي و قد أشبهت خلق أبيك . و عبد الله ( 1 ) و كثير و قثم و تمام بنو العباس بن عبد المطلب . و محمد و مسلم ابنا عقيل بن أبي طالب . و نوفل بن الحارث بن عبد المطلب . و ربيعة و أبو رافع مولى رسول الله صلوات الله عليه و آله . و أبو رافع الذي قال له رسول الله صلوات الله عليه و آله : كيف أنت يا أبا رافع و قوم يقاتلون عليا ، و هو على الحق و هم على الباطل ؟ فقال : ادع الله لي يا رسول الله إن أدركتهم ألا يفتني ( 2 ) و يقويني على قتالهم . فدعا له بذلك . فلما نكث على علي عليه السلام من نكث ، باع أبو رافع أرضه بخيبر و بني قريظة و داره ، و تقوى بذلك و قوى ولده و أهله و خرج بهم ، و هو يومئذ ابن خمس و ثمانين سنة ، و قاتل في جميع حروب علي صلوات الله عليه . و من بني عبد المطلب أيضا : ( 3 ) الحصين و الحارث ابنا الحارث ( 4 ) ، و هما بدريان ، و شهدا مع النبي كل مشاهده .


1 - هكذا في جميع النسخ و لا أدري لماذا كرر اسمه و قد ذكره سابقا و أظنه عبيد الله .

2 - و في نسخة - ب - : لا يغشني .

3 - كذا في النسخ ، لكن المذكورين تحت هذا العنوان ليسا من بني عبد المطلب بل هما من بني المطلب فلا حظ .

4 - و في نسخة - ج - : ابنا الحرث .

(18)

و من بني عبد شمس بن عبد مناف : محمد بن [ أبي ] حذيفة بن ربيعة ، و هو الذي كان عاملا لعثمان على مصر ، ثم قدم عليه المدينة ، فأعطاه مائة ألف درهم ، فخرج بها إلى المسجد ، فقال : يا معشر المؤمنين من أين يعطيني عثمان هذا المال دونكم ؟ و من بني زهرة : هاشم بن عتبة ( 1 ) بن أبي وقاص ، قتل يوم صفين ، و كانت راية علي عليه السلام يومئذ [ بيده ] و أخذها بعده ابنه عبد الله . و عبد الله بن خباب بن الارت ، و هو أول من قتلته ( 2 ) الخوارج حين انصرفوا من صفين ، دعوه إلى البراءة من علي عليه السلام ، فأبى ذلك ، فقتلوه بالمدائن . و من بني تيم ( 3 ) : محمد و عبد الرحمن ابنا أبي بكر بن أبي قحافة . و من بني مخزوم : عمار بن ياسر رحمة الله عليه . و محمد بن عمار . و عمار هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن عنس ، و عنس من مدحج من اليمن ، و أبوه ياسر كان قدم مكة و حالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي ، و زوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها : سمية ، فولدت منه


1 - و في نسخة - ج - : ابن عطية . و هو هاشم المرقال .

2 - و في نسخة - ج وأ - : قتله .

3 - هكذا في نسخة - د و في الاصل تميم .

(19)

عمارا ، فأعتقه أبو حذيفة و كانت امه - سمية - أول من قتل في الاسلام ، قتلها أبو جهل بمكة . و لحق ياسر الاسلام ، فأسلم هو و عمار وسمية . و مات ياسر و خلف على سمية بعده الازرق ، و كان روميا ممن ترك من عبيد أهل الطائف الذين أعتقهم رسول الله صلوات الله عليه و آله فولدت منه سلمة بن الازرق . قسلمة بن الازرق أخو عمار لامه ( 1 ) . فمن أجل ذلك نسب عمار إلى بني مخزوم . و عمار الدي قال فيه رسول الله صلوات الله عليه و آله : تقتله الفئة الباغية ، و بشر قاتله بالنار . قتل يوم صفين . و ممن كان مع علي عليه السلام سلمة و محمد ابنا أبي سلمة ، و أمهما ام سلمة زوج النبي صلوات الله عليه و آله ، آتت بهما إلى علي عليه السلام ، فقالت : هما عليك صدقة ، فلو حسن بي أن أخرج لخرجت معك . و من بني جمح : محمد بن حاطب . و عبد الرحمن بن [ حنبل ] ( 2 ) و هو الذي ضربه عثمان ، و سيره إلى خيبر ، قتل يوم صفين . و من بني عامر بن لؤي : عبد الله بن أبي سبرة بن أبي رهم ( 3 ) .


1 - هكذا ذكر الطبري و البلاذري ( الاصابة 1 / 28 ) و لكنه غريب جدا ، لان ياسر كان معها حتى سن الشيخوخة و أسلما معا . و أجاد أبو عمر حيث قال : خلف على سمية بعد ياسر الازرق غلام الحارث بن كلدة فولدت له سلمة فهو أخو عمار لامه . و هو و هم فاحش ، فإن الازرق إنما خلف على سمية والدة زياد ، فسلمة بن الازرق أخوه لامه ( الاصابة 4 / 335 ) .

2 - و في نسخة - ج - : بن حبان ، و في الاصل : حسان ، و الاصح ما ذكرناه .

3 - و في نسخة - أ - : راهم .

(20)

[ و على بن أبي رافع ] و كان علي بن أبي رافع صاحب خاتم علي عليه السلام و على بيت ماله . و عبيد الله بن أبي رافع كاتبه . و من الانصار البدريين من بني مالك : خزيمة وعدي ابنا النجار . و أبو أيوب بن زيد بدري ( 1 ) : و هو الذي نزل عليه رسول الله صلوات الله عليه و آله [ يوم ] مقدمه المدينة ، و كان على مقدمة علي عليه السلام يوم صفين ، و هو الذي خاصم الخوارج يوم النهروان ، و هو الذي قال لمعاوية - حين أظهر سب علي عليه السلام - : كف يا معاوية عن سب علي ! قال معاوية : ما أقدر على ذلك . فتنحى أبو أيوب ، و قال : و الله لا أسكن أرضا أسمع فيها سب علي بن أبي طالب صلوات الله عليه . و خرج من المدينة إلى ساحل البحر ( 2 ) ، فأقام هنالك حتى مات رحمة الله عليه . و عمرو بن حرم بدري ، و هو الذي فتح للناس بابا من داره ، فدخلوا على عثمان . فقتل يومئذ . و حارثة بن النعمان بدري ، و هو الذي مر على النبي صلوات الله عليه و آله و جبرائيل معه ، فلم يسلم . فقال جبرائيل عليه السلام : لو سلم لرددت عليه ، فلما انصرف جبرائيل أرسل النبي صلوات الله عليه و آله


1 - و قد مراسمه في الحديث 397 من هذا الجزء .

2 - و في نسخة - أ - : جانب البحر .