و قال عليه السلام : مجالس الصالحين داعية إلى الصلاح ( 1 ) . و آداب العلماء زيادة في العقل . و طاعة ولاة الامر تمام العز و استنماء المال تمام المروة ( 2 ) . و إرشاد المستشير قضأ لحق النعمة وكف الاذى من كمال العقل و فيه راحة للبدن عاجلا و آجلا ( 3 ) . و كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا قرأ هذه الآية : " و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ( 4 ) " يقول عليه السلام : سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها ، كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم بأنه لا يدركه ، فشكر عز و جل معرفة العارفين بالتقصير عن معرفته و جعل معرفتهم بالتقصير شكرا ، كما جعل علم العالمين أنهم لا يدركونه إيمانا ، علما منه أنه قد [ ر ] وسع العباد فلا يجاوزن ذلك . و قال عليه السلام : سبحان من جعل الاعتراف بالنعمة له حمدا . سبحان من جعل الاعتراف بالعجز عن الشكر شكرا .
1 - في الكافى [ مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح ] . و يناسبها " إدآب العلماء " لا " آداب " . 2 - في الكافى [ طاعة ولاة العدل تمام العز و استثمار المال تمام المروءة ] . 3 - في كلامه عليه السلام ترغيب إلى المعاشرة مع الناس و المؤانسة بهم و استفادة كل فضيلة من أهلها و زجر عن الاعتزال و الانقطاع اللذين هما منبت النفاق و مغرس الوسواس و الحرمان عن المشرب الاتم المحمدي و المقام المحمود . و الموجب لترك كثير من الفضائل و الخيرات و فوت السنن الشرعية و آداب الجمعة و الجماعات و انسداد أبواب مكارم الاخلاق . ( الوافي ) . 4 - سورة إبراهيم آية 37 . أى لا تحصروها و لا تطيقوا عد أنواعها فضلا من أفرادها فانها متناهية . ( البيضاوي ) .