مجمع الزوائد و منبع الفوائد

علی بن ابی بکر الهیثمی؛ ب‍ت‍ح‍ری‍ر ال‍ع‍راق‍ی‌، اب‍ن‌ح‍ج‍ر

جلد 9 -صفحه : 419/ 48
نمايش فراداده

الصحبة و المنزل عليه السكينة رفيقه في الهجرة و مواطن الكربة خلفته في أمته بأحسن الخلافة حين ارتدت الناس فقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبى قط فوثبت حين ضعف أصحابك و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسوله برغم المنافقين و غيظ الكافرين فقمت بالامر حين فشلوا و مضيت بنور الله اذ وقفوا كنت أعلاهم فوقا و أقلهم كلاما و أصوبهم منطقا و أطولهم صمتا و أبلغهم قولا و كنت أكثرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالامور كنت للدين يعسوبا ( 1 ) و كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و صبرت إذ جزعوا فأدركت آثار ما طلبوا و نالوا بك ما لم يحتسبوا كنت على الكافرين عذابا صبا و للمسلمين غيثا و خصبا فطرت بغناها و فزت بحياها و ذهبت بفضائلها و أحرزت سوابقها لم تفلل حجتك و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك كنت كالجبل لا تحركه العواصف و لا تزيله القواصف كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمن الناس عليه بصحبتك و ذات يدك و كما قال ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا عظيما عند المسلمين جليلا في الارض لم يكن لاحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز و لا فيك مطمع و لا عندك هوادة لاحد الضعيف الذليل عندك قوى حتى تأخذ له بحقه و القوى العزيز عندك ذليل حتى يؤخذ منه الحق و القريب و البعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق و الصدق و الرفق قولك فأقلعت و قد نهج السبيل و اعتدل بك الدين و قوى الايمان و ظهر أمر الله و لو كره الكافرون فسبقت و الله سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك اتعابا شديدا و فزت بالجنة و عظمت رزيتك في السماء و هدت مصيبتك الانام فانا لله و إنا إليه راجعون رضينا عن الله قضاءه و سلمنا لله أمره فلن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثلك أبدا كنت للدين عدة و كهفا و للمسلمين حصنا و فيئة و أنسا و على المنافقين غلظة و غيظا فألحقك الله بنبيه و لا حرمنا الله أجرك و لا أضلنا بعدك قال و سكت الناس حتى قضى كلامه ثم بكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالوا صدقت يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و رضى عنهم .

رواه البزار و فيه عمر إبن إبراهيم و هو كذاب .و عن على بن أحمد السدوسي عن أبيه قال بلغ عائشة

1 - اليعسوب : السيد و الرئيس و المقدم ، و أصله فحل النحل .